صور قائد فيلق القدس الإيراني بصلاح الدين تغضب العراقيين

05 سبتمبر 2014
صور سليماني أثارت مشاعر باستهداف طائفي (فايسبوك)
+ الخط -

أثارت صور مسربة على مواقع التواصل الاجتماعي لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ببزة عسكرية على حدود مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين برفقة عناصر يُعتقد أنهم من مليشيات شيعية مدعومة من قبل بلاده، فضلاً عن ظهوره بصورة أخرى مع زعيم مليشيا عصائب الحق قيس الخزعلي قرب خريطة عسكرية توضح فيها مدن محافظة ديالى وصلاح الدين شمال وشرق البلاد، ردود فعل غاضبة من الشارع العراقي والسني منه على وجه الخصوص.

وطالب عدد من أعضاء اتحاد القوى العراقية الممثل البرلماني عن العراقيين السنة، فضلاً عن قيادات عراقية أخرى في أحزاب علمانية ومدنية باستدعاء وزير الدفاع سعدون الدليمي، لاستجوابه حول الصفة التي شاركت بها قوات إيرانية في عملية السيطرة على أمرلي وسبب تواجد سليماني في العراق بملابس عسكرية، معتبرين ذلك خرقاً فاضحاً للسيادة العراقية ودليلاً على مدى التغلغل الإيراني في البلاد.

ويقول القيادي والنائب في البرلمان العراقي خالد الدليمي لـ"العربي الجديد"، إن "خروج سليماني بهذا الشكل في مدينة عراقية يُرسّخ اعتقاد السنة بوجود استهداف طائفي منظّم لهم وأن التحالف المذهبي بين النظام في بغداد الذي شكّلته الولايات المتحدة في العراق عقب الاحتلال مع إيران يهدف للإضرار بالسنة".

ويضيف الدليمي أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، ظل طوال السنوات الماضية يتهم دولاً عربية وخليجية على وجه التحديد بالتدخل في العراق لصالح السنة رغم أنه لا يمتلك أي دليل مادي على ذلك، في حين نجد إيران في كل مكان بالعراق وإن تدخلها طائفي وعنصري بامتياز ومضرّ"، مطالباً رئيس البرلمان بإدراج استدعاء وزير الدفاع ضمن جدول أعمال البرلمان للاستفسار عن سبب تواجد هذا الشخص داخل العراق.

وسبق لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن نفى بشكل قاطع أي نشاط عسكري لبلاده في العراق. كما نفى وجود مقاتلين إيرانيين في العراق، لكنّ تقارير أمنية ومواطنين أكدوا مشاركة المئات من المقاتلين الإيرانيين في معارك ضد تنظيم "داعش" في سامراء وديالى وصلاح الدين فضلاً، عن تجهيز مليشيات شيعية بأسلحة وعربات نقل مختلفة.


من جهته، يصف رئيس مجلس ثوار العشائر في العراق علي الحاتم، عملية تسريب الصور بالمتعمدة وتأتي ضمن لغة التهديد الإيرانية لكل معارضي العملية السياسية بالعراق أو معارضي تدخلها.

ويقول الحاتم في حديث لـ"العربي الجديد" لقد "صار جلياً أن الولايات المتحدة قدّمت العراق على طبق من ذهب لإيران تلعب به كيفما تشاء وتصفّي حسابات وثأراً قديماً معه، ومثل تلك الصور لن تكون مساعدة للولايات المتحدة في إقناع العراقيين السنّة بترك العمل المسلح ضد نظام صوري في العراق حقيقته أنه إيراني".

وتثير عملية تسريب الصور تساؤلات عدة حول التوقيت الذي يتزامن مع مباحثات جدية ومستمرة منذ الشهر الماضي يجريها مسؤولون أميركيون مع زعامات سنية عراقية قبلية ودينية وفصائل مسلحة بهدف إقناعهم بدعم الحكومة الجديدة مقابل تلبية مطالبهم. ويُعتقد أن مثل تلك الصور لن تكون في صالح تلك المفاوضات التي يعول عليها الأميركيون كثيراً.

ويقول عضو المجلس العسكري لعشائر العراق الشيخ عبد الله الشمري، إن "الأميركيين يحاولون القول إن لا وجود لأي تدخل إيراني، فعليهم الآن أن يفسروا هذه الصورة". ويتساءل الشمري في حديث لـ"العربي الجديد" "كيف يمكننا إلقاء السلاح بوجود مثل هذه الشخصية والمليشيات التابعة لها، وأعتقد أن كل شيء بات واضحاً اليوم".

ويلفت إلى أن "الفصائل السنية لا تفكر حالياً في ترك السلاح قبل أن تتركه المليشيات وتسحب إيران يدها من الملف العراقي بشكل كامل، ونعتقد أن دفاعنا مشروع وهو يختلف عن أعمال داعش بشكل كلي".

من جهته، يؤكد القيادي في التحالف الوطني الشيعي جواد المحمداوي، صحة الصور المسربة على مواقع التواصل الاجتماعي بقوله "هي صحيحة وشارك سليماني في مواقع مختلفة مع القوات العراقية وجموع الحشد الشعبي الذي تشكل عقب فتوى المرجع (علي) السيستاني بالمشاركة في عمليات ضد تنظيم داعش".

ويعتبر المحمداوي وجود سليماني "أمراً طبيعياً يندرج ضمن تقديم المساعدات للعراق لمواجهة المدّ الإرهابي المتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية".

ويرى المحمداوي أن "تدخل إيران يجب أن تُشكر عليه وهي تساعدنا، والحساسية من الوجود الأجنبي يجب أن لا تقتصر على إيران فقط بل على كل الدول الأخرى".

المساهمون