اجتماع عسكري بين تركيا وروسيا والنظام السوري منتصف الشهر الجاري

05 فبراير 2023
قامت القوات التركية بتغيير محدود في تموضع نقطتها العسكرية بمنطقة قسطون (Getty)
+ الخط -

أعلنت الخارجية الروسية عن اجتماع مرتقب على مستوى الوفود العسكرية لروسيا وتركيا والنظام السوري، فيما رجحت مصادر مقربة من النظام عقد هذا الاجتماع منتصف الشهر الجاري.

وذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري أن اللقاء الذي تحدثت عنه الخارجية الروسية بخصوص الوفود العسكرية سيجرى منتصف الشهر الجاري، مشيرة إلى أنه "وفقاً لنتائج هذا اللقاء، سيتم تحديد ما إذا كانت ستجرى لقاءات سياسية لاحقة أم لا".

ونقلت الصحيفة عن "مصادر مطلعة" وصفها اللقاء العسكري المرتقب بـ"المهم جداً لجهة تحديد مصير مسارات التقارب المستقبلية بين سورية وتركيا". 

ووفق الصحيفة، فقد بدأت تركيا منذ أيام بتفكيك نقاط عسكرية في محيط الطريق الدولي (إم 4)، "ما يشير إلى أن أنقرة قد تكون جادة في تلبية مطالب النظام السوري قبل الانتقال إلى مرحلة جديدة من المفاوضات السياسية والتقارب بين الجانبين".

غير أن مصادر محلية كانت قد نفت لـ"العربي الجديد" تفكيك تركيا هذه النقطة العسكرية جنوبي الطريق "إم 4" الواصل بين حلب واللاذقية، حيث قامت القوات التركية بتغيير محدود فقط في مكان النقطة العسكرية في منطقة قسطون، وأعادت تثبيتها على تلة مرتفعة بعد أن كانت ضمن مدرسة.

 وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال، أمس السبت، إنه لا توجد مواعيد لعقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية روسيا وتركيا والنظام السوري بعد، لكن المشاورات جارية، وفق ما نقلت وكالة تاس الروسية.

كما أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس الفائت، أن "الوفود العسكرية لتركيا وروسيا وسورية ستجري قريباً محادثات على المستوى الفني".

ولم تشر التصريحات الروسية والتركية إلى مشاركة وفد إيراني في اللقاء المرتقب، بعد أن أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قبل أيام، عن التوصل إلى اتفاق حول مشاركة إيران في عملية التطبيع التركي مع النظام السوري التي ترعاها موسكو.

وفي السياق، قال المحلل السياسي التركي هشام جوناي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن الإدارة التركية غيرت سياستها حيال النظام السوري، مضيفا: "أنقرة ترفض تقسيم سورية وتأسيس حكم ذاتي للأكراد في الشمال الشرقي منها. هذا أمر يمس الأمن القومي التركي".

وتابع: "تركيا تفضل بقاء الأسد على إقامة كيان كردي في شمال شرق سورية، لأن القوى الدولية لم تقدم شيئا في سبيل إطاحة الأسد الذي بقي في السلطة بسبب تخاذل واشنطن". وأشار جوناي إلى أن "تركيا في طريقها للتصالح مع نظام الأسد"، مضيفا "أن الرئيس رجب طيب أردوغان يبذل جهدا كبيرا من أجل أن يحين الوقت للقاء مع رئيس النظام السوري".

بدوره، قال الباحث السياسي في مركز "الحوار السوري" للدراسات أحمد القربي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن اجتماع وفود عسكرية فنية دليل على عدم تطور التقارب بين تركيا والنظام السوري، مضيفا: "لو كان هناك تقدم، لشهدنا اجتماع وزيري الخارجية". 

وبحسب القربي، فإن كل طرف يريد من الآخر أشياء يعتبرها أولوية، إذ إن النظام يتحدث عن انسحاب القوات التركية من الشمال السوري والإسهام في إعادة الإعمار وإيقاف دعم فصائل المعارضة السورية، بينما تتحدث تركيا عن أشياء مختلفة تماما، من قبيل "الإرهاب" المتمثل بـ(حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المهيمن على قوات قسد).

ويرى القربي أن "استمرار اللقاءات بين تركيا والنظام يحقق مصالح الأطراف، وخاصة موسكو التي تحاول تحقيق التسوية"، مضيفا: "المتغير الأساسي الذي طرأ على مسار هذه التسوية هو دخول الطرف الإيراني على خطها".

الائتلاف يدين التطبيع مع نظام الأسد

من جهة أخرى، شجب "الائتلاف الوطني السوري" المعارض استمرار تعامل الأمم المتحدة مع نظام بشار الأسد واستقبال ممثلين عنه في مكاتب الأمم المتحدة، وذلك بعد استقبال أوراق اعتماد مندوب جديد للنظام في مكتب الأمم المتحدة في جنيف.

وقال الائتلاف، في بيان، إن "نظام الأسد لا يمثل الشعب السوري، وهو نظام إبادة ارتكب مع حلفائه آلاف الجرائم بحق المدنيين عبر استخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة والعديد من الأسلحة، وهو المسؤول الرئيسي عن خلق المأساة الإنسانية للشعب السوري. كل هذه الجرائم يجب أن تواجه بضغوطات فعالة لتحقيق الانتقال السياسي، وبمحاكمة عادلة للنظام ورموزه، لا باستمرار التعامل الودي معه".

ورأى البيان أن "إتاحة أي منبر لنظام الأسد وشركائه في المحافل الدولية يعني المزيد من المماطلة والخداع والزيف، إذ ثبت للعالم أجمع أن نظام الأسد يعرقل أي جهود سياسية متعلقة بالملف السوري، ويحاول كسب الوقت لارتكاب المزيد من الجرائم، في حين لم يقدم المجتمع الدولي للشعب السوري ما يخلصه من وحشية هذا النظام".

المساهمون