أزياء تقليدية... نساء الجزائر يحرصن على ارتدائها في المناسبات

08 فبراير 2022
يختلف الزي التقليدي من منطقة إلى أخرى (العربي الجديد)
+ الخط -

يجد الجزائريون في الاحتفال برأس السنة الأمازيغية (الثاني عشر من يناير/ كانون الثاني) فرصة لإعادة إحياء اللباس التقليدي الذي تختلف تفاصيله من منطقة إلى أخرى، ويعكس الثراء الثقافي وأصالة الأزياء التي يرتديها الرجال والنساء. وتتميز الجزائر بالأزياء التقليدية التي تتوارثها الأجيال، ويحرص المواطنون على إحيائها في المناسبات على اختلافها، كحفلات الزفاف ورأس السنة. 
وتحرص العائلات على إبراز هوية بلادها وتقاليدها من خلال الأزياء. ولكلّ منطقة لباسها الخاصّ، إلا أن البعض يهوى ارتداء تلك الخاصة بمناطق أخرى.  
وتختلف أسماء هذه الأزياء؛ فهناك زيّ "الملحفة الشاوية" الذي ترتديه النساء في منطقة الأوراس شرقي البلاد، وتضم ولايات باتنة وخنشلة وأم البواقي، وهو عبارة عن جزأين؛ علوي وسفلي، يربط بينهما حزام من الصوف، وتزيّنه النساء بحلي من الفضة والخلخال.  
أما الزي القبائلي الذي ينتشر عادة في منطقة جرجرة الجبلية (تضم ولايات تيزي وزو وبجاية وبومرداس والبويرة) فيسمّى "الجبّة القبائلية" أو "ثاقندوث نلقبايل"، وهو عبارة عن فستان ملّون يرمز إلى الحياة. وتقول سامية آيت موسى لـ"العربي الجديد" إن "الزيّ القبائلي عبارة عن أسارو، أي الحزام الذي يربط خصر المرأة، بالإضافة إلى قطعة ثانية يطلق عليها الفوطة، وترتديها المرأة فوق الفستان، وغطاء للرأس"، ويصنع الزيّ التقليدي القبائلي من الحرير، ويتميز بالتطريز الذي يعكس أزهار الربيع، وغالباً ما تكون الأكمام طويلة.   
وفي منطقة تلمسان (شمال غرب البلاد)، هناك زيّ "الشدّة التلمسانية" الذي يعد من أرقى الملابس في الغرب الجزائري، وأدرج ضمن اتفاقية حماية التراث الثقافي اللامادي التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" عام 2003 وصادقت عليها الجزائر عام 2006. وتضاف إليه حلي من الذهب. أما منطقة قسنطينة شرقي الجزائر، فتشتهر بزيّ "القندورة القسنطينية" العريق المصنوع من قماش القطيفة والمطرز بالخيوط الذهبية.  

الصورة
أزياء تقليدية في الجزائر (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

ويشتهر الجنوب الجزائري بزيّ "الملحفة الصحراوية" الذي تضاف إليه حلي من الفضة. أما في مدن الوسط الجزائري، فهناك "الكاراكو"، وخصوصاً في العاصمة الجزائرية. وهو عبارة عن قطعتين؛ الجزء الأول مصنوع من القطيفة المطرّزة بالخيوط الذهبية، والسفلي عبارة عن سروال من الحرير. 
وتقول مصمّمة الأزياء التقليديّة وسيلة بن قارة إن الأزياء التقليدية تعكس هوية المدن وتقاليدها، لافتة إلى أن هذه الأزياء ما زالت تصارع الموضة، ويكثر الطلب عليها في المناسبات. وتوضح في حديثها لـ "العربي الجديد" أنّ البعض يهوى الأزياء التقليدية، بل هي بالنسبة إليه حالة عشق.  

قضايا وناس
التحديثات الحية

من جهتها، تقول رانيا حاجي، التي شاركت في إحدى الفعاليات الثقافية بمناسبة "الناير" (بداية السنة الأمازيغية) في ولاية ميلة (شمال شرق البلاد) لـ "العربي الجديد"، إن المناسبات المماثلة هي فرصة لإبراز الأزياء التقليدية التي تختلف من منطقة إلى أخرى، مشيرة إلى أنها جزء أساسي من الإرث التاريخي والثقافي للبلاد. 
إلى ذلك، تقول أستاذة علم الاجتماع في جامعة "الجزائر" سعاد لونيسي، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن الملابس التقليدية تحمل رسائل رمزية تبرز أعراف وتقاليد ومعتقدات المجتمع. تضيف أن الأزياء على اختلاف أشكالها هي مرآة للفنون والمستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. 

الصورة
أزياء تقليدية في الجزائر (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وبعيداً عن جماليّة هذه الملابس، فإنها تعكس هوية المناطق وقيمها، بحسب أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة "البليدة" عبد الله رحال، موضحاً أن هذه الأزياء تبرز مجموعة من المعاني والرموز والثوابت. ويقول إن بعض الأزياء التقليدية التي ترتديها المرأة تناسب الأنشطة اليومية التي تقوم بها، وذلك بدءاً من نوع القماش الذي غالباً ما يعتمد على الكتان، أما الأزياء التي ترتديها في المناسبات، كحفلات الزفاف، فتكون مصنوعة من الحرير ويكثر فيها التطريز. كذلك تحرص النساء على وضع الحلي مع أزياء العاصمي والتقليدي القسنطيني والتلمساني، والفضة مع أزياء القبائلي والملحفة الشاوية والملحفة الصحراوية. 

ويوضح أن اللباس التقليدي الجزائري يعكس الوضع الاجتماعي للمرأة؛ فإن كانت عزباء ترتدي نوعاً من الحلي تحرص من خلاله على إظهار جمالها، أما في حال كانت متزوجة، فترتدي أنواعاً أخرى تعكس مستواها الاجتماعي داخل الأسرة. واللافت أن الأزياء التقليدية تجذب النساء اللواتي يحرصن على ارتدائها، وخصوصاً في المواسم والأعياد.