قتلى وجرحى باشتباكات في بادية السويداء.. خلاف على المخدرات؟

31 مارس 2023
ادعت مصادر النظام السوري أن الاشتباكات كانت ضد عناصر من "داعش" (Getty)
+ الخط -

نشبت اشتباكات عنيفة بالقرب من الحدود الأردنية السورية، ليل أمس الخميس، في منطقة تدعى جليغم تتبع لبادية السويداء، بين مجموعات مسلحة قريبة من المخافر الحدودية التابعة لقوات النظام السوري، أدت لسقوط قتلى بين الأطراف المختلفة.

معلومات "العربي الجديد" أكدت أن الاشتباكات وقعت بعد الساعة الثانية عشرة من ليل الخميس/ الجمعة، في منطقة جليغم الحدودية، قرب منطقة الحماد المحاذية للحدود الأردنية من جهة السويداء، وأدت إلى مقتل عنصر من قوات النظام السوري برتبة مساعد أول، وإصابة ثلاثة آخرين بإصابات طفيفة نقلوا على أثرها إلى مشفى صلخد العام، في حين سقط من المجموعات المسلحة أربعة قتلى، عُرف منهم أبو عناد الجميلي، وعلي وصدام الدحبور، بحسب مصادر محلية حسب ما نشر موقع "السويداء 24".

أكدت مصادر أخرى أن اشتباكات ليلة أمس لم تكن سوى نتيجة خلاف على شحنة مخدرات بين مجموعتين تتبعان لفرعي الأمن العسكري والمخابرات الجوية

ونشرت صفحات موالية لفرع الأمن العسكري صور القتلى على أنهم من "داعش".

وتضاربت المعلومات حول أسباب الاشتباك، فأشارت الرواية الأولى إلى أن الجهتين تعملان في تجارة المخدرات عبر الحدود الأردنية، أو في تسهيل نقل المخدرات وحماية المهربين، أما الثانية فقد أشارت إلى هجوم منظم من أحد جيوب "داعش" الموجودة في المنطقة.

الجديد في الحدث هو الاقتتال لأول مرة بين هذه المجموعات والعناصر الأمنية هناك، فقد جرت العادة أن يكون الصدام مع عناصر الجيش الأردني، بينما تتولى العناصر الأمنية السورية الموجودة في نقاط المراقبة تسهيل طرقات المهربين بحسب الجهات الداعمة.

مواقع محلية موالية للنظام أظهرت الحدث على أنه هجوم لـ"داعش" على نقطة عسكرية، تم التصدي له وقتل عدد من المهاجمين، وحذرت أهالي المنطقة من اعتداءات قادمة، مما أثار الخوف لدى سكان المناطق الشرقية، حيث بدؤوا بتشكيل مناوبات حراسة مسلحة، فيما أكدت مصادر أخرى أن اشتباكات ليلة أمس لم تكن سوى نتيجة خلاف على شحنة مخدرات بين مجموعتين تتبعان لفرعي الأمن العسكري والمخابرات الجوية، والجهتان مصنفتان لدى الأجهزة الأمنية كداعمين، وبهذه الحالة تصنف المجموعة الخاسرة بـ"داعش"، أما الرابحة فهي من "الجيش السوري".

مصدر طبي في مشفى صلخد جنوب السويداء أكد، لـ"العربي الجديد"، وصول أكثر من جثة إلى المشفى، وعدد من الإصابات، دون أن يُدلي بأي معلومات عن أسماء المصابين وتبعيتهم، وأشار إلى التوصيات الأمنية بعدم  نشر أي معلومات.

في مقابل ذلك، ذكر مصدر آخر أن المصابين نقلوا ليلاً إلى مشفى السويداء العام ضمن إجراءات سرية، مما يؤكد أن السلطات المحلية تسعى لتأكيد رواية الهجوم على موقع عسكري ونفي أي معلومات عن الخلاف بين الجهات الأمنية على تجارة المخدرات.

وفي المقابل، أعلن عدد من أقارب الضحايا أن خلافاً نشب بين أبناء العم من آل الجميلي أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم.

يُذكر أن هذه المنطقة يقصدها مهربو المخدرات عبر حدود الأردن منذ سنوات، وتتحكم بها نقاط عسكرية تابعة لـ"حزب الله" وإيران وبعض النقاط التي تتمركز بها قوات "الدفاع الوطني" التابعة للنظام. وتشهد هذه المنطقة اشتباكات متقطعة بين حرس الحدود الأردني وهذه المجموعات.

المساهمون