آشوريو سورية يحتفلون بعيد "أكيتو" رمز الخصب والفرح

آشوريو سورية يحتفلون بعيد "أكيتو" رمز الخصب والفرح

01 ابريل 2023
عيد "أكيتو" هو أقدم عيد عرفته حضارات الشرق الأدنى (العربي الجديد)
+ الخط -

يحتفل الآشوريون والسريان، اليوم السبت، بعيد "أكيتو" في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، الذي يصادف الأول من إبريل/ نيسان من كلّ عام، وهذا العيد يعتبر ذا مكانة خاصة لديهم، يرمز لتجديد دورة الحياة في الطبيعة والاعتدال الربيعي، حيث ارتبط العيد بحضارات اتصلت بالطبيعة واعتمدت على الزراعة.

بشير سعدي المطلع على الحضارية الآشورية قال لـ"العربي الجديد" إنّ عيد "أكيتو" عيد رأس السنة البابلية الآشوريّة، هو العيد القومي للشعب الكلداني السرياني الآشوري، كانت البداية قبل 6773 عاما في مدينة أور، ومن ثم في بابل وآشور وسائر ما بين النهرين، مضيفاً: "حيث اكتشف الأجداد الكتابة وأولى الأبجديات ومنظومة تقويم الزمن، حيث بناء أقدم المدنيات والحضارات، والخوض في غمار مغامرة العقل الأولى في البحث عن سر الحياة والكون، وسؤال ثنائية الموت والخلود".

الصورة
آشوريو سورية يحتفلون بعيد "أكيتو" رمز الخصب والفرح (العربي الجديد)

كانت الاحتفالات بعيد "أكيتو" تبدأ يوم الاعتدال الربيعي في 21 مارس/ آذار، وتستمر لمدة 12 يوماً تختتم في الأول من إبريل/ نيسان، بحسب سعدي مضيفاً: "وتجري خلال هذه الأيام مراسيم طقوسية تتمثل فيها أسطورة الخلق (إينوما إيليش)، وحادثة اختفاء الإله مردوخ، ومن ثم إنقاذه من قبل ابنه الإله نابو إله مدينة بورسيبا، ومراسيم رائعة لمثول الملك أمام الكاهن الأكبر في المعبد المقدس (الإيساجيلا) في بابل بهدف تجديد وتكريس ولايته لسنة جديدة بعد أن يتعهد ويعد أمام الحشود من شعبه بمواصلة خدمته ومواصلة الحكم بعدل ومساواة. ليختم الاحتفال بمراسم الزواج المقدس بين الملك والكاهنة الكبرى بالمعبد كإشارة رمزية لبدء وانبعاث الحياة في الطبيعة في دورة حياة جديدة".

الصورة
آشوريو سورية يحتفلون بعيد "أكيتو" رمز الخصب والفرح (العربي الجديد)

وتابع سعدي: "رغم حالة الألم والمأساة وعدم الاستقرار التي تعم البلاد، ورغم مشاعر اليأس والإحباط التي تسود شعوبنا الجريحة، فنحن محكومون بالأمل بانبعاث مستقبل جديد يسوده الأمن والسلام، ينال فيه شعبنا ومعه كل الشعوب المظلومة حقوقها المشروعة في الوجود والحرية، عسى أن يكون "أكيتو" القادم و"نوروز" القادم أعياداً وطنية في سورية جديدة حرة ديمقراطية وطناً نهائياً لكل أبنائها. وكل أكيتو وكل أبناء البشرية بألف خير".

يشارك أوروم السرياني مسؤول الشبيبة السريانية في الاحتفالات التي تجري اليوم بقرية كري شامو القريبة من مدينة القامشلي، التي تنظّم بمناسبة عيد "أكيتو" ويقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأهل والمغتربين في الخارج يأتون كل عام للاجتماع في هذا العيد، يكون هناك تحضيرات تسبقه وفرق شبابية ومسرحية تحضّر لأعمال تعرض في هذا العيد، في كلّ عام نجّهز عروضاً فلكلورية ومسرحيات، هذا يوم قومي وتاريخي نحييه من زمن الأجداد".

الصورة
آشوريو سورية يحتفلون بعيد "أكيتو" رمز الخصب والفرح (العربي الجديد)

يتابع: "منذ  البارحة أحضرنا الخيمة، نحن الشباب نخيم فيها حتى الصباح لنجد مكاناً بسبب الازدحام. يجتمع الجميع صباحاً ونبدأ بإعداد الطعام مع الأهل والأقارب، العيد فرصة للاجتماع بين الأصحاب والأهالي".

ويوضح مدير مكتب العلاقات في المنظمة الآشورية غابرييل موشيه، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ عيد "أكيتو يعتبر أقدم عيد في الإنسانية ويرمز للتجديد والخصب وعلاقته بالطبيعة"، مضيفاً: "في وقتنا الحاضر اكتسب معاني القومية عند السريان الآشوريين الذين يتطلعون من خلاله للحرية والانعتاق وضمان حقوقهم المشروعة دستورياً أسوة بالعرب والكرد وغيرهم من المكونات في سورية".

وتابع: "الناس حضّروا أنفسهم ولبسوا لباس الفلكلور الذي يميّز العيد وقدمت الفرق عروضاً عن محطات من تاريخ سورية، وجرت 3 احتفالات اليوم وهناك احتفالات عديدة في العراق بدهوك وعدة دول حول العالم، هذا العيد يحتفل فيه السريان الآشوريون في كل مكان".

وعيد "أكيتو" هو أقدم عيد عرفته حضارات الشرق الأدنى، استخدمه الأكاديون والعموريون والكلدان والسريان والآشوريون في سورية والعراق منذ آلاف السنين قبل الميلاد، تقدر بنحو 6773 سنة، وحافظت الطوائف المسيحية في سورية على إقامته والاحتفال به على مدار 12 يوماً من كل سنة، مع بدء رأس السنة الآشورية والبابلية في إبريل/ نيسان من كل عام.

وارتبط الاحتفال بعيد "أكيتو" بالعلاقة بين آلهة القمر "نانا" وآلهة الشمس "أوتو" لدى الآشوريين وحضارات بلاد ما بين النهرين، وتختلف الروايات التاريخية بخصوص هذا العيد.

المساهمون