أمل الدر.. وردة من جنوب لبنان استشهدت في غارة إسرائيلية

21 فبراير 2024
أمل الدر وردة الجنوب التي استشهدت خلال زيارتها لجدها (فيسبوك)
+ الخط -

طوَت الطفلة أمل الدر، ابنة الخمس سنوات، فصول حياتها الوجيزة صباح اليوم الأربعاء، إثر الغارة الإسرائيلية التي طاولت بلدة المنصوري المحاذية لمنطقة مجدل زون في جنوب لبنان.

أمل الدر وردة الجنوب التي استشهدت وهي تلعب في دار جدها، أغمضت عينيها الجميلتين وودّعت أحبابها على غفلةٍ، ليترك خبر استشهادها حالة من الحزن والغضب، إذ لم تكد تنطلق في حياتها الدراسية والكشفية والتطوعية، غير أن آلة القتل والإجرام الإسرائيلية اختطفت روحها وقوّضت الأمل بحياة هانئة تستحقها، كما كل أطفال العالم.

أمل الدر.. وردة الجنوب ضحية صواريخ الاحتلال

يقول عم الطفلة محمد الدر، لـ"العربي الجديد"، إن "أمل تلميذة مجتهدة في صف الروضة الثالثة. عُرفت ببراءتها وجمالها الداخلي والخارجي. كانت مليئة بالنشاط والحيوية والمرح، تهوى العمل التطوعي والكشفي، فانخرطت في صفوف كشافة الرسالة الإسلامية وشاركت في العديد من الأنشطة بكل حماس واندفاع".

كانت أمل تقيم مع والدَيها وشقيقاتها الثلاث في منطقة البرج الشمالي في صور (جنوب البلاد)، وصادف اليوم عطلتها المدرسية، فطلبت من والدها أن يقلها لزيارة جدها في بلدة مجدل زون، كون الطقس مشمساً ودافئاً.

يروي عمها تفاصيل يومها قائلاً: "اتصلت أمل بجدها وطلبت منه أن يشتري لها فروجاً مشويّاً. ولدى وصولها، كان الجد في استقبالها والطعام في انتظارها، وما هي إلا ساعات حتى خرجت برفقة والدتها وشقيقاتها والجيران للعب أمام منزل جدها. ولم تلبث أن بدأت باللعب والضحك والاستمتاع بالطقس المشرق، حتى أصابتها الغارة الإسرائيلية في رأسها. جرى نقلها على الفور إلى المستشفى، غير أنها فارقت الحياة بمجرد دخولها غرفة العمليات".

استشهدت أمل الدر بعد أن ألقت التحية الأخيرة على جدها، وزرعت في أرض الجنوب آخر ضحكاتها، لتُخلد باسمها الأمل بانفراجة قريبة وبحياة آمنة مستقرة، توقف سفك الدماء والقصف اليومي والرعب التي يختبرها اللبنانيون جنوباً، منذ بدء الحرب في قطاع غزة.

وكان المدير العام للتربية عماد الأشقر قد نعى التلميذة الشهيدة أمل الدر، بالقول: "أبى عصف النار والبارود إلا أن يصارع روحها البريئة ويقذفها إلى الأعلى، لتتلقفها مواكب الملائكة بزفة الشهيد إلى جوار الرفيق الأعلى. هي الطالبة الشهيدة أمل حسين الدر ألقت الحجة علينا بأن المظلومية تخطّت كل الخطوط الحمر". كما اتصل الأشقر بوالد الشهيدة معزيّاً.

وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الطفلة، حيث عبّر الناشطون عن سخطهم من "استمرار العدوان الإسرائيلي والغارات اليومية التي تزهق أرواح الأبرياء من دون حسيب ورقيب". وغرد بعضهم بالقول: "طفلة الجنوب لا تشبه إجرامهم وحقدهم ووحشيتهم، وقد غادرتنا صاحبة الوجه الملائكي والبسمة البريئة، إنها شهيدة الطفولة في وجه آلة القتل والدمار والاحتلال".

وأسفرت الغارة أيضاً عن استشهاد سيدة لبنانية تدعى خديجة سلمان في الغارة الإسرائيلية ذاتها التي أصابت الطفلة الجنوبية. كما تسبب القصف الذي طاول بلدة المنصوري أيضاً بسقوط عددٍ من الجرحى، وجرى نقلهم بواسطة فرق الإسعاف إلى المستشفيات.

المساهمون