"أحلام"... مشروع للتطريز الفلسطيني في الدوحة بأنامل غزيات

03 يونيو 2024
كانت الفكرة مجرد توفير مساحة للنساء (مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع)
+ الخط -
اظهر الملخص
- افتتحت مؤسسة قطر مشروع "أحلام" للتطريز الفلسطيني في الدوحة، بمشاركة نساء من غزة جئن لتلقي العلاج، حيث تُطرّز القمصان يدويًا وتُباع لدعمهن ماديًا.
- بدأ المشروع كفكرة لتوفير مساحة للنساء للالتقاء والتعبير عن مواهبهن في التطريز، وسرعان ما تحول إلى وسيلة لكسب الرزق وبناء مجتمع داعم بينهن.
- يعكس المشروع أحلام النساء الفلسطينيات وتطلعاتهن رغم الحرب، مؤكدًا على الأمل والإنتاج كوسيلة للمقاومة والتعبير عن الهوية الفلسطينية، مع تسليط الضوء على دور قطر في دعم الجرحى الفلسطينيين.

افتتحت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في مقرها في الدوحة، مشروع لفن التطريز الفلسطيني "أحلام" على القمصان، بمشاركة النساء اللواتي قدمن من قطاع غزة إلى الدوحة لتلقي العلاج الطبي.

وبحسب بيان مؤسسة قطر، اليوم الاثنين، فقد نشأت فكرة مشروع التطريز الفلسطيني في ورش نظّمها متطوعو المؤسسة. فعندما رسم بلال خالد، وهو فنان وصحافي فلسطيني، على أحد المباني التي دمرتها الحرب الإسرائيلية على غزة كلمة أحلام بخط عربي جميل، لم يدرْ في خلده أن هذه الكلمة ستصبح عنواناً لمشروع فني هادف سيكتمل في الدوحة، في إطار تعاون بينه وبين مجموعة من النساء الغزّاويات.

وتُطرّز كل قطعة يدوياً، وقد يستغرق ذلك ما بين ثماني إلى عشر ساعات. ويشير البيان إلى أنه يتوفر حالياً عدد محدود من هذه القمصان للبيع في متجر هدايا المدينة التعليمية داخل المقر الرئيسي لمؤسسة قطر، وفي ملتقى مركز طلاب المدينة التعليمية، وسيذهب صافي الربح بالكامل إلى النساء القادمات من غزة.

وتشير إحدى المتطوعات في مشروع التطريز الفلسطيني "أحلام" إلى أنه في البداية، كانت الفكرة مجرد توفير مساحة للنساء للالتقاء والقيام بشيء يستمتعن به، لكن سرعان ما اتضح وجود مواهب كبيرة بينهن. لذلك، بدأنا نفكر في كيفية توفير فرصة للنساء لعرض مواهبهن واستخدامها أيضاً وسيلةً لكسب الرزق.

تُطرّز كل قطعة يدوياً (مؤسسة قطر)
تُطرّز كل قطعة يدوياً (مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع)

وتقول نسرين الشبعاني، وهي إحدى المشاركات في مشروع التطريز الفلسطيني "أحلام": "هذه الورش التطريزية منحتنا وسيلة لملء أوقاتنا وتوظيف طاقاتنا بشكل مفيد، من خلال القيام بعمل فنّي يشبه المقاومة من خلال الفن". تضيف: "ساعدتنا هذه الورش في بناء مجتمع صغير نحن في أمس الحاجة إليه، بعدما أبعدتنا الحرب عن أحبائنا وعائلاتنا".

وتشرح الستينية انشراح أن التطريز كان هوايتها المفضلة عندما كانت طفلة، لكن مسؤوليات الحياة والأمومة أبعدتها عنه. تتابع: "لم أكن أتخيل أنني سأعود إلى التطريز يوماً ليس هوايةً فحسب، بل مصدر رزق لي رغم عمري المتقدم والتحديات التي نمرّ بها". وتلفت إلى أنها وزميلاتها أصبحن قادرات على دعم عائلاتهن مادياً وعدم الاكتفاء بالدعاء من أجل سلامة العائلة وأمنها. وتختم حديثها قائلة: "منحنا هذا المشروع هدفاً وعزّز ثقتنا بأنفسنا بوصفنا سيدات فاعلات قادرات على الإنتاج والدعم بدلاً من الوقوف عاجزات أمام ما نمرّ به".

وتكشف المشاركات في المشروع عن أحلامهن، إذ كانت لكلّ واحدة منهن أمنية حولتها الحرب إلى حلمٍ قد يبدو صعب المنال. هناك من تحلم بأن يصبح طفلها لاعباً رياضياً محترفاً، وأخرى تتمنى أن تشهد من جديد لحظة غروب الشمس على شواطىء غزّة، وغير ذلك. وما يجمع السيدات الفلسطينيات هو حلم وحيد مشترك، وهو العودة إلى وطنهن الحبيب فلسطين. ويوجز بلال خالد هذا المشروع بالعبارة التالية: "لم يتبق لنا سوى الأحلام. فالأمل هو كل ما نملك الآن". يشار إلى أن قطر استقبلت دفعات من الجرحى الفلسطينيين في قطاع غزة، تمهيداً لعلاجهم في الدوحة ضمن مبادرة لعلاج 1500 فلسطيني من القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة من الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من سبعة أشهر.

المساهمون