قتلى من قوات النظام في هجمات بشمال سورية وجنوبها

10 مارس 2024
تشهد خطوط التماس في الشمال تصعيداً بين فصائل المعارضة والنظام السوري منذ أيام (Getty)
+ الخط -

قُتل وأُصيب العديد من عناصر قوات النظام السوري جراء هجمات جديدة شنّتها فصائل المعارضة العاملة في شمال غرب سورية، فيما قُتل ضابط صف من قوات النظام في هجوم مسلح جنوبيّ البلاد.

ونقلت مراصد محلية عن مصدر عسكري من "غرفة عمليات الفتح المبين"، المشكلة من فصائل المعارضة في المنطقة، قوله إن "مقاتلي الغرفة هاجموا الليلة الماضية مواقع قوات النظام السوري على جبهة بسرطون غربيّ محافظة حلب، ما أدى إلى مقتل وإصابة 7 من عناصر النظام، إضافة إلى تدمير عدة دشم قبل أن يعود المقاتلون إلى مواقعهم سالمين".

من جانبها، أكدت "هيئة تحرير الشام"، عبر "مؤسسة أمجاد الإعلامية" التابعة لها، أن قواتها شنّت أمس السبت عملية نوعية على نقاط لقوات النظام في محور الدانا بريف معرة النعمان جنوبيّ إدلب، ما أدى إلى مقتل وجرح 8 عناصر، واغتنام أسلحة خفيفة وتدمير بعض النقاط. وأكدت مواقع موالية وقوع الهجومين.

ونقلت صحيفة "الوطن" عن مصدر ميداني، قوله إن "قوات الجيش صدت هجوماً كبيراً في ريف حلب الغربي في محور بسرطون"، وأرغمت المهاجمين على الانسحاب "بعد استخدام الوسائط النارية المختلفة وإيقاع خسائر بشرية فادحة في صفوفهم"، وفق قوله. 

من جهتها، قالت إذاعة "شام إف إم" المحلية إن "وحدات من الجيش تصدت لمحاولة هجوم للمسلحين على محور ريف إدلب الجنوبي ليلة أمس، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أدت إلى مقتل وإصابة عدد من المسلحين دون تغيير بخريطة السيطرة".

ومنذ أيام، تشهد خطوط التماس في شمال غرب سورية تصعيداً بين قوات المعارضة والنظام السوري، ما أوقع قتلى وجرحى من الجانبين، بالتزامن مع مواصلة قوات النظام قصف القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس بين الطرفين.

وفي هذا السياق، قصفت قوات النظام الليلة الماضية وصباح اليوم من حواجزها المحيطة بالمدفعية الثقيلة محيط قرية الفطيرة بريف إدلب الجنوبي، ومحيط قرية السرمانية غربي إدلب.

وتُعَدّ "غرفة عمليات الفتح المبين" الذراع الأساسية لفصائل المعارضة في مواجهة قوات النظام بالمنطقة، وتضم فصائل "هيئة تحرير الشام"، و"الجبهة الوطنية للتحرير"، و"جيش العزة".

ولاحظ الناشط مصطفى الأيوبي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "هيئة تحرير الشام" كثفت عملياتها ضد قوات النظام السوري في الأيام الأخيرة بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية والفصائلية ضدها في مناطق سيطرتها، معتبراً أن "تسخين الجبهات مع النظام قد يكون أسلوباً تتبعه الهيئة لتنفيس هذه الاحتجاجات، وإشغال الوضع الداخلي بمخاطر جديدة بعيداً عن الانتقادات للهيئة".

ولفت الأيوبي إلى أن "النظام بات في مواجهاته مع الفصائل أكثر اعتماداً على سلاح الطائرات المسيّرة، بغية تفادي المواجهات المباشرة، وذلك بهدف تقليل خسائره".

وفي جنوب سورية، ذكر "تجمّع أحرار حوران" أن المساعد أول في فرع الأمن السياسي، علي غالية، قُتل اليوم الأحد بعد استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين بلدتي الغارية الغربية وخربة غزالة شرقيّ محافظة درعا.

مظاهرة ضد الاعتداء على شرطي مرور

من جهة أخرى، شارك العشرات في مظاهرة بمدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، مساء أمس السبت، للمطالبة بمحاسبة عناصر من "الجيش الوطني السوري" اعتدوا على شرطي مرور، بعد أن طالبهم بالتزام ضوابط المرور المطبقة حديثاً في المدينة.

وذكر مراسل "العربي الجديد" أن المتظاهرين الذين تجمعوا وسط المدينة، طالبوا بمحاسبة المعتدين وتسليمهم للقضاء.

وكان مسلحون من "لواء عاصفة الشمال"، التابع لـ"الجبهة الشامية" في الجيش الوطني السوري، قد اعتدوا بالضرب المبرّح، أمس السبت، على شرطي مرور في مدينة أعزاز، طالبهم بالتزام ضوابط إشارات المرور. وذكرت شبكات محلية أن العناصر كانوا ضمن موكب لأحد القياديين في لواء "عاصفة الشمال"، وقد نُقل الشرطي إلى المشفى الوطني لتلقي العلاج.

ونشرت صفحات محلية صور خمسة عناصر جرى تسليمهم من "الجبهة الشامية" لفرع الشرطة العسكرية، وهم جزء من أفراد المجموعة التي اعتدت على الشرطي بالضرب. في حين استنكرت "الجبهة الشامية" في بيان لها حادثة الاعتداء، مؤكدة أنّ المتورطين سُلِّموا لفرع الشرطة العسكرية بهدف إحالتهم على القضاء.

مقتل طفل وجرح آخرين بقصف صاروخي

في غضون ذلك، قتل طفل وجرح 3 مدنيين آخرين، بينهم طفلان، حالة أحدهما حرجة اليوم الأحد، إثر استهداف قوات النظام السوري سيارة مدنيّة كانت تقلّهم من المدرسة إلى منزلهم في مدينة دارة عزة غربي حلب، شمالي سورية.

وقالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إن طفلا قتل بصاروخ موجه أطلقته قوات النظام بالقرب من معمل والده في مدينة دارة عزة غربي حلب وجُرح أخوه وطفل آخر وسائق السيارة التي كانت تقلهم من المدرسة.

وأضاف الدفاع المدني أن قوات النظام شنت هجمات بطائرات مسيرة انتحارية، انطلقت من عدة مناطق في سهل الغاب شمال غربي حماة، استهدفت إحداها سيارتين مدنيتين في قريتي الزقوم والحميدية، فيما استهدف هجومان آخران بطائرتين مسيّرتين انتحاريتين أراضي زراعية بالقرب من منازل المدنيين في بلدة قسطون بسهل الغاب شمال غربي حماة، دون وقوع إصابات بين المدنيين.

وأكد أن المدنيين في شمال غرب سورية يواجهون تهديداً خطيراً مع استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية، التي تطلقها قوات النظام وروسيا والمليشيات الإيرانية، مشيرا إلى أن "التصعيد الخطير في التكتيكات يهدد حياة السكان الأبرياء، ويدمّر وسائل بقائهم على قيد الحياة وسبل عيشهم، بسبب الطبيعة الممنهجة لهجمات هذه المسيرات الانتحارية، وتعمد استهداف المدنيين، وما سببته من توتر وخوف على الحياة اليومية في شمال غرب سورية".

في سياق منفصل، قتل ضابط برتبة مساعد أول في فرع الأمن السياسي التابع للنظام السوري إثر استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين بلدتي الغارية الغربية وخربة غزالة شرقي درعا بحسب ما ذكر موقع "تجمع أحرار حوران".

روسيا تستعيد أطفالًا من مخيمات "الإدارة الذاتية"

من جانب آخر، أعلنت مفوضة حقوق الطفل لدى الرئاسة الروسية ماريا لفوفا بيلوفا، اليوم الأحد، إعادة 32 طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما إلى أقاربهم في روسيا كانوا في مخيمات تابعة لـ"الإدارة الذاتية" في سورية.

وقالت ماريا لفوفا بيلوفا لوسائل إعلام روسية: "تمكنا هذه المرة من الاتفاق مع الجانب الكردي على عودة 32 طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما إلى أقاربهم في روسيا. والحديث يدور عن 12 فتاة و20 فتى. وسيخضع الأطفال لفحص طبي في عيادة فيدرالية ولإعادة تأهيل اجتماعي في أحد المراكز بموسكو، ثم سيتم تسليمهم لأقاربهم".

المساهمون