احتجاج آلاف الناشطين في ألمانيا ضد توسيع منجم فحم... والشرطة تقمعهم

15 يناير 2023
رفض النشطاء استخراج الفحم من المنطقة لتأثيره الضار على المناخ (مايكل بروبست/ أسوشييتد برس)
+ الخط -

أعلنت الشرطة الألمانية، اليوم الأحد، إخراج نشطاء مناخيين من قرية غربي البلاد كان من المقرر هدمها لإفساح المجال لتوسيع منجم فحم، باستثناء شخصين بقيا محاصرين داخل نفق.

بدأت عملية إجلاء نشطاء المناخ، الذين تدفقوا إلى موقع في قرية لويتسرات، صباح الأربعاء الماضي وتقدمت بشكل مطرد خلال الأيام التالية.

وأعلنت الشرطة في وقت سابق، اليوم الأحد، إصابة نحو 70 من عناصرها بجروح في صدامات مع آلاف المحتجين، كما شُرع في إجراءات قانونية ضد نحو 150 شخصاً.

وشهد موقع أكبر منجم مفتوح في ألمانيا، الواقع قرب قرية لوتسيرات في غرب البلاد، مواجهات بين الشرطة ومدافعين عن البيئة، بقيادة رمزية للناشطة السويدية غريتا تونبرغ، رفضا لاستخراج الفحم من المنطقة لتأثيره الضار على المناخ.

وأفادت الحركة المنظمة للاحتجاج، أمس السبت، بوقوع عشرات الإصابات في صفوف النشطاء، بعضها خطير، لا سيما بسبب عض الكلاب وخراطيم المياه.

وقالت تونبرغ، خلال التظاهرة: "إنه أمر مخز أن تعقد الحكومة الألمانية اتفاقيات وتسويات مع شركات مثل آر دبليو إيه". وأضافت أمام المتظاهرين: "يجب أن يبقى فحم لوتسيرات في الأرض"، داعية إلى عدم التضحية بالمناخ "من أجل نمو قصير الأجل، وجشع الشركات".

وبدا مئات الأشخاص، مساء أمس السبت، مصممين على تحدي الأوامر القضائية لهم بمغادرة المكان، على الرغم من المطر والظلام الذي يحيط بالمنجم الواقع قرب قرية لوتسيرات.

وعلى هامش التظاهرة التي ضمت 15 ألف شخص، وفق الشرطة، ونحو 35 ألفاً وفق المنظمين، حاولت مجموعات من الناشطين الاقتراب من منطقة محظورة وخطرة، وفق ما قالت الشرطة.

وكتبت الشرطة على "تويتر": "كُسرت حواجز الشرطة. نقول للناس أمام لوتسيرات: اخرجوا من هذه المنطقة فوراً!".

وأكد متحدث باسم الشرطة لوكالة "فرانس برس"، في وقت مبكر من مساء السبت، أن "الشرطة اضطرت إلى استخدام خراطيم المياه، وما زالت تحاول منع المتظاهرين من الوصول، وهم يتصرفون بـ"عنف".

الصورة
الأمن يسير بجوار محتجين ضد توسيع منجم فحم في ألمانيا (مايكل بروبست/أسوشييت برس)
الأمن يحاول منع وصول المتظاهرين لموقع المنجم (مايكل بروبست/أسوشييتد برس)

وأظهرت صور بثها التلفزيون عناصر من الشرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب وخوذات ودروعا، واقفين على أطراف حفرة تبلغ عشرات الأمتار، في مواجهة حشد من المتظاهرين.

وكان عدد سكان قرية لوتسيرات، الواقعة في ولاية شمال الراين فستفاليا، يبلغ قرابة مائة شخص، لكن الأهالي هجروها خلال السنوات الماضية، وسط غموض بشأن مخطط لإجلائهم من أجل توسيع منجم الفحم غارتسفايلر المجاور.

الصورة
الأمن يسير بجوار محتجين ضد توسيع منجم فحم في ألمانيا (مايكل بروبست/أسوشييت برس)
مجموعات مدافعة عن البيئة أملت أن تنجو لوتسيرات من أعمال الحفر (مايكل بروبست/أسوشييتد برس)

ومنذ أن غادر آخر سكانها، وهو مزارع، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، تدفق على القرية نحو ألف ناشط سعيا للحؤول دون أن تتحول منجما للفحم، وتعهد المتظاهرون بأن يكون دفاعهم عن الموقع "بلا حدود".

وكانت مجموعات مدافعة عن البيئة أملت أن تنجو لوتسيرات من أعمال الحفر، بعد تولي حكومة المستشار أولاف شولتز بمشاركة حزب الخضر مهامها في ديسمبر/ كانون الأول 2021، ووعدها بالتخلي تدريجياً عن استخدام الفحم.

لكن الحرب الروسية في أوكرانيا تسببت في أزمة طاقة أجبرت برلين على إعادة تشغيل منشآت الفحم لتلبية الطلب على الطاقة في ألمانيا.

وفي إطار بحثها عن مصادر للطاقة على وقع خفض روسيا إمداداتها، منحت حكومة شولتز إذنا لشركة آر دبليو إيه لتوسيع المنجم المجاور للوتسيرات.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون