أقامت منظمة "كلنا سوا" معرضاً لإعادة التدوير ضمن مشروعها القائم تحت عنوان "أثر الفراشة"، وهو الأول من نوعه في مدينة الدانا شمال إدلب، والذي أقيم بجهود أطفال ويافعين أبدعوا في تدوير الأشياء التالفة وتحويلها إلى تحف إبداعية ولوحات فنية، اليوم الأحد.
وقال مدير مكتب منظمة كلنا سوا في الداخل السوري محمد اليوسف، لـ"العربي الجديد"، إن معرض أثر الفراشة هو نتاج مجهود عشرين طفلاً وطفلة لمدة ثلاثة أشهر متتالية.
ومشروع أثر الفراشة هو أحد المشاريع الهادفة الذي تبنته منظمة كلنا سوا واستهدفت من خلاله الأطفال واليافعين في المجتمع المحلي، ويتضمن، إضافة إلى معرض إعادة التدوير، مسارات إدارة الحالة، أسس الحماية، فرص التعلم النشط والتعلم باللعب والدعم النفسي في ظل الحروب والأزمات.
وأضاف اليوسف أن المشروع أسس بجهود ذاتية ودعم من الإتحاد الأوروبي عبر منظمة أطفال جنة وأصدقاء الأطفال، وعلى الرغم من انتهاء مدة التدريب، فهم على استعداد دائم لتطوير مهارات المتدربين وتمكينهم أكثر في إنتاج المزيد من اللوحات الفنية.
الطفلة براءة مصطفى القدور (14 عاماً)، نازحة من بلدة احسم، إحدى قرى جبل الزاوية، ومقيمة في مدينة الدانا شمال إدلب، وإحدى المشاركات في المعرض، قالت إنها تعلمت خلال المشروع كيفية إعادة التدوير وصناعة أشياء مفيدة من دون بذل الكثير من الجهد والوقت والتكاليف، معبرة عن سعادتها بتعلم المهنة وقدرتها على المشاركة في المعرض عبر بيت صنعته من الخشب والجبس وشاركت به في المعرض، ونال إعجاب الزائرين.
وقالت منى النجار ( 15 عاماً)، وهي إحدى المشاركات أيضاً في المعرض، إنها انجذبت للعمل وخاصة في إعادة تدوير الأشياء بعد ما شاهدته من فن وجمال يصنع على يد المتدربين، فانضمت إليهم، وشاركت في المعرض بصناعة ورود عباد الشمس من الصوف، إضافة إلى المشاركة بالكثير من اللوحات التي ساهمت في وضع لمساتها عليها، واستخدمت فيها الجبس والمعجون والعيدان لصناعة أشياء "مدهشة وجميلة".
من جانبها، قالت المدربة زهراء إدريس لـ "العربي الجديد"، أنها أشرفت على تدريب الأطفال وتعليمهم كيفية تحويل الأدوات التالفة إلى قطع زينة مميزة يضعونها في المنزل، ما يساعدهم على الترفيه والدعم النفسي وتعزيز الفكر الإبداعي وكسب مهارات مفيدة.
وعن الأدوات المستخدمة، أوضحت إدريس أنهم اعتمدوا بشكل أساسي على معجون السيراميك وورق الفوم والأركنون، التي أدخلت في صناعة كافة التحف واللوحات التي عملوا على إنتاجها خلال التدريب.
بدوره، عبر محمد الخالد، أحد زائري المعرض، عن إعجابه بالمعرض حيث تستخدم معدات بسيطة من الخشب والورق في أعمال فنية ، وأكثر ما لفت انتباهه لوحة الشلال المصنوع من الجبس والذي أُدخلت فيه زخارف فنية.
واعتبر الخالد مشروع المعرض وإعادة التدوير وتعليمه للأطفال من مشاريع الدعم النفسي، التي غالباً ما تكون أهدافها بعيدة المدى، عبر تطوير مهارات مختلفة لدى الطفل وتنمية خياله وبناء قدراته، وخاصة بعد حجم الكوارث والحروب التي عاشها وما زال يعيشها في إدلب".