مصادر "العربي الجديد": مساعٍ مصرية للتقارب مع حكومة الوفاق الليبية

16 يونيو 2020
مصادر: تقدم كبير بالاتصالات بين مصر و"الوفاق" (الأناضول)
+ الخط -
قالت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، إن اتصالات رفيعة المستوى، قادتها أطراف ذات طابع أمني مع مسؤولين في حكومة الوفاق الليبية، التي تسيطر على العاصمة طرابلس والغرب الليبي، في أعقاب المقاطع التي تصور تعرض عدد من العمالة المصرية في ليبيا للإهانة والانتهاكات على يد منتسبين للقوات التابعة لحكومة الوفاق.

وبحسب المصادر، هناك ما وصفته بـ"الارتياح" لدى الدوائر المصرية نتيجة ما سمعته من المسؤولين الليبيين بشأن تلك الوقائع وعدم تكرارها، وملاحقة مرتكبيها، قائلة "إن مسؤولين ليبيين من قيادات الصف الأول في معسكر الغرب الليبي أبلغوا المسؤولين المصريين بجهاز المخابرات العامة بأنه لا حاجة لسحب أو إجلاء العمال المصريين من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات حكومة الوفاق"، مؤكدين أن "أجهزة الأمن التابعة للحكومة ستوفر الحماية اللازمة لهم، وسيتم السماح لهم بالعمل وعدم التضييق عليهم".

وأشارت المصادر إلى أن هناك تقدما كبيرا في الاتصالات بين مصر ومعسكر الغرب الليبي، مؤكدة أن هناك رغبة مصرية في استعادة جزء من العلاقات الرسمية مع حكومة الوفاق الليبية كما كانت قبل الحملة العسكرية الفاشلة التي شنها خليفة حفتر، قائد مليشيات شرق ليبيا، على العاصمة الليبية طرابلس في إبريل 2019، وكانت ترفضها مصر، لكنها اضطرت في النهاية إلى تأييدها ودعمها بسبب الضغط الذي مورس عليها من جانب الإمارات والسعودية.

وأوضحت المصادر أن هناك رأيا داخل دوائر لصناعة القرار المصري بشأن ليبيا، يطرح ضرورة إعادة فتح قنوات الاتصال مع معسكر غرب ليبيا، وتنشيطها، وذلك ضمن جهود تعزيز تواجد مصر بالأزمة الليبية، ومواجهة ما وصفتها بـ"المساعي التركية للهيمنة على ليبيا".

وقالت المصادر إن تعليمات واضحة صدرت من جهة عليا بالدولة، للإعلاميين ووسائل الإعلام المحلية المختلفة، بعدم الإساءة إلى شخوص أعضاء حكومة الوفاق الليبية، والتهدئة من حدة الهجوم على الأطراف الليبية في معسكر الغرب.

يأتي هذا في الوقت الذي قال وزير الداخلية الليبي في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، الأحد، إن مصر يمكن أن تقوم بدور للمساعدة في إنهاء الانقسامات في البلاد.

وقال باشاغا: "مصر دولة مهمة بالنسبة لليبيا"، مضيفا "نحن نهتم بعلاقتنا مع مصر، فمصر لديها القدرة على المساعدة في حل مشاكل ليبيا".​

ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ببيان وزير الداخلية فتحي باشاغا حول فتح تحقيق في احتجاز وتعذيب عمالة وافدة من الجنسية المصرية، قائلة "ندعو السلطات المحلية إلى إجراء تحقيق فوري، والكشف عن مصير العمالة المصرية، وضمان معاملتهم وفق المعايير الدولية".

في مقابل ذلك قال مبعوث الرئيس التركي إلى ليبيا أمر الله إيشلر إن المفاوضات السياسية في ليبيا يجب أن يقودها السياسيون، وإن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق وتدعمه مصر، رجل سياسة ويجب أن يسهم في هذه العملية.

وأضاف إيشلر، في تصريحات صحافية، أن "حفتر دكتاتور فاشل، رفض مرارا الالتزام بوقف إطلاق النار خلال العام الماضي، وهو على وشك أن يفقد الدعم الروسي"، بحسب قوله.

كما أشار المبعوث التركي إلى أن "مصر قد تبدأ في المساهمة في المفاوضات السياسية من خلال التواصل مع حكومة الوفاق وإزالة مخاوفها الأمنية المشروعة"، بحسب وصفه.

في غضون ذلك، زار وزير الخارجية والتعاون الدولي فيما يعرف بالحكومة المؤقتة بشرق ليبيا، عبدالهادي الحويج، ونائب رئيس مجلس النواب أحميد حومة، ومندوب عسكري ممثل لمليشيات شرق ليبيا، موسكو، أمس الثلاثاء، حيث التقوا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

وقالت وزارة الخارجية بالحكومة المؤقتة في شرق ليبيا إنهم أعلنوا "دعمهم للجهود الروسية لمبادرة وقف إطلاق النار، والعودة للعملية السياسية، وفق مخرجات عملية برلين".

المساهمون