حاجز للنظام السوري عند مدخل السويداء الشمالي يثير المخاوف

23 يونيو 2024
صورة من احتجاز الأهالي ضباطاً من النظام السوري في السويداء، 4 إبريل 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- آليات عسكرية تابعة للنظام السوري تثبت غرف مسبقة الصنع لنقاط تفتيش أمنية في مدينة السويداء، بإشراف قادة فصائل مسلحة، وسط تكهنات بأن الهدف هو ملاحقة الفارين من الخدمة الإلزامية واعتقال المعارضين.
- الناشطون يرون أن الحاجز الأمني يهدف لتقسيم المدينة وقمع الحراك الشعبي المناهض للنظام، مع توقعات بعودة العصابات المسلحة وتكرار سيناريو الاغتيالات والاعتقال التعسفي كما في درعا.
- ردود فعل متباينة في الأوساط المحلية حول إنشاء الحاجز، مع مخاوف من تصعيد العنف ودعوات للقبض على قادة العصابات بدلاً من استهداف المعارضين والفارين من الخدمة الإلزامية.

ثبتت آليات عسكرية تابعة للنظام السوري، صباح اليوم الأحد، غرف مسبقة الصنع لما يعتقد أنه نقاط تفتيش عسكرية أمنية عند دوار العنقود على مدخل مدينة السويداء الشمالي، جنوبي سورية. وذكرت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن قادة فصائل مسلحة تابعة للأفرع الأمنية أشرفت على إنشاء الحاجز، مشيرة إلى أن الغاية من إقامته في هذا المكان وتوقيته ليست واضحة حتى اللحظة، فيما رجحت أن تكون لملاحقة الفارين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية، واعتقال النشطاء السياسيين والمعارضين للسلطة (وفق تسريبات اطلعت عليها تلك المصادر من اجتماع لفروع أمنية بهذا الشأن قبل أسبوعين).

وفي هذا الصدد، يرى الناشط المدني حسن حرب، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الحاجز الأمني الجديد شمالي السويداء يقطع أوصال المدينة عن باقي مناطقها من الجهة الشمالية، ويأتي في إطار التضييق على الأهالي ومساعي النظام لإخماد الحراك الشعبي المناهض له، بعد أن فشل في إثارة الفتنة بين أبناء المجتمع المحلي.

ويعتبر حرب أن ذلك "قد يساهم في عودة العصابات المسلحة المدعومة أمنياً إلى الواجهة في المحافظة، خاصة بعد أن شوهدت في محيط منطقة الحاجز الجديد مستنفرة بأسلحتها لحمايته". ورجح الناشط أن تتكرر تجربة درعا في السويداء من حيث تطبيق سيناريو الاغتيالات والاعتقال التعسفي والبطش بمعارضي السلطة تحت حجج مختلفة، لإعادة بسط سيطرة النظام على المدينة.

وعن توقيت إنشاء الحاجز، قالت الناشطة الحقوقية سلام عباس إنه لا يمكن فصل ما حدث في اليومين الأخيرين عن هذه المسألة، وبات جلياً أن ما حصل كان مقدمة لذلك، في إشارة إلى اختفاء الشيخ رائد المتني، وخطف ضباط لمعرفة مصيره. وأضافت: "لا أتهم القوات الأمنية بشكل مباشر بالإقدام على اختطاف الشيخ المتني، ولكنها المستفيد الأكبر مما جرى، ولا يمكن لأي عاقل أن يفصل الأمرين بعضهما عن بعض".

حاجز السويداء يثير ردود فعل في الأوساط المحلية

وفيما أثار إعلان خبر إنشاء الحاجز عبر وسائل التواصل الاجتماعي ردود فعل في الأوساط المحلية، أيدت فئة قليلة الخطوة فيما عارضتها شريحة كبيرة، معتبرةً أن الحاجز سيسهم في التصعيد وقد يجر المحافظة إلى اقتتال إذا أوقف عناصر الحاجز أي ناشط أو فارين من الخدمة العسكرية في جيش النظام، مطالبين عناصر الحاجز، في حال أرادوا إرساء الأمان في المحافظة كما يدعي مناصرو السلطة، بإلقاء القبض على قادة عصابات الخطف والاتجار بالمخدرات المعروفين للقاصي والداني في المحافظة، رغم اليقين بأنهم لن يقتربوا منهم.

وتتلخص مخاوف المواطنين، وفق التعليقات التي رصدها "العربي الجديد" على خبر إعلان تثبيت الحاجز، في إقدامه على التعرض للنشطاء والمطلوبين للخدمة الالزامية التي يرفضها أبناء المحافظة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، وبإعادة تأهيل مجموعات الخطف والمخدرات التي تضاءلت سطوتها منذ انطلاقة الحراك منتصف أغسطس/ آب من عام 2023، وخاصة بعد أن بدأت تستعيد نشاطها مع دخول تعزيزات جيش النظام إلى المحافظة في أواخر إبريل/ نيسان ومطلع مايو/ أيار الفائتين.