وجهاء دير الزور يناشدون البغدادي العفو عن عشيرة الشعيطات

28 اغسطس 2014
داعش أعدم ألف شاب من عشيرة الشعيطات(جوزيف عيد/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
وجّه وجهاء ومشايخ عشائر دير الزور السورية، رسالة مصورة إلى قائد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أبو بكر البغدادي، طالبوه فيها بالعفو عن عشيرة الشعيطات، التي ثار أبناؤها في وجه التنظيم.

وأفاد أحد المشايخ الذين حضروا الاجتماع، وتحفظ على ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، بأنّه "لم يكن أمامنا سوى صياغة هذا البيان، بما يتناسب مع سياسة تنظيم الدولة، فما وقع على إخواننا من عشيرة الشعيطات لا يستوعبه عقل بشري"، لافتاً إلى أنّ "عدد القتلى تجاوز الألف شاب خلال بضعة أسابيع، بخلاف ما تناقلته وسائل الإعلام عن مقتل 700".

وجاء في نص البيان، الذي ألقاه مشايخ العشائر: "نحن وجهاء وأعيان قبائل وعشائر ولاية الخير، نتوجه بهذا البيان إلى أمير المؤمنين، خليفة المسلمين، الشيخ أبي بكر البغدادي، حفظه الله ورعاه، راجين المولى عزّ وجل، أن يصلكم بياننا هذا وأنتم بأحسن الأحوال، واعلموا أن البلاء العظيم والعقاب الشديد الذي وقع على إخواننا عشيرة الشعيطات عموماً، بجريرة قلة من السفهاء والمأجورين ولصوص النفط وأذناب النظام، الذين فروا بأموالهم وأهاليهم وتركوا عوام الناس يلقون العقاب الشديد من تشريد وتقتيل وتنكيل".

ولم يكن هذا النداء الأول، الذي وجهه مشايخ عشائر دير الزور إلى البغدادي، للصفح عن أبناء "الشعيطات"، ولكن التنظيم رفض المناشدات السابقة، معتبراً أنّ العشيرة "طائفة كفر" يجب قتالها ولا يجوز أن يعقد لهم ذمة ولا هدنة ولا أمان.

وأوضح أحد المشايخ أن "تنظيم الدولة لجأ إلى تفجير منازل أبناء الشعيطات وتهجيرهم، فاتجهوا باتجاه الغرب نحو قرى هجين، والشعفة، ولا يستطيعون حتى الخروج من منازلهم، إذ تبادر حواجز التنظيم، الى إعدام أي شخص تحمل هويّته قيد القرى الأربع التابعة للعشيرة، فكان لا بدّ أن نفعل أي شيء لحماية ما تبقّى منهم".

وعقد الوجهاء والمشايخ، خلال اليومين الماضيين، اجتماعات مع أمراء "مهاجرين" من تنظيم الدولة الإسلامية بهدف التوسط للعفو، بحسب معلومات حصل عليها "العربي الجديد".

في المقابل، بيّن أحد القادة الميدانيين في الكتائب المسلحة التابعة للشعيطات، أبو عبد الله، والذي لجأ إلى منطقة القلمون في ريف دمشق، أن "العشيرة يتبعها ثلاثة ألوية مقاتلة وهي، لواء جعفر الطيار، وابن القيم، وأحفاد عائشة"، لافتاً إلى أن "هذه الألوية قاتلت داعش على مدار شهرين من دون دعم من أحد".

وقال لـ"العربي الجديد": "لقد انحلت غالبية تلك الألوية بعد المعارك الشرسة مع التنظيم، فكان أن توجه بعضهم إلى قرى القلمون مع جبهة النصرة، ونعمل مع إخواننا على إعادة هيكلة صفوفنا للوقوف في وجه داعش".

وأوضح أبو عبد الله، أن "تنظيم داعش ارتكب مجزرة لا تغتفر بحق أبناء عشيرة "الشعيطات"، واستطاعت المكاتب الإعلامية التابعة لنا، توثيق أسماء أكثر من 850 اسماً لشباب أعدموا، وهؤلاء الشباب ممن ثاروا على نظام بشار الأسد، ورفضوا مبايعة البغدادي، فدفعوا الثمن، وسكت العالم كله عن دمائهم".

وأكد أبو عبد الله الأنباء عن اعتقال قائد لواء جعفر الطيار، سليم خالد، على يد تنظيم "الدولة الإسلامية". والمعروف عن خالد تحدّره من قرية شحيل، من عشيرة الشعيطات، كما قاتل مع لوائه تنظيم الدولة، ولا يزال مصيره مجهولاً إلى الآن.