أزمة الصحة تتفاقم في بريطانيا: مئات الوفيات لتأخر الإسعاف وآلاف المرضى خارج المستشفيات

07 يناير 2023
آلاف المرضى تقطعت بهم السبل خارج المستشفيات المكدسة في بريطانيا (أرشيف/Getty)
+ الخط -

جمع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وزراء الحكومة ومديري الطواقم الطبية والخدمات الصحية في مقر الحكومة، اليوم السبت، لإجراء محادثات تهدف إلى مواجهة أزمة الرعاية الصحية التي شهدت تقطع السبل بآلاف المرضى خارج المستشفيات المكدسة، فضلا عن وفاة المئات نتيجة التأخر في إسعافهم أو انتظارهم القبول في أحد المستشفيات المكدسة، وفقا لترجيح قادة في قطاع الصحة.

وقالت الحكومة إنها كانت "تجمع أفضل العقول من قطاعات الصحة والرعاية للمساعدة في مشاركة المعلومات والحلول العملية".

من جانبه، رفض حزب العمال المعارض التجمع، حيث وصفه بأنه "متجر للحديث"، وحذر الخبراء من أنه لا توجد حلول سريعة للمشاكل التي طال أمدها في هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تمولها الدولة.

ويواجه نظام الصحة في بريطانيا ضغوطا بالغة، تشمل زيادة الطلب على الرعاية الصحية، بعد تخفيف قيود مكافحة الجائحة، وزيادة الإصابات بالإنفلونزا وغيرها من فيروسات الشتاء، بعد عامين من الإغلاق، ونقص الموظفين بسبب الإنهاك الوبائي، واختفاء العمالة الأوروبية في بريطانيا في أعقاب انسحابها من الاتحاد الأوروبي.

يشغل آلاف الأسرّة في المستشفيات أشخاص مؤهلون للخروج، لكن ليس لديهم مكان يتوجهون إليه بسبب ندرة الأماكن المخصصة للرعاية طويلة الأجل.

وتظهر الأرقام الرسمية أنه في الأسبوع الماضي غادر بالفعل ثلث المرضى المؤهلين للخروج من مستشفى في إنكلترا، أدى ذلك إلى توقف سيارات الإسعاف خارج المستشفيات مع المرضى الذين لا يمكن قبولهم، وفي المقابل ينتظر الأشخاص الذين يعانون من حالات طوارئ صحية لساعات لحين وصول سيارات الإسعاف.

علاوة على ذلك، جعلت أزمة تكاليف المعيشة التي تفاقمت بسبب ارتفاع فواتير الغذاء والطاقة، بعض العاملين في مجال الصحة يكافحون لتغطية نفقاتهم، إذ نظمت الممرضات وطواقم الإسعاف إضرابات كجزء من أكبر موجة من الإضرابات التي تشهدها البلاد خلال عقود.

وجددت الضغوط نقاشا طويل الأمد حول كيفية تمويل وإدارة هيئة الخدمات الصحية الوطنية، التي تأسست عام 1948 بتمويل من أموال الضرائب لتوفير رعاية مجانية للجميع.

كما هو الحال في الدول الصناعية الأخرى، أدى ارتفاع متوسط العمر المتوقع وشيخوخة السكان إلى زيادة الطلب على الخدمة المحبوبة على نطاق واسع ولكنها مرهقة باستمرار.

ولطالما كانت هيئة الخدمات الصحية قضية سياسية حساسة، لذا يتهم سياسيون معارضون حزب المحافظين الذي يتولى السلطة منذ عام 2010، بنقص التمويل المستمر للخدمات الصحية أو السعي إلى خصخصتها خلسة.

(أسوشييتد برس)

المساهمون