"لغات الإشارة توحّدنا".. اليوم وفي كل يوم

23 سبتمبر 2022
تُقدَّر لغات الإشارة بأكثر من 300 لغة محلية حول العالم (أديتيا إيراوان/ Getty)
+ الخط -

ثمّة مناسبات عديدة تُقام على الصعيد المحلي كما العالمي للإضاءة على لغات مهدّدة بالاندثار، لا سيّما تلك الأصليّة أو اللغات الأمّ، وعلى أخرى تعاني بطريقة أو بأخرى في ظلّ العولمة وهيمنة بضع لغات. إلى جانب تلك اللغات المنطوقة، ثمّة أخرى تبقى مُهمَلة، إذ إنّها تعني فئات معيّنة بحدّ ذاتها، من قبيل الصمّ أو البكم أو المكفوفين.

لكلّ من تلك الفئات لغته أو لغاته الخاصة، من قبيل لغات الإشارة التي تُقدَّر بأكثر من 300 لغة، والتي تعني نحو 70 مليون أصمّ موزّعين في كلّ أنحاء العالم. وبحسب ما تفيد بيانات الاتحاد العالمي للصمّ، فإن 80 في المائة من هؤلاء الصمّ يعيشون في البلدان النامية.

وفي الثالث والعشرين من سبتمبر/ أيلول من كلّ عام، تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للغات الإشارة، وقد وصفته بأنّه "فرصة فريدة لدعم وحماية الهوية اللغوية والتنوّع الثقافي لجميع الصمّ ومستخدمي لغة الإشارة الآخرين".

وهذا العام، يأتي الاحتفال تحت عنوان "لغات الإشارة توحّدنا"، إذ إنّ مجتمعات الصمّ والحكومات ومنظمات المجتمع المدني تعمل، بحسب القائمين على هذا اليوم العالمي، على الحفاظ على "جهودها الجماعية في رعاية وتعزيز والاعتراف بلغات الإشارة الوطنية كجزء من المشاهد الطبيعية اللغوية النابضة بالحياة والمتنوّعة في بلدانها".

وتُعَدّ لغات الإشارة، بحسب القائمين على يومها العالمي "لغات طبيعية مكتملة الملامح"، على الرغم من أنّها تختلف "هيكلياً" عن اللغات المنطوقة التي تتعايش معها جنباً إلى جنب. كذلك، ثمّة لغة إشارة عالمية تُستخدَم في المناسبات الدولية التي يُشارك فيها الصمّ وفي أثناء تنقّلاتهم وأسفارهم وممارسة أنشطتهم الاجتماعية. وهذه اللغة تأتي كشكل مبسّط للغات الإشارة، مع معجم محدود، من دون أن تكون "معقّدة" مثل لغات الإشارة الطبيعية.

وتُقرّ "اتفاقية إتاحة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة" بلغات الإشارة، وتدعو إلى تعزيز استخدامها، في حين أنّها تساوي ما بينها وبين اللغات المنطوقة، وتُلزم الدول الأطراف بتسهيل تعليم لغة الإشارة، وتعزيز هوية الصمّ اللغوية.

وعندما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثالث والعشرين من سبتمبر يوماً عالمياً للغات الإشارة، أرادت من خلاله إذكاء الوعي بأهميتها في "الإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصمّ". وقد شدّد قرار الجمعية على ضرورة الاستفادة المبكرة منها ومن الخدمات المقدّمة بها، بما في ذلك التعليم الذي يُعَدّ "أمراً حيوياً لنموّ الصمّ ونمائهم ومطلباً بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الإنمائية المتّفق عليها دولياً".

تجدر الإشارة إلى أنّه في الثالث والعشرين من سبتمبر من عام 1951، أُنشئ الاتحاد العالمي للصمّ، لذا اختير هذا اليوم للاحتفاء عالمياً وسنوياً بلغات الإشارة، ابتداءً من عام 2018. ويضمّ الاتحاد 135 جمعية وطنية للصمّ تمثّل في مجموعها 70 مليون أصمّ في العالم.

وبمناسبة هذا اليوم، طُلب من قادة العالم، سواء أكانوا رؤساء بلاد أو رؤساء وزراء أو مسؤولين حكوميين آخرين، أو أعضاء برلمانات أو أعضاء مجالس بلدية، التوقيع على شعار هذا العام "لغات الإشارة توحّدنا" بلغة الإشارة الوطنية. وقد عُدّ هذا الأمر "تحدياً".

إلى جانب ذلك، دعا الاتحاد العالمي للصم القائمين على المعالم العامة والمباني الرسمية وما إليها إلى إنارة أضواء زرقاء، اليوم الجمعة، في إعادة للتأكيد على الالتزامات المشتركة بدعم لغات الإشارة الوطنية، وإظهار التضامن مع مجتمعات الصمّ العالمية.

المساهمون