يعاني سكان منطقة الحولة في الريف الشمالي الغربي لمحافظة حمص وسط سورية من تبعات أزمة المحروقات في مناطق سيطرة النظام، إذ تسببت هذه الأزمة بعزل للمنطقة خاصة عن مدينة حمص التي تبعد عنها نحو 20 كيلومترا.
ويترقب المواطنون فرصا في وسائل النقل التي يمكن أن تعمل للذهاب إلى المدينة لإنجاز بعض المهام، و منها متابعة الحالة الصحية أو استخراج الأوراق الرسمية من الدوائر التي تشغلها حكومة النظام في المدينة بعد تعطلها في المنطقة.
أمينة (48 عاما) وهي ربة منزل من مدينة تلدو تنتظر منذ عدة أيام فرصة الذهاب لمدينة حمص، لكن دون جدوى فالمواصلات شبه معدومة، وبالكاد هناك "ميكروباص" واحد يعمل بحال توفر له الوقود، تقول لـ"العربي الجديد": "منذ حوالي شهر نعاني من هذا الأمر، ليس فقط من ناحية المواصلات لكن أيضا عدم إمكانية توفير وقود التدفئة. أريد استخراج بعض الأوراق الثبوتية من مدينة حمص فدائرة النفوس معطلة في مدينة تلدو، ومازلت أنتظر منذ عدة أيام".
المنطقة التي تتكون من ثلاث مدن رئيسية هي تلدو وكفرلاها وتل ذهب، وبعض البلدات هجّر قسم من سكانها نحو الشمال السوري، بعد التوصل لاتفاق عام 2018، وتعرضت لحصار بدأته قوات النظام أواخر عام 2012، واستمر حتى 2018، عاش فيه السكان ضغوطا كبيرة، ومنها أزمات وقود متتالية أجبرتهم على طهي الطعام على الموقد، أو التدفئة على المخلفات البلاستيكية والحطب. لكن في الوقت الحالي يزداد الوضع سوءا.
ويبين الناشط الإعلامي من المنطقة، عباس أبو أسامة، أن وضع السكان في الوقت الحالي مأساوي وصعب. ويوضح لـ"العربي الجديد" أن تداعيات أزمة الوقود انعكست على كثير من نواحي الحياة، ومنها المواصلات والعمل، فبعض من أهالي المنطقة الذين يعملون خارجها، إما في مدينة حمص أو في مدن محافظة حماة القريبة، خسروا عملهم بسبب عدم توفر المواصلات في ظل قلة فرص العمل وضعف مردودها، ما يجعل المعيشة صعبة للغاية في الوقت الحالي.
بدوره، أوضح أحد أهالي مدينة تلدو لـ"العربي الجديد" أنه يضطر كل فترة لمراجعة طبيبه في مدينة حمص، كون المدينة لم يعد فيها أطباء مختصون، إذ غادر معظمهم إلى خارج البلاد، وهو يترقب المواصلات على الدوام، مشيرا إلى أن أزمة الوقود ستعزل المدينة بالكامل عن كل من مدينتي حمص وحماة.
وقدّر عدد سكان منطقة الحولة قبل عام 2011 بنحو 120 ألف نسمة، بينما أشارت إحصائيات لمنظمات محلية أن عدد السكان بلغ عام 2018 قبل اتفاق التهجير نحو 60 ألف نسمة، وتوزع السكان الذين غادروا المنطقة في مناطق الشمال السوري، إضافة للجوء قسم منهم إلى لبنان وتركيا والأردن.