سورية: مقتل شخص باستهداف سيارة على طريق دمشق - بيروت وتعزيزات للتحالف الدولي

03 اغسطس 2024
السيارة المستهدفة على طريق دمشق - بيروت، 3 أغسطس 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **انفجار سيارة على طريق دمشق - بيروت**: قُتل شخصٌ جراء انفجار سيارة شمال غربي دمشق، يُرجح أنه نتيجة قصف إسرائيلي لقيادي في حزب الله، بينما زعمت وكالة سبوتنيك أنه ناتج عن ماس كهربائي.

- **تحركات عسكرية في شمال شرقي سورية**: استقدمت قوات التحالف الدولي تعزيزات عسكرية إلى قواعدها في شمال شرقي سورية، وسط تصعيد عسكري وترقب رد إيراني عقب اغتيال إسماعيل هنية في طهران.

- **تسويات جديدة في درعا والقنيطرة**: اجتماع بين وجهاء إنخل وضباط النظام السوري لمناقشة تسوية أوضاع الشبان المطلوبين، وتحضير لافتتاح مركز تسوية في القنيطرة يشمل الفارين من الخدمة العسكرية.

قُتل شخصٌ على الأقل، اليوم السبت، جراء انفجار وقع داخل سيارة على طريق دمشق - بيروت شمال غربي العاصمة السورية دمشق، جنوب غربي سورية. فيما رجحت مصادر أن يكون الاستهداف ناجماً عن قصف إسرائيلي لقيادي في حزب الله اللبناني.

وذكرت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة، التابعة للمعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، أن شخصاً قُتل اليوم السبت، جراء انفجار داخل سيارة بالقرب من مفرق زرزر ضمن منطقة الزبداني على طريق دمشق - بيروت، شمال غربي العاصمة السورية دمشق، جنوب غربي البلاد.

وأكدت المصادر أن السيارة كانت قادمة من بيروت باتجاه العاصمة السورية دمشق، مُشيرةً إلى أن الانفجار تسبب باحتراق السيارة والجثة التي بداخلها تماماً، إضافة إلى اندلاع حريق طاول الأشجار القريبة من الطريق، في ظل فرض طوق أمني من حواجز الفرقة الرابعة حول المنطقة. ورجحت أن يكون الانفجار ناجماً عن استهداف إسرائيلي لقيادي من حزب الله.

من جهتها، زعمت وكالة سبوتنيك الروسية أن السيارة المقصودة احترقت "بسبب ماس كهربائي ولا صحة للمعلومات المتداولة حول عدوان إسرائيلي استهدف السيارة"، وفق تعبيرها.

وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد استهدف، ليل الجمعة، شاحنات تابعة لحزب الله في نقطة مطربة الحدودية غير الشرعية مع لبنان في منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الغربي، إضافة إلى غارة جوية أخرى استهدفت نقطة عسكرية يسيطر عليها حزب الله في منطقة حوش السيد، وغارة أخرى استهدفت تجمع شاحنات تابعة للحزب الله في منطقة جرماش، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، إضافة إلى احتراق بعض الشاحنات التي كانت متجهة إلى لبنان.

إسقاط منطاد للتحالف الدولي شرقي سورية

من جهة أخرى، تمكنت المليشيات الموالية لإيران من إسقاط منطاد مراقبة تابع لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن قرب قاعدة حقل العمر النفطي بريف دير الزور، شرقي سورية. وذكر الناشط في محافظة دير الزور محمد الخلف لـ"العربي الجديد"، أنّ الطيران الحربي التابع لقوات التحالف حلق بكثافة في أجواء المنطقة عقب عملية إسقاط المنطاد.

إلى ذلك، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت النار على رجل في منطقة سحيتا جنوب غربي بلدة حضر في ريف القنيطرة، جنوبي سورية، ما أدى إلى إصابته. وذكرت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري أن الرجل يتحدر من بلدة حضر، وأطلق الجنود النار عليه مباشرة أثناء رعيه الماشية في المنطقة، مما أدى إلى إصابته بجروح استدعت نقله إلى مستشفى أباظة في القنيطرة. وفي حوادث عدة أطلق جنود الاحتلال النار على مدنيين وعسكريين على الجانب السوري من الحدود، كان آخرها أواخر الشهر الفائت، حيث قتل مزارع في ريف محافظة القنيطرة بنيران القوات الإسرائيلية المتمركزة في الجولان. كما قتل في 7 مايو/أيار الماضي عنصران من قوات النظام السوري حين أطلق جنود الاحتلال النار على مخفر الهجانة في بلدة الرفيد التابعة لمحافظة القنيطرة.  

تعزيزات جديدة لقوات التحالف الدولي شمال شرقي سورية

من جهة أخرى، استقدمت قوات التحالف الدولي المزيد من التعزيزات إلى قواعدها شمال شرقي سورية، استعداداً لأية تطورات مرتقبة في المنطقة. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أدخلت، صباح اليوم السبت، خمسين شاحنة عسكرية جديدة إلى مناطق انتشارها في قاعدة معمل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشرقي، محمّلة بمعدات عسكرية ولوجستية وصناديق مغلقة ودبابات برفقة عربات لحماية الشاحنات.

يأتي ذلك بعد ساعات من استقدام تعزيزات مماثلة يوم أمس الجمعة إلى قاعدتها في خراب الجير بريف رميلان شمالي الحسكة، عبر طائرة شحن تحمل على متنها معدات عسكرية وبطاريات دفاع جوي ومواد لوجستية وعسكرية وجنوداً أميركيين، وسط تحليق مكثف للمروحيات والمسيّرات الأميركية في أجواء المنطقة.

وكثفت قوات التحالف من تحركاتها خلال اليومين الماضيين، واستدعت مزيداً من القوات والمعدات إلى قواعدها شمال شرقي سورية، على ضوء التصعيد الحاصل في المنطقة، وترقب رد إيراني، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران فجر الأربعاء الفائت.

مقتل عناصر من "قسد" في ريف حلب الشمالي

من جهة أخرى، قُتل خمسة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وجرح آخرون، اليوم السبت، جراء عملية نوعية نفذتها فصائل القوة المشتركة العاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري المعارض الحليف لتركيا، من خلال تفجير مقر تتحصن فيه مجموعات "قسد" بمحاذاة منطقة غصن الزيتون في ريف حلب الشمالي، شمالي سورية.

من جهتها، استهدفت مدفعية الجيش التركي المنتشرة ضمن قواعدها العسكرية في منطقة درع الفرات مواقع عسكرية تابعة لقوات قسد على أطراف قرى عون الدادات وبوزكييج شمالي مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، تزامناً مع تحليق طائرة استطلاع تركية في أجواء المنطقة.

تسويات جديدة في درعا والقنيطرة 

في سياق منفصل، عُقد اليوم السبت اجتماع بين وجهاء مدينة إنخل شمالي محافظة درعا، وضباط من قوات النظام السوري على رأسهم رئيس فرع الأمن العسكري بدرعا العميد لؤي العلي. وذكر أيمن أبو محمود، الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، لـ"العربي الجديد"، أن وفد النظام طالب الأهالي بإجراء تسوية لعدد من الشبان المطلوبين في المدينة، وتسليم السلاح، وإخراج من سماهم بـ"الغرباء" في إشارة إلى المقيمين بالمدينة ولا ينحدرون منها، مشيراً إلى أن وفد الأهالي طلب مهلة لدراسة هذه المطالب.

وفي سياق مشابه، تحضر قوات النظام لافتتاح مركز للتسوية لأبناء محافظة القنيطرة المجاورة لدرعا في المركز الثقافي في مدينة البعث بالمحافظة، اعتباراً من صباح يوم غد الأحد ولمدة أربعة أيام. وذكرت اللجنة العسكرية والأمنية في محافظة القنيطرة أنها "سوف تفتح المجال لتسوية شاملة لأبناء محافظة القنيطرة وذلك بتوجيهات ومكرمة من الرئيس بشار الأسد".

وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام أن التسوية الجديدة تشمل "الفارين من الخدمة العسكرية أو الشرطية والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية ومن عليه مشكلات أمنية أو عسكرية وكل من حمل السلاح لتسليمه إلى اللجنة العسكرية والأمنية في محافظة القنيطرة، لشطب أسمائهم من اللوائح الأمنية فوراً".

وأضافت أنه سيتم منح المتخلفين عن الخدمتين الإلزامية أو الاحتياطية تأجيلاً لمدة ستة أشهر لتسوية أوضاعهم والالتحاق بالخدمة وشطب أسمائهم من اللوائح الأمنية.
كما يتم منح العسكريين الفارين "أمر ترك قضائي لمدة 15 يوماً للالتحاق بوحداتهم العسكرية التي فروا منها أو الالتحاق بتشكيلات المنطقة الجنوبية، وتشطب أسماؤهم من اللوائح الأمنية"، مشيرة إلى أنه "من يرغب بالخدمة في تشكيلات المنطقة الجنوبية حصراً، عليه الالتحاق الفوري بعد المثول أمام لجنة التسوية. أما الشرطي الفار سيتم منحه أمر ترك قضائي لمدة 15 يوماً للالتحاق بوحدته الشرطية ويشطب اسمه من اللوائح الأمنية".

وبالنسبة لحملة السلاح تشطب أسماؤهم من اللوائح الأمنية بعد تسليم سلاحهم ويعودون إلى حياتهم الطبيعية، وفي حال شوهدوا يحملون السلاح لاحقاً تشطب أسماؤهم من لوائح التسوية. وطلبت اللجنة من الراغبين بتسوية أوضاعهم اصطحاب البطاقة الشخصية وصورة عنها وصورة شخصية، علماً أن التسوية لا تشمل الدعاوى المقامة أمام القضاء والأحكام الصادرة عنه.

وفاة شخصين تحت التعذيب في سجون النظام

من جهة أخرى، نقل موقع "صوت العاصمة" المعارض عن "مصادر خاصة" قولها إن شخصين توفيا تحت التعذيب في سجون النظام السوري، بعد اعتقالهما على يد الأمن العسكري في بلدة يلدا بريف دمشق. وأوضحت المصادر أن عائلة أحد الشابين (30 عاماً) أبلغت بوفاته لاستلام جثته من مستشفى المواساة في دمشق، عقب اعتقاله على حاجز مؤقت يتبع للأمن العسكري في بلدة يلدا بتهم مختلفة.

وفي السياق ذاته، أوضحت المصادر أن دورية للأمن العسكري اعتقلت الشاب يوسف العاشق (20 عاماً) من مكان عمله في أحد المطاعم ببلدة يلدا بتهمة التخلّف عن الخدمة الإلزامية، حيث تعرض الشاب للتعذيب أثناء التحقيق معه، ما أدى إلى تمزّق في الكبد ليُتوفى بعدها على الفور. وتشهد بلدة يلدا، حالة من الاستياء من حملة الاعتقالات التي تشنّها الدوريات، وطرق التعذيب التي تتبّعها بحق المعتقلين، وكان آخر تلك الحملات الأربعاء الماضي، وطاولت عدداً من الشبان بتهمة التخلّف عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت في تقرير لها، صدر الجمعة، أكثر من 200 حالة اعتقال تسعفي على يد أطراف النزاع والقوة المسيطرة في سورية خلال شهر يوليو/تموز الماضي، مشيرةً إلى أن أكثر من نصف تلك الحالات كانت على يد النظام السوري. وسجّل التقرير ما لا يقل عن 209 حالات اعتقال تعسفي بينهم 14 طفلاً وثلاث نساء، موضحاً أن النظام السوري مسؤول عن 106 عمليات اعتقال، و32 على يد "هيئة تحرير الشام"، و43 على يد قوات "قسد" و28 على يد فصائل المعارضة.

ولفت التقرير إلى رصد عمليات احتجاز استهدفت لاجئين أعيدوا قسرياً من لبنان عند معبر المصنع الحدودي، بعد تنفيذ الجيش اللبناني حملات دهم واعتقال استهدفت اللاجئين السوريين، وترحيلهم إلى الحدود السورية اللبنانية. واقتيد معظمهم إلى مراكز الاحتجاز الأمنية والعسكرية في محافظتي دمشق وحمص. كما سجّل التقرير عمليات اعتقال استهدفت عدداً من الأشخاص أثناء محاولتهم التوجه إلى الحدود السورية اللبنانية للعبور إلى لبنان بطرق غير شرعية، وتركزت هذه الاعتقالات في محافظة حمص.

المساهمون