أفغانيات يشبهن البرقع بالسجن عقب إلزامهن به مجدداً

08 مايو 2022
لم يتم بعد إجبار الأفغانيات على تغطية وجوههن (محسن كريمي/فرانس برس)
+ الخط -

تشعر تهمينة طهام، الشابة الأفغانية الناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة، بأنها في ما يشبه "السجن" بعد أن قررت حركة طالبان أن تفرض على النساء تغطية أجسادهن ووجوههن بالكامل في الأماكن العامة، وتجنب الخروج من منازلهن.

وأصدرت حكومة طالبان، أمس السبت، مرسوماً يقضي بإلزام النساء ارتداء البرقع في الأماكن العامة، وأوضحت طالبان أنها تفضل ارتداء النساء البرقع، لكنها أعلنت لاحقا أنها ستقبل بارتداء المرأة لحجاب لا يكشف إلا العينين، كما أن "من الأفضل أن تلازم المرأة المنزل" ما لم يكن لديها حاجة ملحة للخروج.

لكن المرسوم لم يطبق على الفور، اليوم الأحد، في كابول، حيث سارت العديد من النساء في شوارع العاصمة بدون إخفاء وجوههن.

شعرت تهمينة بانزعاج كبير عندما علمت بمضمون المرسوم، وقالت الموظفة الحكومية السابقة التي خسرت وظيفتها عندما وصلت طالبان إلى السلطة في أغسطس/آب الماضي: "شعرت كأني مسجونة لأن حياتي الاجتماعية تخضع لسيطرة طالبان".

وأضافت الشابة التي اضطرت شقيقتها إلى تعليق دراستها لأن الجامعة التي التحقت بها رفضت تسجيلها في فصل مختلط: "لقد حُرمت من حرياتي كإنسان، وليس كامرأة فقط"، مؤكدة أن القرار "سيكون له عواقب سلبية للغاية على الحياة الشخصية والمهنية للمرأة".

وترى أزيتا حبيبي، وهي قابلة في مستشفى في مدينة هرات (غرب)، أن الإسلام لا يفرض ارتداء الحجاب الكامل، وتساءلت: "لماذا علينا أن نغطي وجوهنا وأيدينا؟ أين ورد في القرآن أنه يجب تغطية أيدي ووجوه النساء؟".

البرقع بات إلزاميا للأفغانيات (وكيل كوهسار/فرانس برس)

وحاولت حركة طالبان في البداية إظهار انفتاح أكبر مما كانت عليه خلال توليها السلطة بين عامي 1996 و2001، لكنها سرعان ما تراجعت عن التزاماتها، واستبعدت النساء إلى حد كبير من الوظائف العامة، وحرمتهن من الالتحاق بالمدارس الثانوية، وحتى من حقهن في التنقل.

وحرصت طالبان على عدم معاقبة النساء في حال عدم تنفيذ مرسومها الأخير كي لا يصاب المجتمع الدولي بصدمة، لكنها ألقت بمسؤولية فرض هذه الرقابة الاجتماعية على أسرهن، فرب العائلة الذي لا يفرض ارتداء الحجاب، يعاقب أولاً بالسجن ثلاثة أيام، ثم يتعرض لعقوبات أشد لاحقا.

الأفغانية ليلى سحر، موظفة سابقة في منظمة غير حكومية وتعيش في كابول، تقول: "توصلت إلى استنتاج مفاده أن علي ارتداء الحجاب لأنني لا أريد أن يتعرض الرجال في عائلتي للعقاب".

وترى هدى خموش، الناشطة الأفغانية المقيمة في النرويج، أنه من المرجح أن تُرغم النساء على قبول ارتداء الحجاب لأن "طالبان تستخدم بذكاء نقطة الضعف" مع أسرهن. لكنها تعتقد أن النساء اللواتي تظاهر بعضهن من أجل حقوقهن خلال الأشهر الأخيرة، "لن يوافقن على البقاء في المنزل، أو التوقف عن العمل".

خلال العقدين الماضيين، اكتسبت المرأة الأفغانية حريات جديدة، وعادت إلى مقاعد الدراسة، أو تقدمت لتولي وظيفة، حتى وإن ظلت البلاد محافظة اجتماعيا.

وتقول فاطمة رضائي، وهي من سكان هرات: "لم تعد النساء كما كن عليه قبل 20 عامًا"، عندما كن يرغمن بشكل منهجي على القيام بأشياء ضد إرادتهن. اليوم هن "على أتم الاستعداد للمقاومة دفاعا عن حقوقهن".


(فرانس برس)

المساهمون