علق أبناء الأسيرة الفلسطينية نسرين أبو كميل تقويماً خاصاً يشير إلى عدد الأيام المتبقية على موعد إطلاق سراح والدتهم من السجون الإسرائيلية، بعدما اعتقلت قبل 6 سنوات أثناء انتقالها من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة عام 1948، عبر معبر بيت حانون/ إيرز في أقصى شمالي القطاع.
وينتظر أبناء الأسيرة أبو كميل موعد تحررها من السجن بفارغ الصبر، لا سيما نجلها الأصغر أحمد، الذي تركته في عمر 8 أشهر فقط، وقد تجاوز 6 سنوات حالياً دون أن يتمكن من زيارتها طيلة فترة الأسر في سجون الاحتلال.
ويقوم أبناء الأسيرة أبو كميل يومياً بشطب يوم من التقويم الزمني الذي أعدوه بطريقة خاصة، وهو يحمل اسم والدتهم وصورتها، وترتيباً رقمياً وصولا إلى اليوم الأخير الذي يحمل الرقم "1"، وهو "موعد الحرية"، واتفقوا في ما بينهم على أن يبقوا اليوم الأخير لتشطبه والدتهم بيدها بعد تحررها.
وتقول الفتاة أميرة أبو كميل لـ"العربي الجديد"، إنها تنتظر يوم حرية والدتها بعدما حرمت منها طوال السنوات الـ6 الماضية بفعل أسر الاحتلال لها، وتحملها مسؤولية رعاية أسرتها في سن مبكر، خصوصاً شقيقها الأصغر الذي تركته والدتها في عمر بضعة شهور.
وتستذكر الفتاة الفلسطينية الأيام الصعبة التي مرت خلال أسر والدتها، والمناسبات العائلية التي مرت من دون أن يتمكنوا من مشاركتها مع والدتهم، فضلاً عن المسؤولية الكبيرة التي ألقيت على كاهلهم، والتي فاقمها منعهم من زيارتها أو الاتصال بها.
أما شقيقتها الصغرى ملك أبو كميل، فتقول لـ"العربي الجديد"، إنها تعد الأيام والساعات من أجل لقاء والدتها، ومشاركتها تفاصيل الحياة اليومية المختلفة، إذ لم يكن عمرها حينما اعتقل الاحتلال والدتها يتجاوز 9 سنوات.
وتوضح الشقيقة الصغرى أن حجم المسؤولية الذي ألقي عليها، وعلى شقيقتها أميرة، كان كبيراً، خصوصاً مع وجود طفل رضيع كان الجميع يتشارك في رعايته والاهتمام به مع جدتهم التي توفيت لاحقاً.
وتصف الفتاة الفلسطينية الظروف التي عايشها مختلف أفراد الأسرة بـ"القاسية، والصعبة، خصوصاً مع وجود 7 من الأبناء والبنات، بالإضافة إلى الوالد، عدا عن مرض والدتي خلال فترة اعتقالها، وتعافيها من دون أن التمكن من زيارتها، أو حتى الاتصال بها سوى مرة واحدة يتيمة".
أما حازم أبو كميل، زوج الأسيرة نسرين، فيؤكد لـ"العربي الجديد"، أن الأيام المتبقية حتى موعد حرية زوجته هي الأصعب، نظراً لحالة الشوق والانتظار واللهفة لدى أفراد العائلة باحتضان والدتهم من جديد، وتعويض سنوات الأسر التي غيبت فيها قسراً عنهم.
وبُعيد اعتقال أبو كميل، في أكتوبر/تشرين الأول 2015، خلال مغادرتها القطاع، وجه الاحتلال لها تهمة التجسس وتصوير ميناء حيفا، شمالي فلسطين المحتلة، خلال زيارتها لعائلتها عام 2014، إذ تتحدر أبو كميل من عائلة فلسطينية مقيمة في الداخل المحتل، إلا أنها تعيش في غزة منذ زواجها، وأصدر الاحتلال بحقها حكماً بالسجن 6 سنوات.