علم "العربي الجديد" من مصادر خاصة أن وفداً من حركة حماس سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تركيا، وسط توتر الأجواء بين الفصائل الفلسطينية على خلفية تصاعد الاعتقالات السياسية قبيل اجتماع الأمناء العامين المقرر انعقاده الأحد القادم.
وبحسب المصادر، التي طلبت عدم ذكر هويتها، فإن وفد حماس الذي يضم رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، سيصل اليوم إلى تركيا، التي يزورها عباس بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال مصدر إن ترتيب اللقاء جرى بمتابعة وتنسيق من الرئاسة التركية، وتواصل مباشر مع أمين سر مركزية حركة فتح، جبريل الرجوب، الذي تربطه علاقة جيدة بقيادة إقليم الضفة الغربية في حركة حماس.
إلى ذلك، أكدت مصادر من غزة لـ"العربي الجديد"، أن لقاءً ثلاثياً سيجمع أردوغان بعباس وهنية غداً الأربعاء.
ومن المقرّر أن يلتقي عباس وهنية، إضافة إلى وفدين من حركتي "حماس" و"فتح" الليلة، في لقاء يسبق لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية المقرّر في الثلاثين من هذا الشهر.
ولاحقاً، قال رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة "حماس" موسى أبو مرزوق، إن لقاءً سيجمع قيادة حركته مساء اليوم الثلاثاء، برئيس السلطة محمود عباس.
ونقلت وكالة "صفا" المحلية عن أبو مرزوق، تأكيده أن اللقاء الذي يُعقد في أنقرة جاء بناءً على اتصال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد به، وأخبره بأن رئيس السلطة يرغب في لقاء قيادة "حماس".
ولفت أبو مرزوق إلى أن اللقاء سيتناول رؤية حركته لإنجاح اجتماع الأمناء العامين، أملاً في إيجاد صيغة وطنية مشتركة تتوحّد فيها الجهود الفلسطينية، لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية من قبل العدو الإسرائيلي، والتفاهم على خريطة طريق للخروج أزماتنا الوطنية، وسبل توفير بيئة مؤاتية لإنجاحه.
وبحسب أبو مرزوق، فإن على رأس هذه الصيغة الوطنية وقف سياسة اعتقال المقاومين بالضفة الغربية، وضرورة الإفراج عنهم، "فهم الخط الأول في الدفاع عن شعبنا، ولا يمكن مواجهة الجرائم الإسرائيلية بحقنا في ظل اعتقال من يتصدى لهم".
ومن المرتقب أن تقدم "حماس" لعباس ورقة بأسماء المعتقلين السياسيين في الضفة، كما سيطرح اللقاء النقاط المشتركة التي ستُناقش في اجتماع الأمناء العامين الأحد القادم، بالإضافة إلى محاولة الاتفاق على رؤية وطنية مشتركة في مواجهة الحكومة الإسرائيلية وسياسة التوسع الاستيطاني.
وكانت "حماس" اجتمعت مع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت خلال اليومين الماضيين وفق بيانٍ للحركة، وجاء في البيان أن الهدف من اللقاءات "التشاور للاتفاق على مخرجات وطنية عملية للقاء القاهرة المرتقب".
ويأتي لقاء حركة حماس مع عباس قبل انعقاد اجتماع القاهرة المقرر في 30 يوليو/تموز الجاري، حيث يضم اللقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بحضور عباس وسط غيابٍ لحركة الجهاد الإسلامي التي أعلن أمينها العام، زياد النخالة، في تصريح مقتضب: "لن نذهب لاجتماع الأمناء العامين قبل الإفراج عن إخواننا المجاهدين في سجون السلطة".
وكان آخر لقاءٍ جمع حركة حماس بالرئيس الفلسطيني عُقد في يوليو/تموز 2022 في الجزائر بمبادرة من الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، حيث قالت حركة حماس حينها "إن اللقاء أخوي على هامش احتفالات ذكرى استقلال الجزائر"، وآخر لقاء رسمي بين حماس وعباس عُقد في أغسطس/آب 2017 بمقر المقاطعة برام الله وسط الضفة الغربية.