أزمة الصرف الصحي تجبر سكان حي الدرعية في الرقة على النزوح

25 ابريل 2021
يعاني أهالي الحي منذ سنوات من مشكلة الصرف الصحي(بولنت كيليش/فرانس برس)
+ الخط -

يعاني أهالي حي الدرعية في مدينة الرقة، شمال سورية، منذ سنوات، من مشكلة الصرف الصحي في الحيّ، كون البنية التحتية للشبكة في الحي القديم شبه منهارة، وهو يعتبر حياً عشوائياً في المدينة التي تعرّضت لدمار كبير قبل سيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد" عليها، بعد طرد تنظيم داعش منها، بمساندة التحالف الدولي، في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
المشكلة قديمة متجدّدة في الحي الذي يقع شمالي مدينة الرقة. أقصي الحيّ عن الخدمات من قبل بلديات النظام السوري، منذ عام 2006، على اعتبار أنه حيّ عشوائي والمباني السكنية فيه مخالفة للتنظيم، ما حرم السكان من خدمات البنى التحتية لسنوات، في مقدمتها شبكة الصرف الصحي والطرق، فلجأ أهالي الحيّ بعد إقصائه من خدمات البلدية إلى جمع أموال وإنشاء شبكة صرف صحي في الحيّ على نفقتهم الخاصة.
لكن بعد مضيّ سنوات، تعرّضت الشبكة لأضرار بالغة وتلف كبير، وبدأت المشكلة في الحيّ تتفاقم منذ عام 2018 وصولاً إلى الوقت الحالي، حيث أُجبرت عائلات على ترك منازلها في الحي، بسبب مياه الصرف الصحي التي فاضت فيه.
خالد المحمد، أحد سكّان الحي، أوضح لـ"العربي الجديد" أنّ شبكة الصرف الصحي بحاجة إلى استبدال بالكامل في الحي، والأهالي لا قدرة لهم في الوقت الحالي على تحمّل تكاليف صيانتها أو استبدالها، كما جرى في السابق. 

 

قضايا وناس
التحديثات الحية

ومطلع عام 2021، أجرت بلدية الرقة عملية فرش لطرق الحي وردم للحفر باستخدام الحصى وبقايا المقالع، من دون تأهيل شبكة الصرف الصحي، مع وجود منازل منخفضة عن مستوى الطرق، ما زاد من مشاكل مياه الصرف الصحي، وتسبّب في مشاكل إضافية للأهالي.
أجبر المواطن ناجي الأحمد، كما الكثير من أهالي الحيّ، على اللجوء إلى خيار بديل عن شبكة الصرف الصحي وهو خيار "الحفرة الفنية"، وقال لـ"العربي الجديد" إنّ ترقب حلّ من الجهات المسؤولة كبلدية الرقة أو مجلس الرقة المدني، هو أمر قد يطول انتظاره لسنوات، فهناك تجاهل لمطالب سكّان الحي، ولم تقدم أي جهة لهم يد العون في ترميم منازلهم، خاصة مع وجود نساء في الحيّ بلا معيل، لا يمكنهن ترميم المنازل وتركيب نوافذ أو أبواب لبيوتهن.

وأكّد مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ العديد من العائلات غادرت حيّ الدرعية، المعروف أيضاً بحي "البندقية"، بسبب فيضان الصرف الصحي، وذلك عقب تقديم عدّة شكاوى لبلدية الرقة، من دون فائدة، حيث تبرّر الجهات المسؤولة عن المدينة، وفي مقدمتها مجلس الرقة المدني وبلدية الشعب، عدم إجراء إصلاحات لشبكة الصرف الصحي، بكون الحي عشوائيا وغير منظم، والكثير من العقارات فيه مملوكة لحكومة النظام السوري، فيما تغيب الخدمات عن هذا الحيّ الفقير.

المساهمون