أعلنت إدارة "المستشفى الوطني"، الذي يعتبر أكبر مستشفى في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة السورية، تخفيض العمل من خلال إيقاف قسم الطوارئ والإسعاف، بسبب توقف التمويل وعدم توفر المحروقات ونقص الأوكسجين والأدوية والمستهلكات.
وأوضحت إدارة المستشفى على حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، أن أكثر من 500 مريض كانوا يقصدون المستشفى يومياً سيتأثرون بهذا الإغلاق، وأشارت إلى أنها مستمرة بقبول مرضى جناح الداخلية والعناية المشددة والعيادات الخارجية.
وقال المدير الإداري للمستشفى، شادي جاروخ، في حديث مع "العربي الجديد" إن التمويل المقدم من المنظّمات وبعض المتبرعين انتهى اليوم الجمعة، ومنذ يوم الغد سيتم إيقاف قسم الإسعاف والطوارئ في المستشفى الذي يعتبر الأكبر والوحيد المختص بالأمراض الداخلية، ويخدم شهرياً أكثر من 30 ألف مريض من جميع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في الشمال السوري.
وأشار جاروخ إلى أن هذه الخطوة جاءت في وقت حرج، إذ تشهد المنطقة ارتفاعاً في أعداد المصابين بالأمراض نتيجة للتقلبات الجوية، وانخفاض درجات الحرارة، وعدم تأمين محروقات ومستلزمات للمستشفى سينعكس بشكل كبير على حالة المرضى في المنطقة، في ظل عدم وجود منافذ مفتوحة إلى الأراضي التركية.
ويقطن المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام شمالي سورية أكثر من خمسة ملايين نسمة، يعيش أكثر من مليون ونصف المليون منهم في مخيمات عشوائية تشهد واقعاً طبياً متردياً، وتنتشر على شكل شريط قرب الحدود التركية.
ويعود تراجع الخدمات الطبية في الشمال السوري إلى طول سنوات الحرب والقصف الجوي والصاروخي من قبل روسيا وقوات النظام، وأحصت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق 337 هجوماً على مرافق طبية شمال غربي سورية بين عامي 2016 و2019. وقالت في مارس / آذار عام 2020 إن نصف المنشآت الطبية، البالغ عددها 550، في المنطقة بقيت قيد الخدمة.
وفي تقرير للجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، مارس/ آذار 2021، فإن العاملين في مجال الرعاية الصحية لم يسلموا من الهجمات أيضاً، وذكر التقرير أن 68% منهم كانوا داخل منشأة صحية عند تعرضها للهجوم، ونتيجة لذلك بات العاملون يخشون على أنفسهم ما دفع كثيرين منهم إلى المغادرة.