في أواخر مارس/آذار عام 2020، وبعد أسابيع من الإغلاق العام في كل أنحاء الولايات المتحدة بسبب تفشي فيروس كورونا، كان الأهل يسألون عن كيفية تأثير الوباء على نمو أطفالهم. فهل يتوقف نموهم الفكري؟ في ذلك الوقت، قال الخبراء إن بضعة أسابيع من العزلة لن تؤثّر على المهارات الاجتماعية للأطفال. ثمّ مرت ثلاثة إلى أربعة أشهر من العزلة التي وصفتها المتخصصة في علم النفس العيادي ماري ألفورد بأنها "حالة غير طبيعية". لكن في الوقت الحالي، وبعد مرور نحو عام، زادت المخاوف، بحسب موقع "بزنس إنسايدر".
أحد الأبحاث أظهر أن الأوبئة ترتبط بالاكتئاب والقلق لدى الأطفال. كما أشار إلى أن الوباء الحالي يمكن أن يرتبط بمشاكل صحية نفسية وجسدية لدى الأطفال وغيرها.
على سبيل المثال، يلاحظ عدد من أطباء الأطفال زيادة كبيرة في الوزن لدى بعض الأطفال، إذ باتوا يتحركون أقل ويتناولون وجبات أكثر وينامون بشكل غير منتظم. والأطفال من العائلات ذات الدخل المنخفض، والسود، وذوي الأصول اللاتينية، معرّضون بشكل أكبر لعواقب طويلة المدى للوباء، لا سيما لناحية التراجع الأكاديمي. في الوقت نفسه، يقول الأطباء أنفسهم إن الأهل، وحتى المنهكين منهم، قادرون على اتخاذ خطوات لتعزيز المرونة لدى الأطفال. في هذا السياق، تقول الطبيبة كانديس جونز، إن طفليها (12 و14 عاماً) تأثرا بالوباء، خصوصاً الأكبر سناً. تضيف: "أسأله، هل أنت بخير؟ هل تشعر بالسعادة؟ هل تفتقد أي شيء معين عن المدرسة؟ وأسأله إذا ما كان هناك أي شيء آخر يمكننا القيام به للمساعدة في تلك المجالات. مجرد البقاء على اتصال والتحدث والشعور ببعضنا بعضا أمر مهم للغاية".
من جهتها، تقول طبيبة الأطفال سارة بود، إن أطفالها الثلاثة يتأقلمون مع هذا الوباء من خلال المشي مسافات طويلة أو لعب كرة القدم على الجليد. تضيف: "القدرة على الخروج ساهمت بالفعل في الحفاظ على صحتهم النفسية". في الواقع، تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يلعبون في الخارج يكونون أكثر ذكاءً وسعادةً وانتباهاً وأقل قلقاً من أولئك الذين يلعبون في كثير من الأحيان في الداخل.
بدورها، تقول طبيبة الأطفال يولاندا إيفانز، ولديها ثلاثة أطفال، إن صغارها استمتعوا بحفلات أعياد ميلاد افتراضية ودروس موسيقى أونلاين ومحادثات عبر الفيديو مع الأصدقاء. كما لعبوا في حدائق قريبة وهم يضعون الأقنعة. ووجدت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يشاركون في طقوس الأسرة اليومية، مثل تناول العشاء أو القراءة معاً، يكونون أكثر صحة من الناحية العاطفية، وأكثر تكيفاً اجتماعياً من الأطفال الذين يعيشون حياة يومية غير متوقعة أو مرتبة.