قالت الباحثة الإسرائيلية أورلي نوي إنّ إسرائيل فرحت بموت الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، "لأنّ وصوله للحكم جسّد في حينه إرادة الشعب المصري في تحقيق التحوّل الديمقراطي، وهذا ما يتعارض مع مصالح تل أبيب".
وأضافت نوي، في مقال نشره، اليوم الإثنين، موقع "سيحا مكوميت"، الذي يعبر عن اليسار غير الصهيوني، أنّ "إسرائيل معنية بإفشال عمليات التحول الديمقراطي في العالم العربي، لأنّها تعي أنّ بإمكانها فقط بناء تعاون وتحالفات مع الحكام الشموليين".
ولفتت إلى أنّ القيادة الإسرائيلية لا تنظر للديمقراطية كقيمة، وتجاهر بحرصها على إفشال التحول الديمقراطي في أي دولة عربية، لأنّها معنية بأن يُنظر إليها على أنّها "الديمقراطية الوحيدة في المنطقة"، حيث أنّ تكريس هذا الانطباع يمنحها القدرة على مواصلة "سياساتها الإجرامية" ضد الفلسطينيين.
وأشارت إلى أنّ "كل ما أثار اهتمام دوائر الحكم في تل أبيب في أعقاب وفاة مرسي، هو قلقها إزاء قدرة نظام عبد الفتاح السيسي على قمع أي مظهر من مظاهر الاحتجاج الجماهيري التي يمكن أن تتفجر رداً على هذا الحدث".
وبحسب ما ذكرت نوي، فإنّ "كل ما يعني إسرائيل هو أن يتم تأمين بقاء الظروف التي تسمح بالتعاون مع نظام السيسي، مشيرة إلى أنّ "إسرائيل، في سعيها لتأمين بقاء نظم الحكم الديكتاتورية في العالم العربي، لا تتردد في بيع السلاح لها لقتل شعوبها".
وشددت على أنّه "لم يحدث أن ترددت إسرائيل في دعم نظم الحكم المستبدة في العالم العربي، على اعتبار أنّه بالإمكان التوصل معها لصفقات وشراكات".
وأوضحت أنّ "الذي يحدد تعاطي إسرائيل مع التحولات في العالم العربي، هي المصالح"، مشيرة إلى أنّ "التجربة دللت على أنّ تل أبيب اكتشفت منذ زمن بعيد العوائد الإيجابية في التعاون مع النظم المستبدة، حيث إنّ هذا التعاون يمكّنها من تحقيق خارطة مصالحها، وهذا ما يفسر توجهها لتطوير العلاقات مع أكثر الطغاة العرب قسوة"، بحسب نوي.
وأشارت الباحثة إلى أنّ "الحرص الإسرائيلي على معاداة التحول الديمقراطي لم يقتصر فقط على مصر"، مذكرة بإقدام تل أبيب على فرض حصار خانق على قطاع غزة، في أعقاب فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية عام 2006، عقاباً للفلسطينيين على اختيارهم الحركة.
ولفتت إلى أنّ إسرائيل أدركت أنّ فوز "حماس"، في حينه، "جاء لأنّها حرصت على عدم تمكين حركة (فتح) والسلطة الفلسطينية من تقديم أي إنجازات أمام الشعب الفلسطيني".
ولفتت إلى أنّ "الحرص على بناء علاقات مع النظم المستبدة، هو الذي يفسّر الجهود التي بذلتها إسرائيل في تكريس التحالف مع نظام الشاه في إيران، والذي أسدل الستار عليه بنجاح الثورة التي قادها الخميني عام 1979".
وذكّرت نوي، بتحقيق نشره "سيحا مكوميت"، الأسبوع الماضي، ويستند إلى وثائق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أظهرت أنّ دوائر الحكم في تل أبيب كانت على علم بعمليات القمع الوحشية التي مارستها الأجهزة الأمنية والاستخبارية التابعة للشاه ضد الشعب الإيراني، مشيرة إلى أنّه على الرغم من ذلك، فإنّ إسرائيل واصلت توثيق التعاون الأمني والاستخباري مع النظام في طهران.
وأعادت للأذهان حقيقة أنّ ياعيل فارد، التي كانت مسؤولة دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الإسرائيلية، قد أوصت صناع القرار في تل أبيب عند تفجر المظاهرات العارمة في أرجاء إيران ضد الشاه، بوجوب العمل على أن يتولّى الجيش مقاليد الأمور في طهران، وأن يدشن نظام حكم عسكري.