"استهلك تونسي"... جمعيات أهلية تساعد الفقراء بمنتجات مصنعة محلياً

26 ابريل 2022
منطقة السوق المركزي بمدينة تونس في رمضان (ياسين غيدي/ الأناضول/ Getty)
+ الخط -

تقوم جمعيات مدنية في تونس بمساندة المنتج المحلي في مختلف النشاطات الاجتماعية التي تقوم بها لمساعدة المحتاجين، متبنية شعار "استهلك تونسي"، بهدف تحقيق استفادة مزدوجة من نشاطها الأهلي.

وتسعى الجمعيات الداعمة للمنتوج المصنع محلياً إلى نشر ثقافة التشجيع على الاستهلاك المحلي في كل تدخلاتها، معتبرة أن دعم هذه الصناعات يساعد على خلق الثروة وإيجاد فرص عمل تحد من حاجة الفئات الضعيفة إلى المساعدات الظرفية التي يقدمها لها المجتمع المدني.

وتعمل جمعية "كونسومي تونسي 619" (استهلك تونسي)، منظمة مدنية، على تشجيع كل المبادرات التي تساهم في تثمين الصناعات والمنتجات المحلية، ولا سيما تلك المنتجة من قبل مشاريع صغرى ومستثمرين شباب.

وتؤكد رئيسة الجمعية هدى نصري التمسك بمبدأ دعم المنتج التونسي والتعريف به في كل التدخلات الميدانية والتحركات التي تقوم بها الجمعية، مشيرة إلى أن "استهلك تونسي" هي عقلية شاملة تقوم على إبراز خصائص المنتجات المصنعة محلياً وإعطائها الأولية في سوق الاستهلاك.

وأفادت نصري في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "الجمعية تؤمن تدخلات لفائدة الأسر الضعيفة على امتداد السنة، ومنها المساعدات الغذائية واللباس في الأعياد والعودة المدرسية، إلى جانب إنشاء مشاريع صغرى لمساعدة النساء على التمكين الاقتصادي وإنتاج ما هو تونسي"، بحسب قولها.

وتعتبر نصري أن "العمل المدني ونشاط الجمعيات الأهلية لا يجب أن يقتصر على الجانب الاجتماعي في تقديم المساعدات والتدخل لفائدة الفئات الضعيفة"، مشددة على "أهمية وضع أهداف لعمل الجمعيات لفائدة الاقتصاد وخلق الثروة التي تحد من الفقر وتخلق فرص العمل".

وأفادت في سياق متصل بأن شعار "استهلك تونسي" الذي تجسده الجمعية في مجمل المساعدات العينية، التي تقدم للفئات الضعيفة، يجد صداه لدى المتبرعين ومتلقي المساعدات أيضاً.

وأفادت أن الجمعية ستقدم ملابس بمناسبة عيد الفطر لفائدة أطفال من الأسر محدودة الدخل من مصانع تونس ونسيج محلي، وهي منتجات تعتبرها هدى ذات جودة عالية قد لا تتوفر في المنتجات الموردة، وأضافت "تدخلاتنا الاجتماعية تعتمد حصرياً على المنتج التونسي وعلامات محلية تصنع بأيادي تونسيين".

وترى أن قبول الفكرة وتطبقها يخلق سلسلة تفاعلية تترجم في السلوك الاستهلاكي لدى المتدخلين ومتابعي الجمعية الذين يقارب عددهم على صفحتها الخاصة أكثر من نصف مليون تونسي .

وترفق الجمعية شعارها بالرمز الدولي للصناعة التونسية الـ619 من أجل مساعدة المستهلكين على التمييز بين المنتجات التي تعرض في السوق المحلية وتعميق الوعي الاستهلاكي بمختلف أبعاده ووظائفه الحيوية خدمة للاقتصاد الوطني وقضايا الاستهلاك.

وكان "استهلك تونسي" شعاراً لحملة حكومية قادتها حكومة يوسف الشاهد، عام 2019، بغاية تشجيع استهلاك المنتجات الصناعية والزراعية والخدمية التونسية بهدف إنقاذ الاقتصاد المحلي من التدهور والحد من نزيف العملة الصعبة التي تخصص للتوريد.

المساهمون