استمع إلى الملخص
- الدعوات تأتي استجابة لطلبات الأسر التونسية والأمهات في المخيمات، حيث يعيش الأطفال في ظروف صعبة، محرومين من التعليم والرعاية الصحية، ومعرضين لخطر التجنيد الإرهابي.
- منذ 2018، استعادت تونس 51 طفلاً من بؤر التوتر، ودمجتهم في عائلاتهم الموسعة، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وتواصل المنظمات الإنسانية مطالبة الدول باستعادة رعاياها.
طرحت منظمات مدنية تونسية من جديد ملف أطفال أبناء تنظيم "داعش" المحتجزين في مخيمي الهول والروج، بعد سقوط نظام بشار الأسد، مطالبين بضرورة بحث حلول لتسهيل عودة هؤلاء الأطفال التونسيين وحمايتهم من الأفكار المتطرفة. وفي السياق، أكّدت جمعية "إنقاذ التونسيين العالقين بالخارج"، أمس الثلاثاء، أهمية الاستفادة من التغيرات السياسية في سورية من أجل إنقاذ الأطفال التونسيين العالقين في المخيمات التي تقع تحت سيطرة القوات الكردية، ودعت إلى القيام بوقفة تحسيسية حول أوضاعهم تحت شعار "حريتهم... واجبنا".
وتأتي دعوات المجتمع المدني بالتحرك من أجل استعادة الأطفال من مخيمات الهول والروج استجابة لطلبات أسرهم الموسعة في تونس والأمهات المرافقات لهم في المخيمات. ويؤكد رئيس جمعية إنقاذ التونسيين العالقين بالخارج محمد إقبال بالرجب أن "أمهات الأطفال في مخيمات الهول والروج وأسرهم في تونس تحاول إيجاد منافذ لإخراج الأطفال وإنقاذهم من المخاطر التي تحدق بهم هناك". ويقول بالرجب لـ"العربي الجديد" إن "الجمعية تلقت طلبات من الأسر والأمهات لحث السلطات التونسية على التدخل من أجل استعادة الأطفال"، مؤكداً أن "الأمهات المرافقات لهن أعربن عن استعدادهن لتسليم أطفالهن لتأمين حياة أفضل لهم خارج المخيمات".
وأشار رئيس الجمعية إلى أن "الأطفال ليس لهم أي ذنب ليحملوا وزر ما ارتكبه أولياء أمورهم"، لافتاً إلى أن "عدداً منهم ولدوا في المخيمات في بيئة صعبة ولا يتلقون أي رعاية صحية ويحرمون من التعليم، فضلاً عن إمكانية تجنيد من هم أكبر سناً وإلحاقهم بتنظيمات إرهابية قسراً". وتابع "يعيش معظم هؤلاء الصغار في ظروف معيشية وصحية واجتماعية صعبة، كما أن أغلبهم لا يملك أوراقاً ثبوتية، وهم محرومون من حق الدراسة، وقد يخضعون في ظل البيئة التي ينشأون فيها إلى تشرب أفكار متطرفة." وتحدّث بالرجب عن "تحمل الأطفال لمعاناة كبيرة في المخيمات أجبروا عليها"، مشيراً إلى أن "أسرهم في تونس أبدت استعدادات لاحتضانهم".
وعام 2022 نشرت منظمة "أنقذوا الأطفال" تقريراً عن أوضاع الأطفال في مخيم الهول في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، موضحة الظروف السيئة التي يعيش فيها أطفال المخيم بأقسامه كافة على حد سواء، داعية الحكومات الأجنبية إلى استرداد رعاياها، وخصوصاً الأطفال، لأن بقاءهم في المخيم يعرضهم لخطر دائم.
ويقترح محمد إقبال بالرجب "وضع هؤلاء الأطفال بعد استعادتهم تحت رعاية الدولة التونسية وإخضاعهم للتأهيل النفسي لمراقبة مندوبيات حماية الطفولة التي وضعت برنامجاً لإعادة إدماج وتأهيل العائدين من بؤر التوتر".
وعام 2023 أعلنت وزير وزيرة الأسرة والطفولة التونسية حينها آمال بلحاج موسى أن تونس تمكّنت منذ عام 2018 من استعادة 51 طفلاً من بؤر التوتر حيث كان آباؤهم "يقاتلون" في تنظيم داعش الإرهابي. وقالت خلال الإعلان عن برنامج وطني لإدماج الأطفال العائدين من بؤر التوتر إنه "تمت استعادة 16 طفلة و35 طفلاً تراوحت أعمارهم بين 5 و17 سنة، وجرى إدماجهم ضمن عائلاتهم الموسعة بمقتضى تدابير صادرة عن قُضاة الأسرة، وبتنسيق مستمر مع مندوبي حماية الطفولة ومؤسسات وزارة الشؤون الاجتماعية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وتوفير الخدمات الصحية والنفسية اللازمتين للأطفال بأقسام الطب النفسي للأطفال".
ومنذ سنوات، تطلق المنظمات الإنسانية نداءات لمطالبة الدول المعنية بترحيل النساء والأطفال من المخيم، مشدّدة على أنه لا يجدر النظر إلى الأطفال من خلال تجربة أهاليهم، ولا يمكن لهم أن يعيشوا في تلك الظروف القاهرة. كذلك طالبت الإدارة الذاتية الكردية، منذ إعلان القضاء على التنظيم في 2019، الدول المعنية، باستعادة رعاياها من أفراد عائلات التنظيم المحتجزين في مخيمي الهول وروج الذي يقطن فيه أكثر من 2500 شخص غالبيتهم أجانب.