يربط علماء ارتفاع نسبة الميثان، ثاني أكبر غاز يساهم في تغيّر المناخ في العالم، بالأراضي الرطبة وحقول الأرز، ويحددون نسبة مساهمة الأرز بنحو 10 في المائة من الانبعاثات العالمية لهذا الغاز، ما دعا مزارعون في فيتنام إلى المشاركة في مبادرة لإزالة القش من حقول الأرز، وتحويله إلى سماد عضوي، مقابل كسب دخل جانبي إضافي أيضاً، رغم أنه ضئيل نسبياً.
يخبر المزارع دونغ فان (39 سنة) موقع "سترايتز تايمز" أن حقول الأرز في دلتا ميكونغ كانت تحرق في العقدين السابقين للإفساح في المجال أمام زرع المحاصيل التالية. ويشرح أن هذا الحرق كان يطلق الدخان الأسود في السماء، ويُغرق الهواء بالغازات الدفيئة القوية، أما اليوم فهو ينقل، مع مزارعين آخرين، في نهاية موسم الحصاد، عربات مليئة بالقش من أجل نقعها وزرعها مجدداً كي تنتج فطريات تستخدم سماداً، ما يعني أن "الأرز يذهب في رحلة لطيفة كي لا يضيع شيء".
وقد انضم دونغ وزملاؤه إلى برنامج ينظمه المعهد الدولي لبحوث الأرز، الذي ينفذ برامج أخرى أيضاً تشمل فيتنام وبلداناً أخرى في المنطقة، ويستهدف بعضها أيضاً تقليص انبعاث مستويات عالية من الميثان من البكتيريا التي تنمو في حقول الأرز المغمورة، وتزدهر إذا تعفن القش المتبقي بعد الحصاد.
وليست هذه البرامج جديدة، لكن جرى تسليط الضوء عليها منذ أن وقعت حوالي 100 دولة عام 2021، في مقدمها إندونيسيا وبنغلادش وفيتنام، على التعهد العالمي الخاص بخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030. لكن الصين والهند امتنعتا عن التوقيع. وتعترف وزارة البيئة الفيتنامية بأن الأرز المروي تسبب في نحو نصف انبعاثات غاز الميثان، لكنها تؤكد أن برنامج إدارة القش الصديقة للمناخ تنتشر على نطاق واسع في أنحاء البلاد، بينها على مساحة 200 ألف هكتار من الحقول في دلتا ميكونغ.
أما كبير العلماء في المعهد الدولي لأبحاث الري في هانوي الدكتور بيورن أولي ساندر، فيطالب بتطبيق خطط أخرى خاصة بحقول الأرز تتضمن تفتيت المياه الراكدة لتجديد الأكسجين، وتقليل البكتيريا المنتجة غازَ الميثان. وبالنسبة إلى مزارعي نهر ميكونغ، فيفتخرون بالمساهمة في مشاريع أكثر استدامة تحقق أيضاً أقصى إفادة لهم من محاصيلهم. ويقول كان: "عشنا حياة صعبة، لكن الأمور أصبحت أسهل بمجرد أن أدركنا كيفية الإفادة من القش".