استمع إلى الملخص
- الضغوط الإسرائيلية تتزايد عبر الغارات الجوية، خاصة في بعلبك الهرمل، مما يسبب ضحايا ودمارًا، وحزب الله يرفض الرضوخ وينتقد المجتمع الدولي لعدم اتخاذ موقف ضد إسرائيل.
- العدوان الإسرائيلي يعقد عمليات الإنقاذ في لبنان، ويزيد من معاناة النازحين بسبب قصف المعابر، بينما تستمر عمليات حزب الله ضد الاحتلال.
مصدر: حزب الله يثق بالحراك السياسي الذي يقوم به رئيس البرلمان
برّي يؤيد المبادرة الأميركية الفرنسية ومع هدنة يتخللها مفاوضات
إسرائيل تحاول الضغط على لبنان عبر المجازر والغارات للرضوخ لشروطها
جدّد مصدر في حزب الله، اليوم الثلاثاء، التأكيد أن لا مفاوضات في لبنان تحت النار، وأن الحزب لن يقبل إلا ما هو في مصلحة لبنان، وذلك تعليقاً على ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في وقت سابق اليوم، حول مفاوضات متقدّمة على خط لبنان واحتمال التوصل إلى اتفاق يقضي بإبعاد حزب الله جنوب الليطاني، وإنشاء آلية دولية لضمان "حرية الحركة الإسرائيلية في مواجهة الانتهاكات"، ومنع إعادة تسليح الحزب.
وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إن "المقاومة الآن في موقع قوة، وعلى العدو أن يعرف ذلك، صحيح حصلت انتكاسات عند اغتيال كبار القادة، لكنها عادت بقوة إلى الميدان، لا بل زادت من عملياتها العسكرية، وها هي تحقق إنجازات على المستوى البري، وتلحق خسائر كبرى بصفوف جيش الاحتلال، وحتى إنّ هيكليّتها سليمة، وجرى اليوم انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب". وأشار المصدر إلى أنّ "حزب الله أعلن أنه يثق بالحراك السياسي الذي يقوم به رئيس البرلمان نبيه بري، وهو لن يقبل إلّا ما هو في مصلحة لبنان"، مشدداً على أنّ "الأولوية تبقى لوقف النار، ولا مفاوضات تحت النار".
من جهته، قال مصدرٌ مقرّب من بري لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس البرلمان قال ما عنده للموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة إلى بيروت، خصوصاً لناحية أولوية وقف إطلاق النار، والالتزام بالقرار 1701 من دون إدخال أي تعديل عليه، فهو المدخل الوحيد للاستقرار والحل، وتأييد المبادرة الأميركية - الفرنسية، وبالتالي مع الهدنة لمدة زمنية، تحصل خلالها المفاوضات".
وأشار المصدر إلى أن "إسرائيل تحاول الضغط على لبنان للرضوخ لشروطها وهو ما فعلته بتكثيف غاراتها في الساعات الماضية خصوصاً على مدينة صور جنوبي البلاد، وارتكابها سلسلة مجازر، لكن لبنان ليس بموقع ضعف وإسرائيل ليست في موقع قوة، وبكل الأحوال نكرّر موقفنا بأنّ على الموفد الأميركي أن يضغط على الإسرائيلي فهو المعرقل لكل الحلول سواء في لبنان أو غزة".
إلى ذلك، علّق النائب في حزب الله، حسين الحاج حسن، في حديث مع "العربي الجديد"، على إمكان قبول حزب الله بفصل جبهة لبنان عن غزة، قائلاً: "كل القضايا السياسية متروكة للرئيس بري"، رافضاً التعليق على ما يُكتب في وسائل الإعلام الإسرائيلية، مضيفاً: "نحن ننتظر من يقوم بالاتصالات السياسية باسمنا أي الرئيس نبيه بري، ولا جديد لدينا للتعليق عليه".
ورأى الحاج حسن أن "جرائم العدو هدفها الضغط على المقاومة وبيئتها لترضخ لمخططاته العدوانية، وهي برسم المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والدولية، وبرسم الإعلام العالمي الذي يسكت بمعظمه عنها"، متوجهاً إلى الاحتلال الإسرائيلي بالتأكيد أنه لن يستطيع أن يفرض على المقاومة وبيئتها والشعب اللبناني أياً من أهدافه.
ووضع الحاج حسن، الذي يرأس تكتل "بعلبك الهرمل"، المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في محافظة بعلبك الهرمل، أمس الاثنين، في خانة الجرائم التي هي "من طبيعة العدو المُجرم والقاتل الذي يريد أن يضغط على المقاومة وبيئتها لترضخ لمخططاته العدوانية"، مؤكداً في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "العدو لن يستطيع أن يفرض على المقاومة وبيئتها والشعب اللبناني أياً من أهدافه".
وحول ما إذا كان الهدف الإسرائيلي من وراء تكثيف غاراته على بعلبك الهرمل وتدميرها فصلها عن الجنوب، قال الحاج حسن "نحن لا نضعها بهذا الإطار، بل في خانة الضغط على المقاومة وبيئتها".
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم تسمّهم، أن المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين توصّل إلى تفاهمات متقدمة خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، ومن المتوقع أن يصل إلى إسرائيل في أقرب فرصة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وتحدثت الصحيفة عن أنه من المتوقع أن يبدأ الاتفاق بفترة ما أطلق عليه "60 يوماً من التكيّف"، يتوقف فيها حزب الله وجيش الاحتلال عن إطلاق النار، فيما أعربت روسيا عن استعدادها للمساعدة في تطبيق الاتفاق.
وجاء في التفاصيل التي نشرتها الصحيفة العبرية أن مفاوضات تجري بين إسرائيل وأطراف في لبنان للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في الشمال. ووفقاً لمسؤولين سياسيين كبار في إسرائيل، فإن المفاوضات في "مراحل متقدّمة". ومن المتوقّع أن يصل هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان قبل الانتخابات الأميركية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق نهائي. ويتضمّن الاتفاق المحتمل، وفقاً لمصادر الصحيفة، إبعاد حزب الله جنوب الليطاني، وإنشاء آلية دولية لضمان "حرية الحركة الإسرائيلية في مواجهة الانتهاكات"، ومنع إعادة تسليح الحزب.
صعوبات تواجه عمليات الإنقاذ في لبنان
من ناحية ثانية، توقف الحاج حسن عند صعوبات تواجه الدفاع المدني وسيارات الإسعاف وآليات الإنقاذ خلال تأدية مهامهم في بعلبك الهرمل وذلك نتيجة الحجم الكبير للعدوان والمجازر المرتكبة من جانب جيش الاحتلال. وقال إنهم "يقومون بأقصى ما يستطيعون بظل شحّ الإمكانات أو تدمير جزء من إمكاناتهم اللوجستية والآليات التابعة لهم، وهناك طبعاً نقص في إغاثة النازحين، وكذلك في التغطية الإعلامية، ليس على المستوى المحلي الذي يعمد إلى التغطية وكذلك بعض وسائل الإعلام العربية، بل على صعيد الإعلام العالمي الساكت عن المجازر الصهيونية عموماً وفي بعلبك الهرمل خصوصاً".
وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الاثنين سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل أدت إلى سقوط أكثر من 63 شهيداً وما يزيد عن 100 جريح، وذلك في حصيلة غير نهائية مع استمرار أعمال رفع الأنقاض وانتشال الضحايا، مع الإشارة إلى أنّ القصف طاول في غالبيته تجمّعات سكنية تقطنها عائلات، نساءٌ وأطفالٌ. كما أفيد عن أن الغارات طاولت مواقع بعلبك الأثرية، إذ أدت إلى تدمير جزئي لبوابة إيعات المؤدية إلى مجمّع معابد بعلبك وهي تشكل الجزء الخلفي من ثكنة غورو.
وتحدث مصدر أمني لـ"العربي الجديد" عن "صعوبة في إحصاء عدد الشهداء والجرحى في ظلّ عدم قدرة سيارات الإسعاف وآليات الإنقاذ على الوصول بسهولة إلى الأمكنة المستهدفة، حتى إنّ الشاحنات التي تنقل المساعدات والأدوية والمواد الغذائية تواجه بدورها صعوبات في مسارها وذلك مع استمرار القصف، لكن الجهات المعنية تعمل على تأمينها بكل الوسائل الممكنة".
تجدر الإشارة إلى أنّ جيش الاحتلال قصف في الأيام الماضية عدداً من المعابر الحدودية، أبرزها المصنع، الأمر الذي أعاق من جهة حركة النازحين الذين يتخطى عددهم الـ500 ألف نازح لبناني وسوري إلى داخل الأراضي السورية، كما صعّب وصول الشاحنات.
على صعيد آخر، يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على العديد من القرى والبلدات الحدودية جنوبي لبنان، في وقتٍ تشهد الضاحية الجنوبية لبيروت هدوءاً حذراً منذ يوم الأحد، بينما يستمرّ حزب الله بشنّ عمليات عسكرية واسعة ضد مواقع وقواعد وانتشار جيش الاحتلال ومستوطناته في شمال وعمق فلسطين المحتلة. وأعلن حزب الله اليوم انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً جديداً له، بعد أكثر من شهر على شغور المنصب عقب اغتيال الأمين العام السابق حسن نصر الله، ثم خليفته الأبرز لتولي المنصب هاشم صفي الدين.