75 عاماً على نكبة فلسطين.. حق العودة لا يسقط بالتقادم

14 مايو 2023
يعيش الطيراوي وزوجته غالية في مخيم الجلزون ويحلمان بالعودة إلى قريتهما الطيرة (فرانس برس)
+ الخط -

تخطى العجوز الفلسطيني محمد مسعود الطيراوي وزوجته غالية سنّ الثمانين، غير أنهما لا يزالان يحلمان بالعودة إلى قريتهما الطيرة التي احتلتها إسرائيل عام 1948.

وفي ذكرى النكبة التي يحييها الفلسطينيون في 15 مايو/ أيار من كل عام، ما زال الزوجان يسكنان على أطراف مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين قرب رام الله وسط الضفة الغربية، حيث أسّسا عائلتهما، لكنهما يطمحان إلى أن تنتهي حياتهما في قرية الطيرة التي ولدا فيها.

ويقطن مخيم الجلزون للاجئين نحو 14 ألف نسمة، يعيشون في منطقة لا تزيد مساحتها على ربع كيلو متر مربع، وسط ظروف اقتصادية واجتماعية وأمنية متردية.

ويقع المخيم إلى الشمال من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، تقابله مستوطنة "بيت أيل" التي تُعَدّ "ذات بعد استراتيجي وسيادي إسرائيلي"، حيث يقع فيها مقر قيادة الضفة الغربية في الجيش الإسرائيلي (مكتب منسق أعمال الحكومة).

 

أمل بالعودة

يقول الطيراوي: "متأملين بوجه الله تعالى بالعودة للأرض، والبيت".

ويبدو العجوز منهكاً، فقد بلغ سن الـ85، غير أن ذكريات اللجوء ما زالت حية في مخيلته. ويقول الطيراوي إن "أهالي قريته الواقعة قرب مدينة اللد (داخل إسرائيل) هجروها بعد اشتداد المعارك مع العصابات الصهيونية".

وتابع: "الناس هربوا بعد أن وقعت مجازر دامية في القرى والمدن الفلسطينية، تركنا خلفنا كل شيء، البيت والأرض وكل شيء. حملنا ما يمكن حمله من أوراق ومفاتيح ومقتنيات صغيرة على أمل العودة".

وأشار الطيراوي الذي كان يبلغ من العمر 10 سنوات في حينه، قائلاً: "عشنا أياماً صعبة بيتنا في الجبال والكهوف، ثم انتقلنا من قرية إلى أخرى بالضفة على أمل العودة قريباً إلى قريتنا".

يصمت العجوز ويضيف: "الأيام باتت سنوات طويلة، وقد شارفنا على نهاية العمر دون العودة".

ويذكر العجوز الفلسطيني أن عائلته "اضطرت إلى ترك قطيع من الماشية (خراف) للعصابات الصهيونية خلال اللجوء".

وعن قريته الطيرة يقول: "كان في القرية مدرسة، والناس تعمل في الزراعة، حيث يزرعون السمسم والقمح والشعير والخضروات والزيتون والفواكه". ويصف قريته بـ "الجنة".

بدورها، تقول زوجته غالية، البالغة من العمر 81 عاماً، إنه "بالرغم من الأوضاع الحالية وبناء الجدار الفاصل بين الضفة الغربية والداخل (أراضي الـ48)، غير أن أمل العودة موجود".

وتضيف: "حقنا بالعودة مقدس، ولن نقبل أي بديل، سواء تعويض أو توطين أو غيره". وتردف غالية: "لو عرضت علينا ملايين الدولارات، فلن نقبل بها. صحيح أننا نعيش في مخيم، لكن حقنا بالأرض لا بديل منه".

وتقول بلغتها المحلية المحكية: "ريحة (رائحة) البلد تسوى كل شيء، يا ريت نعود، بلادنا عزيزة علينا". وتشير إلى أنها "كانت طفلة في النكبة، لكنها عاشت أياماً مشتتة بين الجبال والكهوف، حتى استقرت عائلتها في بلدة بيتا بالقرب من نابلس (شماليّ الضفة) ثم مخيم الجلزون".

تزوجت غالية بالطيراوي، وهي من بلدة الطيرة ذاتها. وتحكي العجوز غالية أن عائلتها "نزحت دون أن تأخذ معها شيء، وكل الأمل بالعودة بعد أيام فقط".

وتشير إلى أن عائلتها "فقدت أقرباءها على يد العصابات الصهيونية، منهم من قُتل خلال المعارك، ومنهم قُتل خلال النزوح".

وتحتفظ العائلة بكواشين أراضيهم في الطيرة، ومروسة بـ"حكومة فلسطين"، وتظهر الأوراق ملكية العائلة لقطعة أرض تبلغ مساحتها 1495 متراً، وعن ذلك تقول الحاجة غالية إن العائلة "تملك عدداً من القطع هذه واحدة منها فقط".

وتشير إلى أنها "ستورث تلك الأوراق ومفاتيح المنازل لأحفادها".

ويحيي اللاجئون الفلسطينيون منتصف أيار/ مايو من كل عام ذكرى "النكبة"، حيث هُجِّروا من أراضيهم على يد عصابات صهيونية مسلحة عام 1948.

وقال بيان لجهاز الإحصاء الفلسطيني صدر أمس السبت، إن النكبة الفلسطينية عام 1948 أدت إلى تشريد 800 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يعيشون في فلسطين، وإن إسرائيل دمرت 531 قرية فلسطينية وقتلت 15 ألف فلسطيني وارتكبت أكثر من 70 مجزرة.

(الأناضول)

المساهمون