أفغانستان: مدارس من حاويات رغم مرور ستة أشهر على الزلزال

06 ابريل 2024
(محسن كريمي/ فرانس برس/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مئات المدارس في أفغانستان تعاني من تداعيات زلازل قوية ضربت ولاية هرات في أكتوبر، مما أجبر التلاميذ على الدراسة في خيم وحاويات شحن منذ مارس بانتظار إعادة الإعمار.
- التلاميذ يواجهون ظروفاً صعبة، بما في ذلك الدراسة في فصول مكتظة وملاجئ مؤقتة، وسط أمل بعضهم كسياه غول (11 عاماً) في مواصلة التعليم رغم القيود التي تفرضها حكومة طالبان على تعليم الفتيات.
- الزلازل أدت إلى تدمير أو تضرر أكثر من 63 ألف منزل وحوالي 300 مدرسة، في بلد يعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية، ويشهد نزاعات دمرت نظام التعليم وزادت من عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس.

ما زالت مدارس في أفغانستان، يقدّر عددها بالمئات، تعاني منذ ضربت سلسلة من الزلازل القوية ولاية هرات الأفغانية في أكتوبر/ تشرين الأول، حيث ينتظم التلاميذ داخل خيم وحاويات منذ مارس/ آذار، إلى أن تتم إعادة إعمار مدارسهم وفقاً لهيئة إدارة التعليم في هرات.

ويفترش التلاميذ أرض حاوية شحن حاملين كتبهم، حيث يدرس فتيان وفتيات في قرية نائب رافي في منطقة زنده جان في حاوية مكتظة موضوعة بين خيم ومنازل زرقاء صغيرة شُيِّدت حديثاً على أرض قاحلة.

تقول سياه غول (11 عاماً): "أريد أن أتابع تعليمي وأن تكون لدي مدرسة وأن أصبح مدرّسة لأعلّم أصدقائي"، متمنية أن تحقق أكبر قدر من الاستفادة من الدروس التي تتلقاها في هذه الحاوية قبل أن تُستبعد قريباً من الفصول الدراسية بموجب القواعد التي فرضتها حكومة طالبان التي تمنع الفتيات والنساء من إكمال تعليمهن الثانوي وارتياد الجامعات.

مدارس محطمة في أفغانستان

في قرية تشاهاك، حيث تظهر شقوق كبيرة في سقف المدرسة وجدرانها، فيما نوافذها محطمة وأكوام الغبار تملأ زوايا الصفوف.

يقول المدرّس محمد نسيم نصرت (25 عاماً) "دمّر الزلزال قرية شاهاك بالكامل ولم توفَّر لنا ملاجئ دائمة حتى الآن"، مضيفاً "مدرستنا أيضاً، التي تضرّرت بالزلزال، لم ترمّم حتى الآن. لا أعلم إذا ما كان هناك مخطط للقيام بذلك"، مشيراً إلى أن أطفال القرية "يواجهون مستقبلاً غير واضح" من دون مدارس مناسبة.

الصورة
مدارس في حاويات في أفغانستان (محسن كريمي/فرانس برس/Getty)
مدارس في حاويات في أفغانستان (محسن كريمي/ فرانس برس/ Getty)

ذات المعاناة يشهدها صفة الله (11 عاماً) حيث دمّر الزلزال مدرسته في قرية كاشكاك، قائلاً "ليس لدينا كتب ودفاتر".

ويضيف المدرّس محمد داود الذي يعطي الآن حصصاً في خيمة مؤطرة تحمل شعار اليونيسف، أن أربعة أطفال قتلوا عندما انهارت المدرسة.

ويعمل في هذه المدرسة الموقتة والتي تخدم قريتين مدرّس واحد فقط هو داود، الذي يضيف قائلاً: "في الأيام التي يكون فيها الطقس عاصفاً أو ماطراً، يصبح الأمر معقداً للغاية. لا يمكننا الاستمرار على هذه الحال لفترة أطول".

وما زال العديد من الأشخاص يعيشون في خيم وملاجئ موقتة، وفق ما قالت منظمة الصحة العالمية في فبراير/ شباط، موضحة أن التعليم هو ثاني أكثر القطاعات تأثراً، مع تضرر حوالى 300 مدرسة عامة ومراكز تعليمية أخرى.

وشهدت أفغانستان عقوداً من النزاع دمّرت نظام التعليم، حيث يقدر عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بنحو 3.7 ملايين، 60 في المائة منهم فتيات، وفقاً لمنظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة.

ويشكّل الفقر وصعوبة الوصول إلى المدارس في المناطق النائية عقبتين رئيسيتين، علماً أن الأعراف الثقافية غالباً ما تمنع الفتيات من الالتحاق بالمدارس.

كذلك، تفيد الأمم المتحدة بأن 20 في المائة من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً هم ضحايا العمل القسري في بلد يواجه أزمات اقتصادية وإنسانية ومناخية عميقة.

وأسفرت سلسلة الزلازل القوية التي ضربت غرب أفغانستان في تشرين الأول/أكتوبر الفائت عن مقتل أكثر من 1500 شخص، وأدّت إلى تضرر أو تدمير أكثر من 63 ألف منزل، وفق تقييم نشرته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبنك التنمية الآسيوي في فبراير/ شباط.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون