عاد التزاحم على الأفران والطوابير الطويلة من أجل الحصول على ربطة خبز إلى معظم مناطق محافظة السويداء في جنوب شرقي سورية، وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن تخفيض النظام مخصصات الدقيق دفع بالأفران إلى تقليل كمية إنتاجها، الأمر الذي أدى بدوره إلى تشكّل الطوابير الطويلة على أبواب الأفران.
وقال أحد المواطنين من مدينة السويداء، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ "الوضع لا يطاق، والأزمة لا تكاد تنتهي حتى تعود من جديد بشكل أسوأ، وفي كل مرة تكون الذريعة أقبح، واليوم قررت حكومة النظام تخفيض مخصصات الدقيق بحجة أن كمية الخبز تزيد عن حاجة الناس. الحكومة تتذرع بأن أصحاب الأفران يبيعون الخبز لمزارع تربية الدواجن والأبقار لاستخدامه كعلف، في حين أن الناس بالكاد يحصلون على ما يكفيهم من الخبز".
وأوضحت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري، أنّ نسبة التخفيض في كمية الدقيق المخصصة للسويداء بلغت 25% من الحصة التي تخصصها "المؤسسة السورية للمخابز"، والبالغة قرابة 145 طناً توزع بشكل يومي على الأفران.
ونقلت صحيفة "البعث" التابعة للنظام، عن مسؤولين عدم تأثير التخفيض على تأمين حاجيات المواطنين من الخبز، وأن بعض العائلات تحتاج يومياً إلى خمس ربطات، في حين أن المسموح ببيعه للعائلة هو ربطة واحدة أو اثنتان على الأكثر، وأن الأزمة سببها من وصفتهم الصحيفة بـ"المتلاعبين والفاسدين" في قطاع المخابز.
وقال وليد الحربي، من السويداء، إنّ حكومة النظام السوري تعتمد نظام "البطاقة الإلكترونية" في عملية بيع الخبز، وتحدد الكمية لكل عائلة بذريعة منع بيع الخبز خارج القانون، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أنّ "مسؤولين في مليشيات تابعة للنظام يأخذون الخبز من الأفران ويبيعونه على البسطات بأسعار أعلى من السعر المحدد من الحكومة".
وتعاني محافظة السويداء من أزمة الخبز رغم أنها تنتج القمح والشعير، وكان النظام قد جنى كل المحصول من المزارعين، في حين تعرضت مساحات كبيرة من الحقول للاحتراق خلال الصيف الماضي.