آلاف النازحين أصبحوا بلا مأوى في مخيمات الشمال السوري بسبب العواصف

03 مارس 2022
تضرر أكثر من 58 مخيماً للنازحين في شمال سورية (العربي الجديد)
+ الخط -

قال فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيانٍ له مساء الخميس، إن العواصف الهوائية والمطرية سببت أضراراً في أكثر من 58 مخيماً ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية، موضحاً أن "عمليات إحصاء الأضرار في المخيمات لا تزال مستمرة".

وأكد الفريق أن "عمليات حصر الأضرار شملت مخيمات مناطق الشيخ بحر، وكفر يحمول، وزردنا، وحربنوش، وأطمة، ودركوش، وباريشا، وعدوان، شمال غربي محافظة إدلب، ومخيمات ريف حلب الشمالي، وبعض مخيمات أطمة، وصلوة، وقاح على الحدود السورية - التركية".

وأشار الفريق إلى أن فرقه العاملة على الأرض سجلت "انهيار أكثر من 113 خيمة بشكل كامل، وتضرر 322 خيمة أخرى بشكلٍ جزئي"، لافتاً إلى أن "عدد الأفراد المتضررين من العواصف الأخيرة، خلال 24 ساعة، بلغ أكثر من 7,811 نسمة"، لافتاً إلى أن "أكثر من 2,883 نسمة أصبحوا من دون مأوى نتيجة دمار الخيم الخاصة بهم".

وأوضح الفريق أن "صعوبات كبيرة تواجه فرق "منسقو استجابة سورية" في عمليات إحصاء الأضرار، كما في كل مرة، نتيجة تداخل الأضرار السابقة مع الأضرار الحالية وتحول العديد من الخيم ذات الضرر الجزئي إلى ضرر كامل".

وشدد "منسقو الاستجابة" على أن "أكثر من مليون ونصف مليون مدني مقيمين في المخيمات أصبحوا عاجزين عن تأمين أدنى احتياجاتهم اليومية"، مضيفاً أن ذلك يأتي بالتزامن "مع ارتفاع كبير ومستمر في أسعار مواد التدفئة وانتهاء العمر الافتراضي لأكثر من 90% من مخيمات الشمال السوري"، مُشيراً إلى أن هذا الأمر "يزيد من حجم الكوارث والأضرار الناجمة عن العوامل الطبيعية في المنطقة، إضافة إلى عجز واضح وفجوات كبيرة بين احتياجات النازحين وعمليات الاستجابة الإنسانية المقدمة من قبل المنظمات الإنسانية".

واعتبر الفريق أن "بقاء مئات الآلاف من المدنيين في مخيمات لا يمكن تشبيهها إلا بالعراء والأماكن المفتوحة، في انتظار حلول إنسانية أو سياسية ترضي النظام السوري وروسيا، أصبحت غير مقبولة"، مؤكداً أنه "لا بديل عنها إلا عودة النازحين والمهجرين قسراً إلى مدنهم وقراهم من جديد".

وحث الفريق "المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية على العمل على تخفيف معاناة النازحين والعمل على إيقافها من خلال زيادة وتيرة العمليات الإنسانية في المنطقة، والعمل على إيجاد حلول جذرية تنهي تلك المعاناة الممتدة منذ أكثر من 11 عاماً وحتى الآن".

من جهته، قال حسن عبد اللطيف، وهو مدير مخيم "الليث" الواقع شمالي محافظة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "70 خيمة تضررت بشكلٍ كامل خلال الـ24 ساعة الفائتة، من أصل 200 خيمة داخل مخيم الليث شمالي محافظة إدلب"، مضيفاً أن "40 خيمة داخل المخيم تضررت بشكلٍ جزئي"، مُشيراً إلى أن "الخيام التي تضررت بشكلٍ كامل وبشكلٍ جزئي بحاجة إلى استبدال في أسرع وقت ممكن".

وأوضح عبد اللطيف أن "المخيم يضم 120 عائلة، بين أفرادها 300 طفل، غالبيتهم نازحون من ريف حلب الجنوبي، وريف إدلب الشرقي، وريف حماة الشرقي، جُلهم نزحوا خلال الحملتين العسكريتين الأخيرتين على منطقة خفض التصعيد الرابعة في منطقة إدلب".

ولفت مدير المخيم إلى أن "عائلات المخيم لم تتسلم أي سلة غذائية منذ أكثر من شهرين"، موضحاً أن "الخيام المُشيدة منذ سنتين لم تُستبدل حتى الآن من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، حيث إن غالبية الخيام من نوع سفينة".

وأكد عبد اللطيف أن "المخيم شهد خلال الساعات القليلة الماضية حركة نزوح داخلية للعائلات بسبب تضرر عدد كبير من الخيام"، مؤكداً أن "بعض الخيام داخل المخيم أصبح يقطنها نحو 15 شخصاً بسبب اهتراء الخيام".

إلى ذلك، أكد محمد الحسن، وهو نازح من قرى ريف مدينة معرة النعمان الشرقي إلى مخيم صلوة بريف إدلب الشمالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "خيمة من الطوب انهارت على سكانها في مخيم الأرض الطيبة الواقع ضمن منطقة صلوة شمالي محافظة إدلب"، موضحاً أن "العائلة نجت من الانهيار دون وقوع إصابات، واقتصرت الأضرار على الماديات".

وأشار الحسن إلى أن "وضع النازحين ضمن المخيمات أصبح سيئ جداً"، معتبراً أن "ضعف الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات يزداد يوماً بعد يوم، والوضع المعيشي لغالبية النازحين تحت حد الفقر".

وتابع الحسن "أنا عامل بناء، وخلال فصل الشتاء لم أعمل سوى أسبوعين أو ثلاثة وعلى فترات متقطعة، بسبب الهطولات المطرية والرياح الشديدة، وكنت أتقاضى أجراً يومياً 30 ليرة تركية، وهي غير كافية أبداً لتسديد نفقات العائلة من خبز، وماء، وخضار وغيرها"، وأردف "لدي ثلاثة أطفال وهم بحاجة إلى حفاضات، وحليب، وطعام، وغذاء، ودواء، وقلة فرص العمل في المنطقة سوف تتسبب بكارثة إنسانية على المدى القريب".
بدورها، أكدت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) أن "رياحاً شديدة وأمطاراً غزيرة تشهدها مناطق شمال غربي سوريا منذ صباح اليوم الخميس، في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشها النازحون مع انخفاض درجات الحرارة وتردي الأوضاع المعيشية وضعف الاستجابة الإنسانية"، مُشيرةً إلى أن "العاصفة أدت إلى تضرر عشرات الخيام. فرقنا تساعد المدنيين بنصب خيامهم التي اقتلعتها الرياح، وتفتح قنوات لتصريف مياه الأمطار".

المساهمون