سُمح للفتيان فقط بالعودة إلى المدارس الإعدادية والثانوية في أفغانستان، السبت، بعد يوم واحد من نقل حركة طالبان مقر وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" إلى المبنى الذي كان يضم في السابق وزارة شؤون المرأة، وأخرجت موظفي البنك الدولي منه.
وبعد عشرة أيام من إعادة فتح الجامعات الخاصة في البلاد، أعلنت الوزارة المعنية بالتعليم أن "جميع المعلمين الذكور والطلبة الذكور" سيعودون إلى مدارسهم دون أي ذكر للمعلمات، أو لفتيات المدارس الإعدادية والثانوية.
وأمس الجمعة، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة "يونيسف" الأممية، هنرييتا فور، إن "اليونيسف ترحب بإعادة فتح المدارس الثانوية في أفغانستان، لكنها تؤكد أنه لا ينبغي استبعاد الفتيات" من العملية التعليمية، وأكدت في بيان "ضرورة أن تتمكن جميع الفتيات والنساء، بمن فيهن الأكبر سناً، من استئناف تعليمهن دون مزيد من التأخير، وأن تتمكن المعلمات أيضاً من مواصلة التدريس".
وفي غضون عشرين عاماً، تضاعف عدد المدارس ثلاث مرات، وزاد عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس من مليون إلى 9.5 ملايين، وفقاً لـ"يونيسف".
في كابول، رُفعت لافتة جديدة خارج وزارة شؤون المرأة، تعلن أنها أصبحت "وزارة الدعوة والإرشاد ودعوة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". في فترة حكمها الأولى في التسعينيات، حرمت طالبان الفتيات والنساء الحق في التعليم، ومنعتهن من الحياة العامة.
وقال عضو برنامج التمكين الاقتصادي للمرأة والتنمية الريفية التابع للبنك الدولي، شريف أختار، الذي كان من بين أولئك الذين عُزلوا، إن موظفي البرنامج الذي تبلغ تكلفته 100 مليون دولار، والذي كان خارج نطاق وزارة شؤون المرأة، أُخرِجوا من الموقع.
في غضون ذلك، طلبت وزارة التعليم من الأولاد من صفوف السابع إلى الثاني عشر العودة إلى المدرسة، السبت، مع معلميهم، لكن لم يرد ذكر للفتيات في تلك الصفوف. في السابق، قال وزير التعليم العالي في طالبان، إن الفتيات سيحصلن على فرص متساوية في الحصول على التعليم، وإن كان ذلك في بيئات تفصل بين الجنسين.
وقالت رئيسة شبكة النساء الأفغانيات، مابوبا سوراج، إنها اندهشت من موجة الأوامر التي أصدرتها الحكومة التي تديرها طالبان، والتي تقيد النساء والفتيات، وأضافت: "لقد أصبح الأمر مزعجاً. هل هذه هي المرحلة التي ستُنسى فيها الفتيات؟ أعلم أنهم لا يؤمنون بإعطاء التفسيرات، لكن التفسيرات مهمة للغاية".
تكهن سوراج بأن التصريحات المتناقضة قد تعكس انقسامات داخل طالبان في سعيهم لتوطيد سلطتهم، مع خسارة الأكثر براغماتية داخل الحركة للمتشددين بينهم، على الأقل في الوقت الحالي.
وغالباً ما تعكس تصريحات قيادة طالبان الرغبة في التعامل مع العالم، وفتح الأماكن العامة للنساء والفتيات، وحماية الأقليات في أفغانستان. لكن أوامر المسؤولين على الأرض متناقضة.
قالت سوراج، وهي أميركية أفغانية عادت إلى أفغانستان في عام 2003 لتعزيز حقوق المرأة وتعليمها، إن العديد من الناشطات غادرن البلاد، وإنها بقيت في محاولة للتواصل مع طالبان لإيجاد حل وسط، لكن حتى الآن لم تتمكن من جعل قيادة الحركة تلتقي النشطاء الذين بقوا في البلاد للتحدث مع النساء حول الطريق إلى الأمام، وأكدت أنه "يجب أن نتحدث. علينا إيجاد حل وسط".
وقال مسؤول في المطار إن رحلة دولية تابعة لشركة الطيران الوطنية الباكستانية غادرت، السبت، مطار كابول، وعلى متنها 322 راكباً، وغادرت رحلة تابعة لشركة "ماهان إير" الإيرانية وعلى متنها 187 راكباً.
كانت الرحلات الدولية هي الأحدث التي تغادر مطار كابول، حيث عملت فرق فنية من قطر وتركيا على رفع مستوى المطار إلى مستوى الطائرات التجارية الدولية.
ونقلت طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية، الجمعة، عدداً أكبر من الأميركيين من أفغانستان، وفقاً لمبعوث السلام لواشنطن، وهو ثالث جسر جوي من نوعه لشركة الطيران الأوسطية منذ استيلاء طالبان على السلطة، والانسحاب المهرول للقوات الأميركية من البلاد.
وتواجه حركة طالبان مشاكل اقتصادية وأمنية كبيرة في أثناء محاولتها الحكم، وسيؤدي التحدي المتزايد من قبل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية إلى زيادة استنزاف مواردها.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)