تواجه المستشفيات تحديات كبرى في الصين، فالأطباء يعملون رغم إصابتهم بالعدوى في الخطوط الأمامية، في مواجهة أسوأ موجة لـكوفيد 19، فيما تمتلئ الأسرّة بعشرات المسنين الذين يجدون صعوبة في التنفس.
ورغم ابتهاج العديد من الصينيين بعد أن أعلنت بكين إنهاء الحجر الصحي الإلزامي هذا الأسبوع، ما أسدل الستار على سنوات من القيود المشددة لاحتواء الفيروس التي عزلت أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، إلا أن رفع القيود صاحبه ارتفاع عدد الإصابات، يواجه على إثره نظام الرعاية الصحية صعوبات، فيما تتسلم المحارق أعداداً كبيرة من الجثث.
في مستشفى نانكاي في تيانغين، على بعد حوالى 140 كيلومتراً (90 ميلاً) جنوب شرق العاصمة بكين، شاهدت وكالة فرانس برس، الأربعاء، أكثر من عشرين مريضاً معظمهم من كبار السن على نقالات في ممرات قسم الطوارئ. كان معظمهم يتلقون المصل عبر الوريد، وبعضهم يعاني من صعوبات في التنفس. القليل منهم كان فاقداً للوعي أو لا يستجيب بشكل كامل للعلاج.
وصرّح طبيب لـ"فرانس برس"، قائلاً: "نعم، جميعهم مصابون بكوفيد"، فيما اشتكى طبيب آخر من عدم توافر أسرّة للمرضى.
وقال طبيب في تيانغين إنّ قسم الطوارئ الذي يعمل فيه أكثر اكتظاظاً من المعتاد "بسبب تفشي الفيروس"، مضيفاً أنّ من المتوقع أن يواصل أفراد الطاقم الطبي العمل، على الرغم من ثبوت إصابتهم بالفيروس.
من جانبها، رصدت "فرانس برس" في العيادة المتخصصة بحالات الحمّى في المستشفى، أطباء يرتدون اللباس الواقي ويعالجون نحو ثلاثين مريضاً معظمهم من المسنين، يمسك بعضهم بنسخ لأشعة مقطعية.
وفي مستشفى قريب، أحصت وكالة فرانس برس أكثر من 25 مريضاً مسناً مستلقين على أسرة مؤقتة في الممرات الضيقة لقسم الطوارئ. وشوهد عاملون وأفراد الرعاية الصحية وهم يدفعون مرضى مسنين على كراسٍ متحركة ونقالات، محاولين تفادي الاصطدام بالآخرين.
وتلقى العديد من المرضى التقطير الوريدي، فيما كان آخرون فاقدين الوعي. وانتابت البعض رعشة وسعل آخرون تحت كماماتهم وقبعاتهم الصوفية والبطانيات السميكة. وإلى جانب بعض النقالات شوهدت قوارير أكسجين زرقاء.
ورأى مراسلو "فرانس برس" مشاهد مماثلة في مستشفيات في مناطق أخرى من البلاد، منها شنغهاي وشونغتشينغ، حيث لم تعد المستشفيات قادرة على التعامل مع تدفق العدد الكبير من المرضى.
(فرانس برس)