"وول ستريت جورنال": واشنطن تشن حملة خفية ضد عودة "داعش" في سورية

12 اغسطس 2024
دورية أميركية قرب مركز لإعادة تأهيل أطفال "داعش" في الحسكة، 15 ديسمبر 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الولايات المتحدة تقود حملة سرية ضد "داعش" في سورية، مستغلة الانشغال بالحرب على غزة، لاحتواء التنظيم الذي يحشد قواته في صحراء البادية السورية.
- تنظيم "داعش" ضاعف هجماته في سورية والعراق هذا العام، مستهدفاً نقاط تفتيش أمنية وتفجير سيارات مفخخة، بينما تنفذ الطائرات الأميركية غارات جوية وتوفر مراقبة حية لقوات "قسد".
- التنظيم نفذ 153 هجوماً في أول 6 أشهر من هذا العام، ويحاول تجنيد أفراد جدد، وسط مخاوف من أن أي انسحاب أميركي قد يؤدي إلى عودة نشاطه.

تقود الولايات المتحدة حملة "خفية" ضد إعادة تنظيم "داعش" ترميم نفسه في مناطق نائية في سورية مستغلاً حالة الانشغال الإقليمي والعالمي بالحرب على غزة وأخطار توسعها إلى حرب شاملة، إضافة إلى قضايا أخرى، وفقاً لما جاء في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وذكرت الصحيفة التي استندت إلى مقابلات مع ضباط أميركيين وآخرين من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وهي مليشيا تشكلت خلال الحرب السورية، ودعمتها واشنطن بالسلاح، أن "القوات الخاصة الأميركية تسعى جاهدة لاحتواء عودة داعش"، مضيفة "يحشد التنظيم قواته في صحراء البادية السورية، ويدرّب المجندين الشباب ليصبحوا مفجرين انتحاريين، ويوجه الهجمات على قوات التحالف ويستعد لإحياء حلمه في حكم الخلافة".

ووفقاً للصحيفة، فقد ضاعف التنظيم وتيرة هجماته في سورية والعراق هذا العام، باستهداف نقاط تفتيش أمنية، وتفجير سيارات مفخخة، والتخطيط لتحرير آلاف السجناء. وأضافت أن الطائرات الأميركية تنفذ غارات جوية وتوفر مراقبة حية لقوات "قسد" خلال مداهمة خلايا التنظيم، وفي بعض الحالات تقوم قوات نخبة أميركية بمهام وحدها لقتل كبار قادة التنظيم الإرهابي أو أسرهم، وكل ذلك يجري في حملة لم يتم إعلانها بصورة كبيرة.

ونقلت الصحيفة عن الجنرال روهيلات عفرين، القائدة المشاركة لقوات سورية الديمقراطية قولها: "كان هذا العام أسوأ عام منذ هزمنا "داعش"، مضيفة "بغض النظر عن مقدار ما تسحقهم، سيحاولون النهوض مرة أخرى". وذكّرت الصحيفة بالهجمات التي شنها التنظيم، ومن بينها التفجيرات المزدوجة في كرمان بإيران والهجوم على حفل في موسكو. لكنها قالت إن "تركيز الجماعة كان على المنطقة التي كانت تسيطر عليها في السابق".

لا تركيز على مواجهة "داعش"

عودة التنظيم إلى استعادة قواه، وتنفيذه 153 هجوماً في سورية والعراق خلال أول 6 أشهر من هذا العام، وكذلك محاولته تجنيد أفراد جدد في صفوفه من خلال عملية سرية داخل معسكرات احتجاز زوجات مقاتلي التنظيم وأطفالهم، لا تلقى "الاستجابة" المثالية من قبل التحالف الدولي، وفقاً للصحيفة التي عللت ذلك بالمفاوضات الدبلوماسية حول الدور الذي سيلعبه التحالف في المنطقة في الأشهر والسنوات المقبلة، وكذلك عامل الانتخابات الأميركية المقبلة.

ومن جانب آخر هناك حرب غزة التي صعدت من هجمات الفصائل المسلحة المدعومة من إيران على القواعد الأميركية والتي -وفقاً للصحيفة- أجبرت واشنطن على تعزيز نصف مواقعها في سورية وصرف الانتباه عن القتال ضد "داعش". وفي إحصائية نقلتها الصحيفة عن "قوات سورية الديمقراطية"، جرى أسر 233 مقاتلاً مشتبهاً بهم من "داعش" في 28 عملية في الأشهر السبعة الأولى من العام. ونفذت الطائرات الأميركية ثلاث ضربات على أهداف للتنظيم في سورية، وواحدة في العراق، حتى الآن هذا العام.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأشارت الصحيفة إلى مخاوف من أن أي انسحاب أميركي من سورية أو العراق قد يؤدي إلى عودة نشاط التنظيم. وفي هذا السياق، نقلت عن العميد علي الحسن، المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي "الأسايش" المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال شرق سورية قوله: "سنرى فوضى لم نشهدها من قبل. أي انسحاب من شأنه أن يسبّب تنشيطاً فورياً للخلايا النائمة".

وفي حين لا يزال حوالي 9000 مقاتل من التنظيم في السجون في جميع أنحاء شمال شرق سورية، قالت الصحيفة إن المجموعة لم تخف نيتها تحرير رفاقها حتى يتمكنوا من العودة إلى ساحة المعركة، مشيرة إلى أنهم حاولوا مرتين هذا العام الهروب من السجون، في إحداها حاول انتحاري اختراق بوابة سجن الرقة بواسطة عربة ثلاثية العجلات مليئة بالمتفجرات. إلى جانب ذلك، لفتت الصحيفة إلى عشرات الآلاف من عائلات التنظيم الذين يوجدون في مخيمات، من بينها مخيم الهول، قائلة إن التنظيم يحاول باستمرار تربية الأطفال على معتقداته، من أجل إيجاد جيل جديد من المقاتلين.

المساهمون