أرقام القتلى السوريين بزلزال تركيا تتزايد بسرعة

09 فبراير 2023
سوريون في حالة بكاء على قتلى في هاتاي (عارف وتاد/ فرانس برس)
+ الخط -

في وقت تؤكد تقارير إقامة جلّ اللاجئين السوريين في الولايات المنكوبة بالزلزال في تركيا، وهي أضنة وأديامان وديار بكر وغازي عنتاب وهاتاي وقهرمان مرعش وكيليس وملاطية وعثمانية وشانلي أورفا، باعتبارها قريبة من الحدود السورية، يكشف رئيس الائتلاف السوري السابق نصر الحريري أن عدد القتلى السوريين الذين أعيدت جثثهم عبر المعابر الحدودية لدفنهم في بلدهم، بلغ 340 حتى صباح الخميس، ويتوقع أن يتجاوز عددهم 1500.
ويقول الحريري لـ"العربي الجديد": "من المبكر التحدث عن رقم دقيق في انتظار مرور أسبوع على الأقل وانتهاء عمليات البحث والإنقاذ ورفع الأنقاض، لكن مصادرنا تتوقع رقماً كبيراً".
ويتوزع السوريون على عموم أراضي تركيا، بحسب ما أورد تقرير نشرته صحيفة "سوزجو"، وتتواجد نسبتهم الأكبر مقارنة بعدد السكان الأتراك في ولاية كيليس، وهي 74.8 في المائة.

وتعتبر الولايات المنكوبة الأكثر استقبالاَ للسوريين. وتوضح مصادر من جمعية اللاجئين السوريين لـ"العربي الجديد" أن ولاية غازي عنتاب تضم نحو 450 ألف سوري، وهاتاي (433,875)، وشانلي أورفا (430,124)، وأضنة (256,435)، ومرسين التي لم تدرجها السلطات ضمن تصنيف المناطق المنكوبة (242,753)، وكيليس (107,468)، وكهرمان مرعش (95,938)، وملاطية (32,024)، وعثمانية (42,768)، وديار بكر (24,552)، وأديامان (23,204). ويشكل السوريون نسبة 4.45 في المائة من إجمالي عدد السكان، بحسب إحصاء رسمي أجري العام الماضي، ويبلغ عدد حاملي بطاقة الحماية المؤقتة (كيملك) 3,672,646.
ويقول رئيس هيئة الإعلام في الحكومة السورية المؤقتة محمد علاء الدين لـ"العربي الجديد": "الولايات الأكثر تضرراً بين العشر المنكوبة هي الأكثر استقبالاً للسوريين، وقد سوّيت أحياء بالأرض في مدينة أنطاكيا بولاية هاتاي، وهي بين المناطق الأكثر احتضاناً لسكان سوريين، على غرار عثمانية والاصلاحية اللتين يغلب السوريون على سكانهما بسبب وجود مخيمات سابقة فيهما".
ويصف علاء الدين الزلزال بأنه "كارثة تضاف إلى الأوجاع والعذابات الكثيرة للسوريين في سنوات ما بعد ثورة عام 2011، خاصة في شمال غربي سورية، حيث سقط عدد كبير من القتلى، ولا تتوفر فيها معدات لانتشال أشخاص عالقين تحت الأنقاض، أو حتى المستلزمات البسيطة للعيش من غذاء ومياه صالحة للشرب، فيما يتردد المجتمع الدولي في إيصال مساعدات، ويتحجج بذرائع غير مقبولة تتعلق بوضع المعابر الحدودية والطرقات". 

الصورة
يحملان جثة في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا (محمد حاج قدور/ فرانس برس)
يحملان جثة في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا (محمد حاج قدور/ فرانس برس)

ويقدر بأن "عدد القتلى السوريين في تركيا قد يتراوح بين 1500 و1800، وهذا رقم غير قليل وكارثي، علماً أنه لم ترد أي إحصاءات حول عددهم لأن تركيا تتعامل مع القتلى عموماً من دون فرز جنسياتهم، لكن التطبيق الجديد الذي أطلقته تركيا قبل يومين قد يوفر معلومات تبقى غير نهائية وغير موثوقة بالكامل.
وأدرجت وزارة الاتصالات التركية ضمن حقل معلومات الكوارث الطبيعية في ملف تعريف e-NABIZ من أجل الحصول
على معلومات حول الحالة الصحية لأقارب المواطنين في منطقة الزلزال والمؤسسة الصحية التي يتواجدون فيها، مع التوضيح بأن المعلومات عن الحالة الصحية للأقرباء في e-NABIZ ليست مؤكدة، ويصار إلى إشراكها من أجل ضمان تدفق المعلومات في هذه العملية، ويجب طلب تأكيد المعلومات المتعلقة بالحالة الصحية للأقارب من مؤسسة الرعاية الصحية ذات الصلة.
من جهتها، تريثت مديرة الاتصال في اللجنة السورية - التركية المشتركة، إيناس النجار، في إعلان رقم لعدد القتلى السوريين بزلزال تركيا، واكتفت بالقول لـ"العربي الجديد" إن "مصادر كثيرة تورد أرقاماً لعدد القتلى السوريين والمفقودين، لكنها كلها غير رسيمة في وقت يتسارع العدد المعلن. ونرجح إعلان تركيا العدد النهائي للقتلى خلال يومين، أي بعد انقضاء سبعة أيام من الزلزال، وهي الفترة المعتمدة في إعلان وفاة من هم تحت الأنقاض، إلا في حالات نادرة لتجنب فقدان الأمل".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتشدد النجار على أن إحصاء القتلى السوريين "أمر صعب جداً". وترجّح أن تحفظ تركيا حقوق عائلات الضحايا، "لكن لا يمكن تأكيد أذا كان أفرادها سيحصلون على الجنسية التركية أو إقامات ورواتب دائمة أو منازل. وقد صرح الرئيس رجب طيب أردوغان خلال زيارته إحدى المناطق المنكوبة، بأن حكومته لن تترك أي شخص تضرر من الزلزال وحيداً، علماً أن السوريين يحظون كما الأتراك حالياً برعاية وإيواء في مناطق الزلزال، ولا وجود لمعاملة عنصرية سبق أن شهدتها بعض الولايات في الأشهر الأخيرة".

المساهمون