أطباء: الحساسية الموسمية أشد حدة هذه السنة وتتفاقم مع زيادة الاحترار المناخي

19 يونيو 2022
الاحترار يفاقم انتقال حبيبات اللقاح المسببة للحساسية الموسمية (Getty)
+ الخط -

وجد متخصصون فرنسيون في الحساسية أن مرضاهم عانوا هذه السنة عطسا وحكة ونوبات ربو أكثر من الأعوام السابقة، بسبب أحوال الطقس التي ساهمت في تشتت تركيزات عالية من حبيبات اللقاح، وهو اتجاه من المتوقع أن يزداد مع زيادة الاحترار المناخي.

وقالت إيلودي جيرمان (43 سنة) وهي من سكان منطقة باريس، ولديها حساسية موسمية منذ المراهقة: "عانيت خلال الأسابيع الأخيرة نوبات أقوى بكثير مما كنت أعانيه في الفترة نفسها من الأعوام الماضية". كان ذلك سبباً في تردد سيدة الأعمال في تمضية عطلة نهاية الأسبوع في المنزل الريفي الذي اشترته أخيراً في منطقة نورماندي.

وشرحت أنها شعرت بمجرد وجودها في مساحة خضراء "كأن موجة من حبيبات اللقاح" تجتاحها، وأشارت إلى أن الأعراض التي انتابتها تتمثل في "سيلان الأنف المستمر، والحكة في كل أنحاء الوجه والرقبة، والجديد ربو ليلي منعني من النوم".

وأكد متخصصون في الحساسية تلقيهم عدداً كبيراً من المكالمات من مرضى، ولو أنه من غير الممكن تحديد رقم إحصائي دقيق عن تزايد هذه الظاهرة، كذلك، تصعب المقارنة بالعامين الأخيرين.

وقالت مديرة الجمعية الفرنسية للوقاية من الحساسية، باسكال كوريتييه: "كان الناس في عام 2020 أقل خروجاً من منازلهم بسبب تدابير الإغلاق. في العام الفائت، ساهم وضع الكمامة في الحماية من الحساسية. كثيرون شعروا بالأعراض هذه السنة بطريقة حادة".

ويصف المتخصصون في الحساسية علاجاً يعتمد غالباً على مضادات الهيستامين، أو القطرات، أو الكورتيكوستيرويدات، وفي معظم الأحيان علاجاً طويل الأمد لـ"إزالة التحسس"، وتبدأ الحساسية من رد فعل مناعي معين على مواد غريبة عن جسم الإنسان تسمى مسببات الحساسية، ومنها حبيبات اللقاح.

وتتوالى ثلاث فترات موسمية لحبيبات اللقاح خلال العام، أولها حبوب لقاح الشجر، ثم فترة حبوب لقاح العشب التي تتوافق مع فترة حمى القش، وينتهي الموسم بحبوب اللقاح العشبية والنبتات العطرية.

حبيبات اللقاح تنتشر بشكل أوسع (Getty)

ويعتمد انتشار حبيبات اللقاح على الأحوال الجوية، وتساهم الحرارة في تعزيز التلقيح، فيما تشتت الرياح الحبيبات في الهواء، وساهم ارتفاع الحرارة في وقت مبكر من الموسم هذه السنة في انتشار كمية كبيرة من حبيبات لقاح العشب.

وحسب آخر نشرة صادرة عن الشبكة الوطنية للمراقبة البيولوجية الهوائية التي تتولى مراقبة محتوى الجزيئات البيولوجية في الهواء، ما زالت فرنسا في حال تأهب قصوى في ما يتعلق بأخطار الحساسية.

ورغم أن الجزء الأكبر من أنواع الحساسية يتراجع بعد نهاية يونيو/حزيران، يتوقع أن تشهد السنوات المقبلة مواسم حساسية أطول، وربما أكثر شدة بفعل الاحترار المناخي.

وقال الناطق باسم الشبكة الوطنية للمراقبة البيولوجية الهوائية، سامويل مونييه، إنه لاحظ "خلال 30 عاما أن كميات حبيبات لقاح شجرة البتولا ازدادت في الأجواء بنسبة 20 في المائة"، ومع ارتفاع درجات حرارة الكوكب، تنتشر بعض النباتات أو الأشجار أيضاً في مناطق جديدة.

وفي فرنسا، بات حوالى 20 في المائة من الأطفال اعتباراً من سن التاسعة، و30 في المائة من البالغين، معرضين لحساسية حبيبات اللقاح، بحسب وزارة الصحة، وتوقع المتخصصون أن يزداد عدد المصابين في السنوات المقبلة.

وحذّرت رئيسة نقابة خبراء الحساسية، إيزابيل بوسيه، من أن "الاحترار المناخي سيؤدي إلى إطالة مواسم حبيبات اللقاح، في حين أن التلوث سيجعلها أكثر حدة. هذه قضية صحة عامة حقيقية. عندما لا يعاني المرء حساسية شديدة، لا يمكنه فهم ماهيتها، إذ إن لها تأثيراً كبيراً على نوعية الحياة".

(فرانس برس)

المساهمون