أقرّت "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سورية، اعتماد المناهج الخاصة بها في مدارس مدينة منبج بريف محافظة حلب الشرقي، فيما قوبل هذا القرار بالرفض من أهالي المدينة ورجال تعليم.
وبرّرت لجنة التربية والتعليم في منبج وريفها، قرارها الصادر في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري، بـ" كسر نمطية التدريس المتمثلة في الحفظ والاستذكار".
ووفق بيان الإدارة الذاتية، لفتت كوثر دكو في الرئاسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم إلى "أنَّ تفعيل منهاج الإدارة الذاتية يكسر نمطية التدريس المتمثلة في الحفظ والاستذكار".
وأضافت دكو أن تدريس المناهج خطوة جديدة في توحيد مناهج الإدارة الذاتية، وقالت: "هذه الخطوة ستوحّد النظام التعليمي والعمل الإداري التربوي على مستوى شمال وشرق سورية".
ولم يحدّد القرار الوقت الذي سيتم اعتماد مناهج "الإدارة الذاتية" فيه ضمن مدارس المدينة وريفها، ويرجّح اعتماده في بداية العام الدراسي المقبل 2022-2023، حتى يتسنى إلغاء مناهج وزارة التربية التابعة للنظام السوري، التي لا تزال معتمدة إلى الوقت الحالي في مدارس المنطقة، التي تعاني في الأصل من إهمال وسوء في الخدمات، ومنها عدم جاهزية البنى التحتية لهذه المدارس وافتقارها للصيانة والترميم، مع وجود مشاكل في التدفئة والإنارة خلال فصل الشتاء.
المدرس محمد أبو غانم، أوضح لـ"العربي الجديد" أن القرار قوبل بالرفض من أهالي المدينة، كون الأمر أتى بطريقة الصدمة بالدرجة الأولى، فهو ينسف المناهج الموجودة، بغض النظر عن مردوديتها. وفي الدرجة الثانية، هناك شكاوى من المناهج الصادرة عن الإدارة الذاتية في المناطق التي فرضت فيها سواء في الحسكة أو القامشلي.
وتابع المدرس: "خطوة وضع مناهج جديدة بحاجة لدراسات طويلة قد تدوم لعدة سنوات، وبحاجة لمختصين في مجال التربية، أيضا يجب أن يكون هناك مدرسون مختصون يدربون المعلمين على إعطاء هذه المناهج للطلاب وهذه الخطوات لم يتم إجراء أي منها، بمناهج الإدارة الذاتية. استبدال مناهج النظام بمناهج تساويها بالسوء ليس خطوة جيدة أيضا".
بدوره، قال الناشط حامد العلي عضو مكتب منبج الإعلامي لـ"العربي الجديد": "بالنسبة للمناهج المعتمدة سابقاً في منبج هي لـ "نظام الأسد"، وتتبع عشرات المدارس في المدينة وريفها لمديرية التربية في حلب التابعة للنظام السوري، وبقية المدارس تبعيتها لـ"قسد".
وأضاف العلي، أنّ "الإدارة الذاتية" عمدت إلى تغييب اللغة العربية في التدريس منذ وقت طويل بمنبج، وفرضت تدريس مادة (البيولوجيا)، كما تحاول تمرير مناهجها وإفساد الطلاب.
ويقدر عدد المدارس في منطقة منبج بنحو 190 مدرسة، وسيطرت قوات سورية الديمقراطية "قسد" عليها بعد معارك مع تنظيم "داعش" عام 2016.