تجدّدت صباح اليوم السبت، الاشتباكات العنيفة في شمالي وغربي العاصمة السودانية الخرطوم، بين طرفي الصراع، الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، فيما أعلنت وزارة الصحة السودانية، السبت، مقتل 4 مدنيين وإصابة 4 آخرين بمستشفى السلاح الطبي بأم درمان غرب العاصمة الخرطوم، جراء "قصف بطائرات مسيرة تابعة للدعم السريع".
وذكر شهود عيان أن اشتباكات وقعت في حي المهندسين في مدينة أم درمان. كما أشارت معلومات أولية لسقوط قذيفة بمقر السلاح الطبي بالمدينة. وأبلغ الشهود "العربي الجديد"، بمشاهدتهم لألسنة اللهب المتصاعدة في أكثر من موقع.
وتحدث آخرون عن "سماع دوي المدافع الثقيلة في مدينة بحري شمالي الخرطوم، مع تحليق مكثف للطيران العسكري وطائرات الاستطلاع في العاصمة".
إلى ذلك، أعلن الجيش السوداني، اليوم، أنه نفذ عمليات نوعية "ناجحة" لجيوب قوات "الدعم السريع" في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.
وأفاد الجيش في بيان نشره عبر صفحته على "فيسبوك"، بأن "قوات العمل الخاص بسلاح المهندسين، نفذت عمليات نوعية ناجحة لتنظيف جيوب التمرد من المليشيا (الدعم السريع)". وأوضح أن العمليات جرت "في مناطق المهندسين، والعودة، وحمد النيل بأم درمان غربي العاصمة الخرطوم".
ولم يصدر تعليق من "الدعم السريع" بخصوص عمليات الجيش في أم درمان.
4 قتلى في قصف "الدعم السريع" مستشفى بأم درمان
أعلنت وزارة الصحة السودانية، السبت، مقتل 4 مدنيين وإصابة 4 آخرين بمستشفى السلاح الطبي بأم درمان غربي العاصمة الخرطوم، جراء "قصف بطائرات مسيرة تابعة للدعم السريع".
وقالت الوزارة، في بيان، نشرته عبر حسابها الرسمي بفيسبوك، إن "قوات الدعم السريع استهدفت مستشفى السلاح الطبي بأم درمان/ قسم الطوارئ، ما نتج عنه استشهاد 4 مدنيين أمام القسم، وإصابة 4 آخرين إصابات كبيرة تحتاج إلى تدخل عاجل لإجراء عمليات جراحية".
ومستشفى "السلاح الطبي"، غربي العاصمة، يتبع للجيش السوداني، ويوجد به الرئيس المعزول عمر البشير، وبعض عناصر النظام السابق، بحسب مسؤولين حكوميين.
وذكر البيان أن "الاستهداف كان عبر مسيرات تابعة لمليشيات الدعم السريع اليوم السبت". وأضاف: "تدين الوزارة هذا الاستهداف للمنشآت الصحية والمستشفيات الذي يتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية، وصون حرمة المستشفيات والكوادر الطبية".
ودخلت المعارك في السودان اليوم السبت، شهرها الرابع، وقد تخطت حصيلة الاشتباكات 3 آلاف قتيل، غالبيتهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.
وفد سياسي يلتقي الرئيس الكيني
سياسياً، التقى وفد من القوى السياسية والمدنية والمهنية، بينهم زعماء أحزاب سياسية أغلبها في تحالف الحرية والتغيير، بالرئيس الكيني وليام روتو، ضمن جولة المجموعة التي تقول إنها تهدف إلى "تنوير دول الإقليم والجوار حول الأوضاع في السودان وعكس رؤيتها بشأن إيقاف الحرب والحل السياسي، وتقديم العون الإنساني للسودانيين".
وأوضح بيان من المجموعة أن اللقاء مع روتو تم مساء أمس الجمعة، حيث استعرض الوفد السوداني "الأوضاع المتدهورة في السودان عقب اندلاع حرب 15 إبريل، وأعرب عن شكره وتقديره لدور الرئيس الكيني وليام روتو، رئيس اللجنة الرباعية لإيغاد بشأن السودان، وذلك للاستجابة السريعة ضمن منظمة إيغاد وطرح مبادرة لوقف الحرب، والخطوات التي اتخذت مؤخراً للتنسيق المحكم مع الاتحاد الأفريقي".
وشدد الوفد المدني السوداني، حسب بيان منه، "على أهمية تنسيق الجهود والمبادرات الدولية والإقليمية، وتوحيد المنبر التفاوضي، والإسراع في الوصول لوقف حقيقي لإطلاق النار، وبداية عملية سياسية تؤدي لسلام مستدام وتحول ديمقراطي. كما سلط الوفد الضوء على الأوضاع الإنسانية والحقوقية، وطلب من الرئيس الكيني تيسير وتعجيل إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول والإقامة للسودانيين الفارين من الحرب".
ونقل البيان عن الرئيس الكيني التزامه الكامل بمواصلة الجهود الكينية والإقليمية لوقف الحرب في السودان، مبيناً أن "كينيا وإيغاد ستستمران، مهما كانت التحديات، في التركيز على قضايا الحرب والسلام والانتقال الديمقراطي في السودان".
كما أكد البيان استجابة الرئيس الكيني "الفورية لما طلبه الوفد حول تأشيرات الدخول والإقامة وتيسير دخول اللاجئين السودانيين وترحيبه بهم في كينيا، واستعداده للعمل الجاد لتنسيق الجهود الدولية والإقليمية، ودعم الحل السياسي التفاوضي للأزمة السودانية، حتى تتأسس دولة ديمقراطية في السودان".
واستضافت العاصمة المصرية القاهرة، هذا الأسبوع، قمة دول جوار السودان، في إطار محاولات إيجاد حلول للصراع المستمرّ منذ 15 إبريل/نيسان بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
واتفق المشاركون على إنشاء آلية وزارية لوقف القتال بين الأطراف السودانية المتحاربة، والتوصل إلى "حل شامل" للأزمة، التي حذروا من تداعياتها الكبيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم.