أزمة المدرّسين مستمرة في تونس: اتهامات متبادلة بين قيس سعيّد والنقابات

06 مارس 2023
من احتجاج سابق لمدرّسي التعليم الأساسي في تونس (ياسين محجوب/فرانس برس)
+ الخط -

عبّرت نقابات التعليم في تونس عن تمسّكها بقرارات حجب معدّلات التلاميذ إلى حين استجابة الحكومة لمطالبها، متحدية الرسائل التي بعث بها الرئيس التونسي قيس سعيّد للجامعة العامة للتعليم الأساسي والنقابة العامة للتعليم الثانوي (التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل) قائلاً إنّهما تجعلان التلاميذ "رهائن" المدرّسين.

ويوم الجمعة الماضي، قال سعيّد في لقاء جمعه بوزير التربية محمد علي البوغديري إنّ "عملية حجب أعداد (معدّلات) التلاميذ، التي تتمّ كلّ سنة تقريباً، باتت أمراً غير مقبول"، مضيفاً أنّ "هذا الوضع طال أكثر من اللزوم ولا يمكن أن يتواصل". أضاف سعيّد "وليتحمّل كلّ واحد منّا مسؤوليته لأنّ هذه الأجيال المتعاقبة لا يمكن أن تذهب ضحية لحسابات سياسية ولن نترك أبناءنا في وضعية الرهينة".

وأثارت تصريحات سعيّد ردود فعل نقابتَي التعليم الأساسي والثانوي اللتَين أعلنتا تمسّكهما بمواصلة حجب المعدّلات واللجوء إلى التحركات الاحتجاجية إلى حين تنفيذ مطالب القطاع.

وعبّرت الجامعة العامة للتعليم الأساسي، في بيان لها أصدرته أمس الأحد، عن رفضها تصريح رئيس الجمهورية بشأن عملية حجب المعدّلات، مؤكدة أنّها ماضية في تنفيذ قرار حجب معدّلات الفصل الثاني (يمتدّ على ثلاثة أشهر) عن الإدارة، أضافت أنّ "المدرّسين سوف يواصلون الدفاع عن مطالبهم بكلّ الوسائل (...) مع إقرار حقّ التلميذ ووليّ أمره في الاطّلاع على ورقة الاختبار ومعرفة أعداده".

وفي هذا الإطار، قال عضو الجامعة العامة للتعليم الأساسي إقبال العزابي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المفاوضات ما بين النقابة ووزارة التربية لم تتقدّم، ما يجعل قرارات حجب الأعداد قائمة"، لافتاً إلى أنّ "السلطة هي المسؤولة عن تأزّم الوضع بسبب رفضها مطالب قطاعية مشروعة". وأضاف العزابي: "نحن نرفض الخطاب التحريضي ضدّ المدرّسين، كما نحمّل الرئيس سعيّد مسؤولية إمكانية تعرّضهم للعنف من قبل أولياء الأمور والمواطنين الآخرين"، مضيفاً "ونحن ننتظر تفاعلاً من قبل وزارة التربية بشأن مطالب المدرّسين لإنهاء هذه الأزمة".

قضايا وناس
التحديثات الحية

واليوم الإثنين، أكّد وزير التربية محمد علي البوغديري، في تصريح لإذاعة المنستير الحكومية، أنّ "الحوار مع الأطراف النقابية ما زال متواصلا وهو ضرورة ملحّة". وأوضح البوغديري أنّ "رئيسة الحكومة (نجلاء بودن) منكبّة على ملفّ المعلمين النواب بتوصيات من رئيس الجمهورية".

لكنّ الجامعة العامة للتعليم الأساسي أشارت إلى أنّ تصريح سعيّد الأخير جاء "بنبرة تفوح منها رائحة التهديد وتأليب الرأي العام على المدرّسين"، واستهجنت وصف سعيّد التلميذ بـ"الرهينة"، وقد رأت في ذلك "محاولة للإساءة الى المدرّسين معنوياً والتحريض عليهم"، بحسب ما جاء في نصّ بيانها الأخير.

وأضافت الجامعة العامة أنّ "اتهامها بممارسة السياسة بديلاً عن دورها في الدفاع عن حقوق منظوريها مجانب للصواب"، مشيرة إلى أنّه "كان حرياً بالسلطة التنفيذية أن تبادر للاهتمام بوضعية المدرسة الابتدائية التي اهترأت بنيتها التحتية، وبمناهجها التربوية، وبالعمل على حلّ مشاكل المدرّسين الذين تدهورت قدرتهم الشرائية وتراجعت مكانتهم الاجتماعية".

من جهته، رأى كاتب عام جامعة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي، في منشور على موقع "فيسبوك"، أنّ "خطاب السيد رئيس الجمهورية تهديد واتهامات لن نقبلها. حقوق المدرّسات والمدرّسين لا تنازل عنها، حلّها طاولة المفاوضات الجدية لا الاتهامات والتهديدات".

ويشمل قرار حجب معدّلات التلاميذ في المرحلتَين الابتدائية والثانوية ما يزيد عن 2.3 مليون تلميذ في التعليم الحكومي.

ومنذ أشهر، تسود حالة من الاستياء بين أولياء أمور هؤلاء التلاميذ، نتيجة عدم تمكّنهم من الاطلاع على نتائج الاختبارات التي خضع لها أبناؤهم في المرحلة الثانوية في مختلف المواد، الأمر الذي حرمهم من تقييم مكتسباتهم التعليمية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس التونسي قيس سعيّد أقال أخيراً وزير التربية فتحي السلاوتي، وكلّف محمد علي البوغديري بشؤون الوزارة بدلاً منه، علماً أنّ البوغديري قيادي نقابي سابق.

المساهمون