تركيا: اعتقال أب يضرب طفله الرضيع بوحشية بعد توثيق الأم الجريمة

30 نوفمبر 2021
القانون التركي فيه مواد خاصة بحماية الأطفال والنساء (Getty)
+ الخط -

أثار خبر ضرب رجل تركي ابنه الرضيع (3 أشهر) على رأسه بقوة جدلاً واسعاً في تركيا، وتعالت المطالبات بإنزال أشد عقوبة به نظراً للوحشية في التعامل، بحسب آراء الأتراك.

وفي التفاصيل، كشفت أمّ الرضيع سميرة كوتش، خلال إفادتها للشرطة، أنها كانت تلاحظ آثار ضرب على جسد ابنها بعد ولادته، ما أثار شكوكها "لكني لم أكن أصدق أن أباً يضرب ابنه"، لكنها، أول من أمس، وبعد التنسيق مع أمها، قررت تصوير الأب وهو يحمل ابنه، بعد أن أرسلها إلى المطبخ لتحضير الشاي.

وتضيف الأم أنها وضعت هاتفها المحمول بالغرفة بشكل مخفيّ قرب التلفزيون بعلبة المناديل قبل ذهابها إلى المطبخ، ولكنها سمعت صوت بكاء الطفل يتعالى "نظرت من ثقب فرأيت زوجي يضرب الطفل بقوة، كاد قلبي يتوقف ولم أستطع التنفس جيدا، فدخلت الغرفة وأخذت الولد من بين يديه".

وأشارت إلى أن زوجها رأى الهاتف، فأخبرته بأنها كانت تكلم والدتها، لكنه هدّدها بالقتل وأسرتها وأخذ الطفل منها إن صوّرته أو تقدمت بشكاية للشرطة، "لم أستطع النوم لشدة الخوف على مصير الطفل الذي يستمر بالبكاء، فتقدمت أمس بشكاية للشرطة وقدمت الفيديو وطلبت حماية من زوجي لأني جداً خائفة".

ويقول والي غازي عنتاب إنه وُضع الأب الذي ضرب ابنه في السجن بمحكمة الصلح الجزائية بعد أخذ أقواله، مشيرا إلى أنه جرى إبلاغ  القوات الأمنية بتاريخ 29 -11-2021 بشأن الواقعة، فأحضرت المتهم، وجرى حجزه، وسيتم القيام بالإجراءات القانونية بحقه والإعلان عنها.

ويضيف الوالي، خلال بيان اليوم، أن الطفل الآن بمشفى "كلية الطب بغازي عنتاب"، وتجرى معالجته بعد ظهور نزيف برأسه وهو في العناية المشددة.

وتقول الباحثة التركية عائشة نور لـ"العربي الجديد": "من الغريب على الشعب التركي هذه الوحشية التي تابعناها أمس واليوم، ولكنها تبقى حالات فردية تحصل في كل المجتمعات"، مرجحة أن الأب يعاني من أزمات نفسية، أو لديه مشكلة تتعلق بالطفل منذ ولادته، لأن إفادة الأم أكدت الضرب ما بعد الولادة".

وتطالب الباحثة بجامعة محمد الفاتح بعرض الأب على "لجنة طبية"، وأيضا إنزال أقسى العقوبات بحقه، ونشرها بشكل علني لردع كل "المتوحشين" في التعامل مع أسرهم، أطفالاً كانوا أم نساء"، مشيرة إلى أنّ القانون التركي فيه مواد خاصة بحماية الأطفال وأخرى للنساء".

وتأسف الباحثة التركية لانتشار حالات القتل والتعذيب بحق الأطفال والنساء،" شهدنا مؤخرا حالتي قتل وحشيتين بحق فتاتين بإسطنبول وأنطاليا، إضافة إلى حالة قتل طفلة بعد اغتصابها من جدها قبل أيام".

وكانت جريمة مشابهة حدثت بولاية غازي عنتاب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ فقدت الفتاة التركية إليف، البالغة من العمر عاماً ونصف عام، حياتها بعد معاناتها من الضربة التي تلقتها من والدها لأنها لم تأكل..

ووقع الحادث حين توجهت والدة الطفلة دويغو يلماز إلى المستشفى للاطمئنان على طفلها الذي يرقد فيه، بينما بقي زوجها في المنزل مع ابنته إليف، وحين لم تستجب الطفلة لإطعام أبيها، غضب ولكمها بقوة، فسقطت الطفلة على الأرض بلا حراك، فاتصل بالفرق الصحية التي نقلتها إلى العناية المركزة لتفارق الحياة بعد ثلاثة أيام.

المساهمون