أطفال غزة بلا حليب ولا حفاضات

09 يناير 2024
لا يحصل الأطفال على احتياجاتهم الغذائية (عبد زقوت/ الأناضول)
+ الخط -

لا تؤمن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة احتياجات الغزيين الأساسية، وخصوصاً الأطفال منهم، من حليب وغذاء وحفاضات وغيرها.

يلجأ الفلسطيني أنس النجار إلى استخدام بدائل عن حليب الأطفال الخاص بطفليه التوأم في ظل نقصه في الأسواق، من خلال المياه وبعض الطعام البسيط، ما يؤثر على حالتهما الصحية نظراً لحاجتهما إلى غذاء خاص. ويواجه القطاع نقصاً حاداً في المواد الغذائية نتيجة السيطرة الإسرائيلية على الشاحنات التي تنقل المساعدات إلى غزة، وعدم السماح بإدخال جميع ما يحتاجه قرابة 2.3 مليون غزي، بالإضافة إلى تسجيل وفيات بسبب نقص التغذية والمواد جراء تكدس أعداد النازحين.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن الأطفال في غزة يواجهون تهديداً ثلاثياً قاتلاً يتمثل في زيادة تفشي الأمراض وسوء التغذية وتصاعد الأعمال القتالية، مضيفة أن "آلاف الأطفال في غزة لقوا مصرعهم بالفعل بسبب العنف، فيما تتدهور بشكل سريع الظروف المعيشية للأطفال الآخرين مع انتشار حالات الإصابة بالإسهال والفقر الغذائي، ما يفاقم مخاطر وفاة مزيد من الأطفال".
واستناداً إلى التقرير، ارتفعت حالات الإصابة بالإسهال بين الأطفال تحت سن الخامسة من 48 ألفاً إلى 71 ألفاً في أسبوع واحد، بدءاً من 17 ديسمبر/ كانون الأول، بما يعادل 3200 حالة إسهال جديدة يومياً. وهذه الزيادة الكبيرة في تلك الفترة القصيرة من الوقت تعدّ مؤشراً قوياً إلى التدهور السريع لصحة الأطفال في غزة.

ويقول النجار لـ"العربي الجديد"، إن هناك أزمة حقيقية في توفير الحليب نتيجة إغلاق المعابر، مشيراً إلى أن الحليب ليس متوفراً في الصيدليات أو المستشفيات أو العيادات المحسوبة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). يضيف أنه في بعض المرات يضطر إلى الاعتماد على بعض الأطعمة أو المياه لتوفير الغذاء لأبنائه في ظل انعدام البدائل واستمرار الحرب الإسرائيلية للشهر الرابع على التوالي، ومنع الاحتلال إدخال جميع احتياجات سكان القطاع.
ويطالب النجار الجهات الأممية والدولية بالعمل على إدخال جميع احتياجات الأطفال من حليب وحفاضات، مع الإشارة إلى أن 90 في المائة من السكان باتوا نازحين في مناطق الجنوب في غزة جراء استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع. أما الفلسطينية النازحة فاطمة بربخ، فتعيش هي الأخرى أزمة شديدة وتواجه مشكلة حقيقية في توفير الحليب الخاص بطفلها الذي ولد قبل الحرب على غزة بأسبوعين، ما يدفعها في الكثير من المرات للاعتماد على المياه، وتقول لـ"العربي الجديد"، إنها تجبر على الاعتماد على المياه، وأحياناً تخلطه مع القليل من الحليب إذا توفر، في ظل صعوبة الأوضاع الحالية ونزوحها من مكان لآخر بفعل الحرب التدميرية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، لافتة إلى أنه ما من بدائل حقيقية في السوق.

نقص في الحليب وغيره من الأساسيات (عبد زقوت/ الأناضول)
نقص في الحليب وغيره من الأساسيات (عبد زقوت/ الأناضول)

تضيف أن الحليب المتوفر في السوق ليس ملائماً للأطفال، مشيرة في الوقت نفسه إلى النقص الشديد في الحفاضات، وتقول إن الكثير من الأمهات يعتمدن على الأقمشة كبديل عن الحفاضات، ما يؤثر سلباً على الأطفال، فانعدام البدائل والخيارات والتضخم الكبير في أسعار الكثير منها يجعل العائلات بلا خيارات.
بدوره، يقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة إن الوضع خطير للغاية، وخصوصاً بالنسبة للأطفال، إذ إن الاحتلال لا يراعي ظروفهم الخاصة، بل يصعّد العدوان بشكل كبير ومكثف. وهذا الأمر ليس محصوراً بالاحتلال، بل يشارك فيه المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية.

يضيف الثوابتة في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الوضع الإنساني خطير جداً في ظل استمرار عدم الاستجابة للتحذيرات الإنسانية التي تطلق بشأن الوضع الإنساني في غزة نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال، وقد أصبح أكثر من مليوني إنسان نازحين ويسكنون خارج مساكنهم ومنازلهم إما في مراكز النزوح والإيواء أو في منازل ومساكن أخرى. يضيف أن قرابة 2.3 مليون إنسان باتوا يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة وغير مسبوقة من الشقاء، ويعانون لتوفير الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
ويطالب بإنقاذ قطاع غزة من خلال فتح جميع المعابر بما في ذلك معبر كرم أبو سالم بشكل فوري وعاجل لتوسيع نطاق العمل الإغاثي وتسريع وصول المواد الأساسية والغذائية والتموينية إلى الأسواق والمحال التجارية وكل سكان قطاع غزة، فهم بحاجة سريعة للإنقاذ والإغاثة، كما أنهم بحاجة ماسة إلى تلبية احتياجات المياه والصرف الصحي وإعادة تأهيل البنية التحتية ووحدات تحلية المياه وإعطائها الأولوية.

المساهمون