يأتي موسم الأفراح في تونس على وقع إجراءات مكافحة تفشي فيروس كورونا، وبسبب عدم الالتزام بالتدابير الوقائية تتحول الولائم والأعراس والحفلات الخاصة إلى بؤر انتشار العدوى في صفوف عائلات بكاملها.
وتحذر السلطات الصحية من أنّ الحفلات الخاصة أصبحت مصدر خطر، وتساهم بنسبة هامة في انتشار العدوى، ولا سيما منها التي تقام في الفضاءات المغلقة وتنظم فيها ولائم الطعام، بسبب عدم احترام التباعد الاجتماعي، وعدم لبس الكمامات في أغلب الأحيان.
وطلبت اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، خلالها اجتماعها الأخير، الثلاثاء، من السلطات المحلية عدم السماح بتنظيم الحفلات الخاصة وتشديد المراقبة عليها، لتجنب المزيد من العدوى في المحافظات التي تشهد نسبة وباء مرتفعة.
وقال الطبيب الرئيس بقسم الطوارئ الطبي، سمير عبد المؤمن، إنّ "كل التجمعات هي بؤر وباء تنتقل فيها العدوى بسهولة، وتنتشر في فضاءات أخرى بشكل لافت مع تفشي السلالتين البريطانية والهندية"، معتبراً أنّ "الأعراس والحفلات الخاصة مصدر خطر أيضاً".
وشدد عبد المؤمن، في حديث لـ" العربي الجديد"، على ضرورة "منع التجمعات في إطار الخطة الوطنية لمكافحة الوباء"، مطالباً بـ"وعي أكبر من قبل الأسر التي تقيم الأعراس دون أي مراعاة للجوانب الصحية".
وأضاف أنّ "العديد من الأسر فقدت أفراداً منها نتيجة حضور الحفلات الخاصة"، مشدداً على "ضرورة اختصار هذه الحفلات أو تأجيلها إلى حين تحسن الوضع الوبائي".
ورغم تحوّل محافظة القيروان إلى واحدة من أكبر بؤر العدوى في البلاد، نشر نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لحفل زفاف جرى تنظيمه في إحدى مدن المحافظة، وحضره أكثر من ألفي شخص.
ولا تزال محافظات تونسية تواجه مستوى عالياً من انتشار الوباء، رغم جهود يبذلها الأطباء لإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة للمصابين في بيوتهم عبر إطلاق خدمة "كوفيد دار".
ويمكن للخدمة الجديدة، التي تم اعتمادها، تقديم الخدمات الطبية للمصابين في بيوتهم، وإخضاعهم للمراقبة الطبية عن طريق أطباء متطوعين يجرون الكشوفات على المرضى ويقدمون لهم الوصفات الدوائية أو جرعات الأكسيجين في بيوتهم، لتخفيف الضغط على الوحدات الصحية.
وساعدت التبرعات بمكثفات الأكسيجين من قبل المواطنين ومنظمات مدنية وتونسيين في المهجر، على توفير آلات المساعدة على التنفس التي يتم اعتمادها في علاج المصابين داخل منازلهم.
وسجلت تونس، الخميس، رقماً قياسياً جديداً في عدد الإصابات المكتشفة 6776 إصابة مقابل انخفاض طفيف في عدد الوفيات بتسجيل 106 حالات، مقارنة بأمس الأول الذي بلغ فيها عدد الوفيات 116 حالة.
وأعلنت رئاسة الجمهورية، في بلاغ لها، أنّ تونس ستتلقى 500 ألف جرعة لقاح من الولايات المتحدة الأميركية، في إطار هبة تمنح لمساعدة تونس على زيادة نسب التطعيم في البلاد ومكافحة الجائحة الصحية.