قال حذيفة أبو الفتوح، نجل السياسي المصري المعتقل عبد المنعم أبو الفتوح، إنّ والده في خطر وحالته الصحية متدهورة نتيجة إصابته بأزمتين قلبيتين متتاليتين في محبسه، من دون تلقي العلاج اللازم.
وأكدّ حذيفة أن جميع الطلبات التي تقدّمت بها أسرته لنقله إلى مستشفى على نفقته الخاصة أو أي مستشفى حكومي، قوبلت بالتجاهل.
وتقدّمت أسرة عبد المنعم أبو الفتوح، والمحامي الحقوقي خالد علي، ببلاغ فوري للنائب العام، للمطالبة بنقله عاجلا إلى مستشفى وتلقي العلاج اللازم.
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أبو الفتوح لأزمات صحية وقلبية في حبسه الانفرادي بسجن طرة جنوبي القاهرة.
ففي إبريل/نيسان الماضي، تعرض أبو الفتوح لأزمة قلبية كادت تودي بحياته، بعد اعتداء أحد ضباط السجن عليه. كما عانى في حبسه الانفرادي المطول من عدة نوبات من أمراض القلب الإقفارية (نوبات الذبحة الصدرية)، اقتصرت فيها الاستجابة الطبية دائما على تزويده بأقراص النترات تحت اللسان.
ويعاني أبو الفتوح كذلك من عدة أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، كما أصيب بانزلاق غضروفي في عموده الفقري أثناء وجوده في السجن. وكذا من مرض متقدم في البروستاتا، ما يتطلب جراحة عاجلة، مع تداعيات متعددة، بما في ذلك التهابات المسالك البولية، والمغص البولي المؤلم للغاية، وعدم القدرة على التحكم في التبول، وكذلك حصوات الكلى والمثانة، واقترحت عائلته مرارا وتكرارا تغطية جميع نفقات أي خدمة طبية مطلوبة، ولكن من دون جدوى حتى الآن.
وكتب نجله عبر "فيسبوك" تفاصيل المطالب التي جرى رفضها وتجاهلها: "أبويا حياته في خطر. منتظرين إيه يحصل تاني علشان يتنقل مستشفى يأخد فيها العلاج والرعاية.. طلبنا نقله لمستشفى على نفقتنا اترفض، طلبنا نقله لأي مستشفي تابعة لوزارة الداخلية حتى لو مستشفى السجن اترفض. طلبنا تجهيز الزنزانة علشان تلائم احتياجه اترفض! الأداء ده في التعامل وعدم الاستجابة لطلباتنا الأساسية والقانونية مش هيكون له غير نتيجة واحدة إن أبويا يفقد حياته".
وتابع "الزنزانة اللي فيها أبويا زي الغلاية على حد وصفه من شدة ارتفاع درجات حرارة الجو، أبويا اللي عمره 71 سنة مطلوب يفضل في الزنزانة دي يوميا 22 ساعة ونص بدون حركة ومن يوم الخميس للسبت بدون خروج وأيام الإجازة الرسمية زي أيام العيد كلها بدون خروج! بقاء أبويا في الزنزانة اللي هو فيها فيه تعذيب نفسي وجسدي وبيعرض حياته لخطر حقيقي كل دقيقة، خرجوا أبويا وكفايه فُجر في التعامل وكفاية ظلم وكفاية تنكيل".
من جهته، قال المحامي خالد علي: "إن كانت أغلب قوى المعارضة أو الشخصيات المدنية والأكاديمية المشاركة في الحوار تتجاهل حق عبد المنعم أبو الفتوح في الحرية، وإن كان أغلبهم صامتين على عدم إخلاء سبيله والعفو عنه رغم أنه في العقد الثامن من عمره، على الأقل طالبوا بدخوله مستشفى وتوفير الرعاية الطبية له".
أبو الفتوح صاحب الواحد وسبعين عاماً محبوس في زنزانة انفرادية، على ذمة القضية رقم 1059 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ، باتهامات "تأسيس وقيادة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها".
ومؤخرا، حكم عليه بالسجن المشدد مدة 15 عاما، وعلى نائبه في الحزب السياسي محمد القصاص بالسجن المشدد مدة 10 أعوام، في القضية 440 لسنة 2018 حصر أمن دولة طوارئ، بعدما قضى أربع سنوات من الحبس الاحتياطي غير المبرر في زنزانه انفرادية، وجرت محاكمته أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، وهي إحدى أسوأ المحاكم الاستثنائية في ظل قانون الطوارئ، حيث لا طعن ولا نقض في حالة تصديق الحاكم العسكري على الحكم، وتم وضعه على قوائم الإرهاب، ومنع من أدنى حقوقه الطبعية وتعرض لانتكاسات صحية كادت تودي بحياته.