يكمل اليوم الرابع عشر من فبراير/شباط عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح الرئاسي السابق، ورئيس حزب مصر القوية، 6 سنوات كاملة في الحبس الانفرادي منذ القبض عليه في مثل هذا اليوم عام 2018، حين اقتحمت قوات أمنية منزله بعد عودته من رحلة إلى العاصمة البريطانية لندن.
ويعتبر الحبس الانفرادي المطول بموجب المعايير الدنيا لحقوق السجناء نوعا قاسيا من أنواع التعذيب الذهني والنفسي والمعاملات اللاإنسانية القاسية.
منظمات حقوقية ترى أن ما يحدث للمرشح الرئاسي السابق هو "انتقام سياسي" وليس بسبب جرائم كان قد ارتكبها، وأن "اعتقاله وحبسه والحكم عليه بالسجن من محكمة استثنائية هي بأوامر سيادية وليس بأوامر القانون".
وكانت محكمة طوارئ مصرية قد أصدرت في 29 مايو/أيار 2022، حكما يقضي بحبس أبو الفتوح 15 عاما، وذلك بعد إحالته مع آخرين على ذمة القضية رقم 1059 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ التجمع الخامس، والمقيدة برقم 440 لسنة 2018 حصر أمن الدولة العليا، إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، بعد اتهامه بـ"حيازة أسلحة وذخيرة وقيادة جماعة إرهابية وتمويل ونشر أخبار كاذبة"، وتم وضعه على قوائم الإرهاب.
الحبس الانفرادي المطول بموجب المعايير الدنيا لحقوق السجناء نوع قاس من أنواع التعذيب الذهني والنفسي
وخلال فترة حبسه، التي استمرت ما مجموعه ست سنوات، تم احتجاز أبو الفتوح، في الحبس الانفرادي، ما أدى لتدهور حالته الصحية، حيث أصيب بعدة نوبات قلبية، كما أنه مريض بأمراض البروستاتا المتقدمة. وفي 23 مارس/آذار 2022، تعرض أبو الفتوح لاعتداء جسدي من قبل قوات يقودها مفتش مصلحة السجون في منطقة سجون طره، التي نُقل إليها لتلقي الزيارات.
وبحسب محاميه، فإن أبو الفتوح تعرض للعديد من الأزمات الصحية التي كادت أن تنهي حياته، حيث إنه يعاني صحيًا من عدد من الأمراض التي تهدد حياته مثل احتباس التنفس، والانزلاق الغضروفي، كما أصيب بعدد من الجلطات والذبحات الصدرية، التي تستوجب إخلاء سبيله فورا للعلاج، ولا سيما بعد المطالبات المتكررة بذلك.
يسجن أبو الفتوح في عنبر منفصل عن جميع الزنازين الأخرى، في زنزانة مساحتها 3م في 2م، كما أنه مقيد بشدة داخل نفس الجناح، حيث لا يسمح بوصول كافٍ لأشعة الشمس أو الهواء النقي، وليس بإمكانه الوصول إلى مكتبة السجن أو المسجد أو أي مساحة خارجية، ولا يمكنه الاتصال إلا بالحراس، كما حرم من الكتب والصحف والمجلات والتلفزيون والراديو، حسب منظمات حقوقية، ولا يمكنه سوى الحصول على زيارة واحدة لمدة 20 دقيقة من وراء حاجز زجاجي شهريًا فقط مع أفراد أسرته المباشرين (منذ بداية عام 2020، فرد واحد فقط من أفراد الأسرة لكل زيارة)، بينما يُسمح بالاتصالات الكتابية مع العائلة مرة واحدة في الأسبوع، ويجب أن تتم الموافقة على كل خطاب أولاً من قبل سلطات السجن قبل التسليم، كذلك اتصالاته مع محاميه مقيدة بشدة ومراقبة باستمرار.
ولد أبو الفتوح في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 1951، والتحق بكلية الطب جامعة القاهرة، وأصبح أحد أشهر الطلاب فيها نتيجة عمله السياسي وانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين، حتى أصبح رئيسا لاتحاد الطلبة.
أبو الفتوح.. تاريخ من الاعتقالات
وتكررت مرات اعتقال أبو الفتوح خلال سنوات عمله السياسي، خاصة وأنه ابن تنظيم إسلامي وله نشاط على الأرض، ومن بين المرات التي تعرض فيها أبو الفتوح للاعتقال والحبس أحداث سبتمبر/ أيلول 1981، وظل محبوسا لمدة 5 سنوات.
لم يغب عن أبو الفتوح نشاطه النقابي، حيث أصبح فيه عام 1988 أمينا عاما لنقابة أطباء مصر لمدة 4 سنوات انتهت في 1992، ثم تولى بعد هذا العام منصب الأمين العام المساعد وأمين صندوق اتحاد الأطباء حتى عام 2004. ومنذ مارس/آذار 2004 وحتى الآن، يشغل أبو الفتوح منصب أمين عام اتحاد الأطباء العرب.
وفي ما يتعلق بنشاطه السياسي داخل جماعة الإخوان المسلمين، يعتبر عبدالمنعم أبو الفتوح أحد الأعمدة الرئيسية في إعادة إحياء التنظيم بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر.
وفي فبراير/ شباط 1987 وحتى استقالته في ديسمبر/ كانون الأول 2009، كان أبو الفتوح عضوا في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، وهو أعلى سلطة قيادية داخل التنظيم.
وكان أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب من مارس 2004 وحتى 2013، وعضوا مراقبا بمجلس وزراء الصحة العرب بصفته، مدير عام مستشفيات الجمعية الطبية الإسلامية حتى عام 2004.
وسبق أن اعتقل في عام 1981 في عهد الرئيس المصري أنور السادات ضمن اعتقالات سبتمبر/أيلول الشهيرة وذلك بسبب موقفه من معاهدة كامب ديفيد، ثم اعتقل مرة أخرى وحوكم في المحاكم العسكرية التي كان يحال إليها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين عندما كان يشغل منصب الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب عام 1996 وسجن لمدة خمس سنوات.
وسجن خمس سنوات أخرى في عهد الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك بسبب انتمائه للجماعة ونشاطاته السياسية، حصل خلال فترة سجنه على إجازة في الحقوق من جامعة القاهرة.
وبعد ثورة 25 يناير؛ قرر أبو الفتوح خوض انتخابات الرئاسة، لذا بدأ في تأسيس حزبه السياسي الذي خاض انتخابات 2012 باسمه، حزب "مصر القوية"، الذي جمع عددا كبيرا من شباب التيار الإسلامي إلى جانب شباب من اليسار والتيارات السياسية المختلفة، وحلّ رابعا بعد مرشح الإخوان محمد مرسي، وأحمد شفيق، وحمدين صباحي، حيث حصل على ما يصل إلى 4 ملايين صوت.