أزمة العام الدراسي في لبنان: مدارس تؤوي نازحين

17 سبتمبر 2024
مدرسة بالقرب من صور جنوبي لبنان، 17 يوليو 2006 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تحديات النازحين في جنوب لبنان**: يعاني النازحون من أزمة إيواء في المدارس مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وسط ضبابية حول كيفية تعليم الأطفال.

- **جهود إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور**: يستضيف قضاء صور 28,700 نازح، وتم تسجيل 1600 تلميذ بالتعاون مع وزارة التربية ومنظمة اليونيسف، مع تحديات في تسجيل الطلاب بالمدارس الحكومية.

- **تفاقم الأزمة الإنسانية**: ارتفع عدد النازحين إلى 110 آلاف بسبب المواجهات بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، مما زاد الضغط على الحكومة والجمعيات الأهلية لتلبية احتياجاتهم.

تزداد معاناة عشرات الآلاف من النازحين من جنوب لبنان، خاصة مع اقتراب العام الدراسي الجديد، بعد نحو عام على المواجهات المتصاعدة بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني والمخاوف من توسعها إلى "حرب شاملة"، حيث اضطر الكثير من النازحين من البلدات الحدودية إلى اللجوء إلى المدارس واستخدامها مراكز إيواء مؤقتة، ما أثار أزمة حقيقية عشية بدء العام الدراسي الذي بدأ اليوم الثلاثاء.  

ويتسم المشهد العام لبداية العام الدراسي في جنوب لبنان بـ"ضبابية الرؤية التربوية" حول كيفية التعاطي مع النازحين الذين يتخذون من المدارس مأوى لهم، وإلى أي من المدارس يذهب أولادهم لمتابعة تعليمهم. وخلال جولة لـ"الأناضول" في مدارس بمدينة صور (جنوب)، قال نازحون إنه لم يتضح بعد ما إذا كان أولادهم سيلتحقون بمقاعد الدراسة بحسب مكان نزوحهم، أو سيتابعون تعليمهم عن بُعد، وما إذا سيكون تسجيل طلاب النازحين مجّانيا.

النازح محسن عقيل (56 عاما) من بلدة الجبين الحدودية، يقول: "نزحنا منذ بداية العام الدراسي الماضي وتوجهنا إلى منطقة صور مع 80 طالبا من البلدة". مضيفا: "اقتربنا اليوم من بدء عام دراسي جديد وما زالت الرؤية ضبابية بالنسبة لالتحاق أولادنا بمقاعد الدراسة، ونعمل بالاتفاق مع مديرية الكوارث التابعة لاتحاد بلديات صور على حل المشكلة". وبحسب عقيل، فإن "المناطق التي لن تفتح فيها المدارس في حال استمرار الحرب تمتدّ من منطقة الناقورة جنوب غرب لبنان إلى بلدة راميا (جنوب شرق)"، موضحًا أن "أغلب السكان في تلك المناطق نزحوا إلى صور"، لافتا إلى أنهم ينتظرون قرارًا من وزارة التربية لتقسيم الطلاب بين من سيتابعون دراستهم حضوريًا أو عن بعد، متمنيا أن يعود مع عائلته إلى بلدته، وأن يلتحق أولاده بمدرستها.

28 ألف نازح في صور

ويقول مدير وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور، مرتضى مهنا: "نحن على أبواب العام الدراسي الجديد، وما زلنا نستقبل النازحين في قضاء صور الذي يحضن أكبر عدد من النازحين الذين توزعوا على مناطق عدة في لبنان"، مضيفا: "عدد النازحين بالقضاء في أماكن إيواء خاصة وخارجها بلغ 28 ألفا و700 نازح، أي 7 آلاف عائلة، وحاليا قمنا بتسجيل ما لا يقل عن 1600 تلميذ بالتعاون مع وزارة التربية ومنظمة اليونيسف في المدارس"، متابعا: "تبين لنا من خلال العمل أن ما لا يقل عن 800 تلميذ لم يلتحقوا بالمدارس لأسباب خاصة بهم، لكننا نتابع الموضوع التربوي فيما يتعلق بالنازحين الذين بقوا وما زالوا في مراكز الإيواء طالما استمرت الحرب".

ويشير مهنا إلى أن "لدى اتحاد بلديات صور ثلاثة مراكز إيواء من أصل خمسة هي مدارس نشطة وفعّالة وستفتتح عامها الدراسي كالمعتاد"، موضحا: "نعمل على تقسيم مراكز الإيواء إلى قسمين: جهة للتعليم وأخرى لإيواء للنازحين". ويبين أنهم يتلقون شكاوى من بعض النازحين الذين يواجهون مشكلة في التسجيل بالمدارس الحكومية، كما أن بينهم من لا يملك رسوم التسجيل فيها (50 دولارا للطالب) في ظل ظروف الحرب والنزوح، خاصة من لديه عدة أولاد.

من جهتها، تتحدث فاطمة السحالي (37 عاما)، عن تعذر التحاق أبنائها بالمدارس بسبب تعقيد الوضع الأمني وما نجم عنه من نزوح داخل المدارس. وتقول: "نحن نازحون من بلدة عيتا الشعب إلى بلدة طورا جنوب لبنان، العام الماضي لم يتمكن أولادنا من دخول المدرسة، والآن المدارس أقفلت بسبب تصاعد القصف". وتكمل: "هذا العام، طلبت منا وزارة التربية والتعليم تسجيل أولادنا في المدارس الحكومية في بلدتنا التي نزحنا منها (الأصل)، لكن التحاقهم بالدراسة سيكون في مدارس بمكان النزوح، وهذا صعب حاليًا"، وتقول إنها تنتظر حلاً للمشكلة هي ونازحون آخرون.

وأدت المواجهات الحالية بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله إلى ارتفاع عدد النازحين من المناطق الحدودية بجنوب لبنان من نحو 29 ألفًا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 إلى 110 آلاف بحلول أغسطس/ آب الماضي، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، مما عزّز من تفاقم الأزمة الإنسانية وشكّل ضغطًا على الحكومة والجمعيات الأهلية لتلبية احتياجات النازحين الذين باتوا يتقاسمون عددًا من فصول المدارس وقاعات الجامعات مع طلابها.

 ومنذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي القصف يوميا عبر الحدود؛ مما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح، معظمهم بالجانب اللبناني. وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أميركي على غزة منذ السابع من أكتوبر، وخلّفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون