تتواصل في مُخيّم الهول الواقع تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سورية، فعاليات حملة "أنتِ السلام" التي أطلقتها منظمة "شمس للتأهيل والتنمية" (غير ربحية)، لدعم النساء وحمايتهن من كافة أشكال العنف.
وتهدف هذه الحملة التي انطلقت الخميس الماضي (اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة)، وتنتهي في العاشر من ديسمبر/كانون الأول القادم الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسانية، إلى توعية النساء بكيفية مناهضة العنف الواقع عليهن، وسبل دمجهن في المجتمع.
تشمل الحملة جلسات دعم نفسي وورشات لمناقشة قضايا تهمّ المرأة في مخيم الهول، وعرض أفلام في هذا السياق
وأطلقت المنظمة الإنسانية المستقلة "شمس للتأهيل والتنمية"، التي تعمل من خلال تنسيق الجهود وتوحيد القدرات لتحسين ظروف الحياة للمرأة والطفل، عبر حملتها عدة نشاطات وورشات، سيتخللها، جلسات دعم نفسي وورشات لمناقشة قضايا تهمّ المرأة في مخيم الهول، وعرض أفلام في هذا السياق، إضافة إلى إجراء استبيانات ترصد آراء المشاركات ببعض القضايا المتعلقة بحرية النساء، ودرجة نيلهن للحقوق.
ودشنت الحملة بمحاضرة بعنوان "دائرة الحياة" في مقر المنظمة بمخيم الهول في ريف الحسكة، وشاركت فيها 25 امرأة من الجنسيتين السورية والعراقية.
وقالت أسماء البكر وهي إحدى المشاركات في الفعالية لـ"العربي الجديد": هناك عنف واضح يمارس في مجتمعاتنا على المرأة، ونرى ذلك من خلال تزويج القاصرات والعنف المنزلي من قبل الزوج وأحياناً من أقاربه، إضافة إلى الحرمان من التعليم وغيره من الحقوق.
أما عائشة الحميد، وهي أمّ لثلاثة أطفال فتقول لـ"العربي الجديد": فقدت زوجي أثناء الحرب نتيجة قصف جوي، ما اضطرني للعمل على إعالة أطفالي، لكن بسبب ما واجهت من مصاعب لجأت إلى المخيم، لكنني تأذيت نفسياً، وتدخّل بعض المنظمات هو ما ساعدني على الاستمرار إلى اليوم.
وأضافت، أنها حاولت تعلّم بعض المهن وطرق الاعتماد على الذات من خلال مشاريع صغيرة، لكنها في الوقت نفسه باتت تتوق لليوم الذي تستطيع فيه الخروج من المخيم والعودة إلى بلدتها في ريف محافظة دير الزور.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قد أصدرت تقريرها السنوي العاشر عن الانتهاكات بحق الإناث في سورية بمناسبة يوم مناهضة العنف ضد المرأة، وجاء فيه أنَ ما لا يقل عن 28618 أنثى قد قتلن في سورية منذ مارس/آذار 2011، 93 منهن بسبب التعذيب، و10628 ما زلن قيد الاعتقال، إضافة إلى 11523 حادثة عنف جنسي استهدفت الإناث، مشيراً إلى أن غالبية الانتهاكات كانت على يد النظام السوري.
وقال التقرير إن المرأة "لعبت دوراً محورياً في الحراك الشعبي الذي انطلق في مارس/آذار 2011، والذي تحوّل بعد قرابة عام إلى نزاع مسلح، وتعرضت في كثير من الأحيان للانتهاكات نظراً لدورها ونشاطها في مختلف المجالات في المظاهرات والأنشطة السياسية والإنسانية والإعلامية والحقوقية"، ولفت إلى أن الانتهاكات المتوالية لحقوق المرأة في سورية جعلت المرأة "غاية في الهشاشة والضعف، وفقدت مختلف أشكال الحماية القانونية والحقوقية".
- يعتبر مخيم الهول، الواقع شرقيّ محافظة الحسكة، أكبر المخيمات وأكثرها سوءاً داخل الأراضي السورية.
- يشكل اللاجئون العراقيون العدد الأكبر من قاطنيه، حيث يتجاوز عددهم 30 ألفاً، من أصل نحو 62 ألفاً.
- غالبية المقيمين في المخيم من النساء والأطفال، بينهم كذلك نازحون سوريون وعوائل عناصر تنظيم "داعش" الأجانب.
وتتهم "قسد" مسلحين من تنظيم "داعش" بتنفيذ عمليات القتل داخل المخيم، بهدف الترهيب، بينما تواجه من جانب ناشطين اتهامات بإهمال متعمد لضبط الوضع الأمني بالمخيم، في ظروف إنسانية كارثية.