أزمات البكالوريا اللبنانية

23 يوليو 2024
أجريت امتحانات الثانوية العامة في لبنان رغم العقبات (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انتهت الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة في لبنان بنجاح رغم العقبات اللوجستية والسياسية، مع تسجيل نسبة غياب 3% فقط.
- تم اتخاذ إجراءات خاصة للطلاب من القرى المعرضة للقصف، بما في ذلك نقلهم إلى مناطق آمنة وتقديم تسهيلات في الأسئلة لتغطية 60% من المنهاج فقط.
- شهدت الامتحانات شكاوى من صعوبة بعض الأسئلة واتهامات بتسريبها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار جدلاً واسعاً.

رغم العقبات اللوجستية والصعوبات والارتباكات المادية ورياح الأزمة التي تضرب لبنان انتهت الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة: الاجتماع والاقتصاد والعلوم العامة وعلوم الحياة. وهكذا مرَّ على خير "قطوع" عجز وزارة التربية عن تحقيق الإنجاز الذي تلاه انطلاق أعمال التصحيح ثم إصدار النتائج النهائية.

والحقيقة أن كل المقدمات لم تكن تبشر بالخير، إذ شهدت ساحة وزارة التربية في بيروت عدة تظاهرات دعت إلى إلغاء الامتحان، وهو ما طالب به نواب. وتذرع الطلاب بأنهم غير مهيئين نفسياً وتعليمياً، لكن الطامة الكبرى تمثلت في الأجواء السياسية التي كانت ملبدة بالصواريخ والقذائف والحرائق اليومية في مناطق الجنوب، ثم اتسعت لتشمل عمق الأراضي اللبنانية.
وتضم محافظة الجنوب 29 مركزاً لشهادة الثانوية توزعت على مستوى أقضيتها، وبلغ عدد المرشحين الذين أدوا الامتحانات 5470 من أصل 5624، وسجل بالتالي عدد غياب 154 مرشحاً بنسبة 3%.
وأعلنت الوزارة أن طلاب القرى المعرضة للقصف سيتلقون معاملة خاصة، وسيتقدمون للامتحانات في مناطق آمنة بعيدة عن الأماكن المستهدفة، وأنه يمكنهم الالتحاق بأي مدرسة تبعاً للقرى والمدن التي لجأوا إليها. من هنا وُضعت مسابقاتهم في مغلفات مميزة كمقدمة لمعاملة خاصة في أعمال التصحيح.
وبلغ الاهتمام حدّ زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي مدينة صور، حيث تجولا على مراكز امتحان الطلاب المهجرين من قراهم. 
وكان قرار مجلس الوزراء بإلغاء امتحانات الشهادة المتوسطة (البروفيه) مؤشراً سلبياً على ما قد تشهده البكالوريا، وهبّت مناخات التردد من جميع الجهات قبل أن يحسمها وزير التربية حرصاً على سمعة الشهادة الرسمية، ولتلافي منح الطلاب إفادات غير معترف بها، وتسهيل التحاقهم بالجامعات.  

موقف
التحديثات الحية

وحدثت تسهيلات في أسئلة المواد، فتناولت 60% من حجم المنهاج فقط بفعل تأثير تأخر إنجاز المنهج في المدارس بسبب الإضرابات التي نفذها الأساتذة طوال العام. وأيضا أسئلة اختيارية، وهذه من المرات النادرة التي تبتعد الأسئلة عن الزامية الإجابة.
رغم ذلك اشتكى قسم لا يُستهان به من الطلاب من أسئلة في بعض المواد قالوا إنها خارج المقرر وصعبة. ولم تخل الامتحانات من اتهامات للبعض بتسريب الأسئلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل موعد الامتحانات، وهو ما رصده التفتيش التربوي، كما أنّ بعض الأسئلة وصفها الطلاب بأنها كانت بمثابة فخ. ومثل هذه الحوادث قيل إنه جرى توثيقها في دائرة الامتحانات بوزارة التربية.
في العادة كانت تحصل مثل هذه الارتباكات في المناطق النائية، أما هذا العام فكانت العاصمة والمدن الكبرى مسرحاً لبعضها.

(باحث وأكاديمي) 

المساهمون