أكثر من 22 ألف إصابة بفيروس كورونا شمال سورية في أقل من شهر

23 سبتمبر 2021
المشافي ومراكز العزل في مدينة إدلب الخاصة بكورونا مكتظة (Getty)
+ الخط -

توفي ثمانية أشخاص جراء الإصابة بفيروس كورونا، أمس الأربعاء، في مناطق شمال سورية، التي تشهد موجة غير مسبوقة من تفشي الوباء تنذر بكارثة إنسانية، مع وصول القطاع الصحي لحدود الطاقة الاستيعابية القصوى، سواء في مراكز العزل الصحي أو المشافي المخصصة لعلاج المصابين.
ومنذ مطلع سبتمبر/أيلول حتى يوم أمس، سجلت مناطق شمال وشمال غرب سورية ما يزيد عن 22 ألف إصابة، 14 ألفا و374 إصابة منها في المنطقة المحررة من محافظة إدلب فقط، بينما توفي 226 شخصاً، منهم 149 في إدلب، وفق ما بينت مديرية صحة المحافظة التي طالبت السكان بالتزام الإجراءات الوقائية، والمبادرة لتلقي اللقاح. 
وأكد مدير صحة إدلب سالم عبدان، لـ"العربي الجديد"، أن المشافي ومراكز العزل في مدينة إدلب الخاصة بكورونا مكتظة، وغرف العناية المشددة ممتلئة، وكذا أجنحة علاج المرضى، محذرا من الوصول لمرحلة عدم القدرة على استقبال المصابين، مشيراً إلى أن الحل الوحيد هو الالتزام بالإجراءات الوقائية للحد من تفشي الفيروس، وخفض عدد الإصابات.
وصنّف مختبر الترصد الوبائي التابع لوحدة تنسيق الدعم مناطق جرابلس والباب وعفرين في ريف حلب الشمالي، على أنها مناطق ذات خطورة عالية جداً من حيث معدل الإصابات بالفيروس، إضافة لمنطقة أريحا في إدلب، بينما صنّف مناطق اعزاز وجبل سمعان وحارم وإدلب وجسر الشغور على أنها مناطق ذات خطورة عالية. واستند التصنيف على عدد السكان ونسبة الإصابات وعدد الوفيات في كل منطقة.
إلى ذلك، لفت الدفاع المدني السوري إلى أنّ أعداد الوفيات في شمال غربي سورية ترتفع بشكل يومي، مع مخاوف من انهيار القطاع الصحي، إذ تعمل الفرق الخاصة بالدفاع المدني على نقل المصابين لمراكز العزل، حيث نقلت 51 شخصاً لمراكز العزل والمشافي المخصصة، كما نقلت يوم أمس، الأربعاء، 17 شخصا من المتوفين جراء الإصابة بفيروس كورونا.
من جهته، أوضح مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أن أسبابا كثيرة تمنع السكان في المنطقة المحررة من محافظة إدلب من أن يتلقوا اللقاح، منها الشائعات التي تدور حوله، مؤكدا أنه في مخيمات شمال غربي إدلب يحاول الكثير من المصابين بالفيروس التستر على إصابتهم، خاصة الذين لا تؤثر فيهم لحد كبير، وحتى من كانت نتيجة فحوصاتهم موجبة.
ولفت المصدر إلى أن معظم من تظهر عليهم الأعراض لا يراجعون المشافي للتأكد من إصابتهم بالفيروس أم لا، مع اعتقاد سائد بأن أعراضهم عابرة ومجرد أنفلونزا موسمية. 

ويوم الإثنين، 20 سبتمبر/ أيلول، طالبت 19 منظمة غير حكومية عاملة في القطاع الصحي في شمال غربي سورية، السلطات المحلية بفرض إجراءات جديدة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، بسبب اﻗﺘﺮاب وﺷﻴﻚ ﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ، إثر ﺻﻮل الجائحة إﻟﻰ ذروﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.

وجاء في البيان الصادر عنها أن "ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻛﺎرﺛﻴﺔ اﻟﻮﺿﻊ ﻫﻮ إﺻﺎﺑﺔ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﻮادر اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮض وﺗﻮﻗﻔﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ، وهو ﻤﺎ ﺳﻴﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺷﻠﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ وﺳﺘﺼﺒﺢ أﺑﺴﻂ اﻷﻣﺮاض ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻠﻮﻓﻴﺎت ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻜﻮادر"، مضيفا أنه "تتوارد اﻷﻧﺒﺎء ﻋﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻣﺎ ﺳﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺰوح ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻮﺿﻊ ﺳﻮءاً".