استمع إلى الملخص
- المنطقة تضم أحياء مهمة مثل الفيلات الشرقية والغربية والشيخ سعد، وتحتوي على سفارات عديدة، منها السفارة الإيرانية، مما جعلها هدفاً للهجمات الإسرائيلية.
- منذ 2011، تحولت المزة إلى منطقة أمنية يقطنها قياديون عسكريون وأمنيون، مما زاد من المخاوف لدى السكان بسبب تزايد عمليات القصف.
بات حيّ المزة الدمشقي في قلب المشهد السوري خلال العام الجاري، بعد توالي الضربات الإسرائيلية عليه بزعم أنه يحوي قياديين في حزب الله اللبناني أو في الحرس الثوري الإيراني، والذين اتخذوا من هذا الحي دار إقامة لهم منذ سنوات عدة. وآخر الهجمات الإسرائيلية كانت أمس الثلاثاء، حيث استُهدف مبنى قرب منطقة الشيخ سعد في حي المزة، ما أدى إلى استشهاد ستة مدنيين، ومقتل اثنين من حزب الله اللبناني، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الغارة على مبنى سكني قرب السفارة الإيرانية في دمشق استهدفت "عضواً رفيعاً في حزب الله ضالعاً في تهريب الأسلحة".
وتقع منطقة المزة غربي العاصمة السورية دمشق، وتضم أحياء عدة، منها: الفيلات الشرقية، والفيلات الغربية، والشيخ سعد ومزة 86 وهو من الأحياء العشوائية التي ظهرت في العاصمة بدءاً من عقد الثمانينيات من القرن الفائت. وكانت المزة من قرى غوطة دمشق الغربية، قبل أن يتوسع العمران ليصل إليها خلال النصف الثاني من القرن الفائت، بحيث باتت اليوم منطقة المزة من أهم مناطق العاصمة. وتضم منطقة المزة العديد من سفارات الدول، ومنها السفارة الإيرانية التي تقع على أوتوستراد المزة الشهير.
وتعرضت هذه السفارة للقصف، في مطلع إبريل/ نيسان الفائت، من قبل الجانب الإسرائيلي، ما أدى إلى تدمير مبنى ملحق بها ومقتل عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين أبرزهم العميد محمد رضا زاهدي قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري في سورية، ونائبه العميد محمد هادي حاجي رحيمي. وقتل في مطلع العام الجاري أربعة ضباط إيرانيين بارزين في قصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنياً متعدد الطوابق كان يستخدمه الضباط وتشغله جهة تابعة للحرس الثوري في إيران، في منطقة المزة في دمشق.
وأحصى المرصد السوري عدداً من الضربات التي تعرض لها حيّ المزة الدمشقي خلال الشهر الجاري، واستهدفت ما يُعتقد أنهم قياديون في حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني. وبيّن أنّ غارة قتلت أشخاصاً عدة مطلع الشهر بعد استهداف سيارتين بالقرب من مبنى تابع للسفارة اللبنانية في حي المزة، موضحاً أنه في الثالث من الشهر الجاري قتل صهر حسن نصر الله، وعنصر من حزب الله، بالإضافة إلى عنصر يعمل مع المليشيات الإيرانية يحمل جنسية غير سورية، إثر قصف إسرائيلي استهدف شقة ضمن مبنى في حي المزة فيلات الغربية بالعاصمة دمشق.
ويعد حيّ المزة، ولا سيما الفيلات الغربية والشرقية، من الأحياء الراقية في العاصمة دمشق، بيد أنه تحوّل إلى حي أمني يقطنه أركان النظام العسكريين والأمنيين، فضلاً عن قياديي حزب الله والحرس الثوري الإيراني وخاصة منذ عام 2011، رغم أنّ منطقة السيدة زينب جنوب دمشق تعد منطقة نفوذ خالص لطهران. وبرأي الخبير الأمني محمد سعيد المصري أن منطقة المزة جذبت الإيرانيين إليها لأنها "منطقة جديدة وفيها معظم السفارات"، مضيفاً: "هي منطقة أمنية بامتياز يسكن فيها معظم ضباط ووزراء النظام وفيها ناد للضباط ولها إدارة أمنية خاصة تتبع للقصر الجمهوري مباشرة".
وعلى الطرف الغربي من حيّ المزة يقع مطار يحمل ذات الاسم وفي داخله سجن سيئ الصيت، يضم مراكز تعذيب قتل فيها آلاف السوريين خلال سنوات الثورة السورية. وبات هذا الحي اليوم من الأحياء الخطرة، وفق مصادر محلية، أكدت أن المخاوف "زادت لدى سكان المنطقة بعد عمليات القصف التي أدت إلى مقتل مدنيين سوريين".